مقالاتقضايا شبابية - مقالات

Thank you for smoking-كما لا يوجد جاذبية شكرا لك على التدخين

فيلم شكرا على التدخين

“شكرا على التدخين  ” للوهلة الأولى يبدو الفيلم من اسمه مشجعا على التدخين أو بمثابة دعايا لذلك الفعل المدمر للإنسان ! لكن الفيلم يعرض فكرة منتشرة فى العالم اليوم هى “التأثير فى الجمهور” .

هذا التأثير؛ ليس بقول الحقائق التى تُشبع العقل السليم وتُوجِّه السلوك نحو العدل والخير وصلاح المجتمع الإنسانى،

إنما هذا التأثير بالخداع؛ أى بإخفاء جزء من الحقيقة بهدف تزويرها واستغلالها فى الترويج للباطل أو إخفاء الحقيقة كاملة فلا نجد أمامنا إلا باطلا مزخرف بكلام فارغ من الحقيقة .

الخداع بدأ من عنوان الفيلم المُغاير للمشكلة الأصلية التى يعرضها. ربما يرجع هذا لطبيعة الفيلم الكوميدية الساخرة !

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لكن الخداع الذى يمارسه “نايلور” بطل الفيلم المدافع عن السجائر ليس بهدف الكوميديا بالتأكيد !

بداية من “نايلور” بطل الفيلم المدافع عن السجائر إلى ذلك الشخص الذى ظهر صامتا فى مشهد واحد ؛ إنه العبقرى القادر على نفى الجاذبية ! يتضح لنا قدرة المُجادل على قلب الحقائق فتصير السجائر غير مُضرة والرشوة هدية والجاذبية يمكن نفيها !

لكن قدرة المجادل بالباطل هذه ..أما لها من رادع ؟!

تعرف على اثر التدخين على الفرد والمجتمع

بالطبع لها …

الأمراض الوبائية يتم مكافحتها بالوقاية؛ في حال احتمال التعرض للمرض أو بالعلاج فى حال الإصابة بالمرض بالفعل . والقابلية للتأثر والانخداع بالكلام الفارغ من الحقيقة صار وباء عالميا؛ يصيب الفكر الإنسانى السوى فى مقتل مما يهدد إمكانية الوصول إلى السعادة الحقيقية .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الجميع فى خطر، ليس فقط من التدخين!

فإن كنت تبدو معافى من هذا الوباء لأنك تحاول الالتزام قدر استطاعتك بالتفكير السليم فداوم على فعلك الوقائى هذا؛ فعالمنا ملئ بـ”نايلور” والسجائر غير المضرة!

وإن كنت مريضا بالفعل فانتباهك لمرضك أول طريق العلاج ويليه تعلم التفكير السليم وهذا التعلم ليس كتعلم معادلة كيميائية مثلا إنما تعلم ينبه الطبيعة السوية لعقولنا بعد أن أصابها الكسل فتمكن منها الوباء !

السجائر غير مضرة هذا ما يريد “نايلور” أن يوصله للجميع !

لماذا هى غير مضرة ؟!

لو تأملنا كلام “نايلور” نراه لا يرد على هذا السؤال أبدا وإنما يجادل مبتعدا عن أصل الموضوع لا يقنعك بأنه على صواب وإنما يشن حربا على الطرف الآخر إما بالتشكيك فى كلامه (هل أمك التى قالت لك أن السجائر مضرة طبيبة أو خبيرة ؟! )

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أو تشويهه والتشكيك فى نواياه كما يفعل مع أعضاء جمعية صحة الإنسان فى نواياه

أما عن اقناع رجل المالبورو بأن الرشوة هدية وأن إخفائه لحقيقة إصابته بالسرطان الرئوى بسبب التدخين ليس بيعا لكرامته فكانت وسيلته فى الخداع هى استغلال احتياج وحب الرجل للمال !

ولا يعصمنا غير التفكير المنطقى السليم المتاح لجميع البشر فمن يدعى أن التدخين وعدم التدخين سواء (استحالة اجتماع الشيئ ونقيضه )

من ينكر أن طبيعة الجسد تحتاج لاستنشاق هواء نظيف؟! أليس ظلما للجسد أن نُجبره على استنشاق الدخان بدلا من الهواء النظيف !

هذا غير الأدلة العلمية بالتأكيد !

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحق دائما واضح ولدينا جميعا القدرة على معرفته ووسيلتنا فى ذلك هى أن نحيا بطبيعتنا العاقلة .

لا أرى الأمر عسيرا؛ فما هو إلا تمسك الإنسان بعقله الذى يميزه ويجعله إنسانا ؛

لكن ما الذى يدفع “نايلور” لعمل كهذا ؟!

بالتأكيد الدفاع عن السجائر المسببة لعدد كبير من الوفيات ليس الدافع من ورائه الحد من الزيادة السكانية !

رأى نفسه يجيد قول كلام مؤثر عار من الحقيقة لا يحتاج إلى علم راسخ وإنما يحتاج مرونة أخلاقية ! وهذا الكلام يُدر له المال فعمل بالمهنة بعيدا عن معانى الفضيلة والخير وأمانة الكلمة .

رأى “نايلور” مصلحته فى هذا العمل؛ مبدأ المصلحة الوقتية الشخصية يحكمه و يحكم معظم شخصيات الفيلم.

وهذا المبدأ مختل لأنه يدفع معتنقيه إلى سلوكيات مضرة لهم ولمجتمعهم وحتى أقرب الأقربين لهم.

“نايلور” يريد الحصول على المال وجد نفسه متميزا فى الجدل وهذا يكسبه كثير من المال بغض النظر عن الخير والشر والأخلاق والفضائل وأمانة الكلمة يرى “نايلور” مصلحته فى هذا العمل.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب؛ بل أراد لابنه أن يتبعه ويتخذ صناعة الجدل بالباطل طريقا له.ومعظم الشخصيات تعتنق نفس المبدأ (المصلحة ) . وهذا يبرر معظم الأفعال الخاطئة التى صدرت من الشخصيات :

فكرة استغلال الخلاعة فى الدعايا للسجائر و ادعاء (بى آر ) _رئيس نايلور فى المؤسسة_ أنه صاحب هذه الفكرة ليظهر أمام أحد كبار المؤسسين لشركات التبغ بالذكاء والحرص على انتشار التدخين بين الناس؛ فينال ترقية أو مكافأة مادية ! …. وأيضا استغلال “نايلور” لجزء مما قاله الطبيب -بعد نجاته من تسمم النيكوتين الحاد – ونشره لخداع الناس بأن التدخين يمنع الهلاك من تسمم النيكوتين الحاد وعندها زاد التمسك بـ”نايلور” كمدافع عن السجائر ولم يذكر أن الطبيب حذره تدخين سيجارة واحدة أخرى وإلا سيموت ! استغلال “هذر” لعلاقتها بـ”نايلور” وكشف حقائقه فى الصحيفة فمصلحتها حتمت عليها ذلك لا الرغبة فى إظهار الحقيقة ! ثم استغناء المؤسسة عن “نايلور” بعد التشهير به.

الشهوات والأهواء

حتى السيناتور (الشخصية المنوط بها توعية الجمهور من خطر التدخين وكشف تلاعب “نايلور” بعقولهم ) غير برئ من اعتناق مبدأ المصلحة المختل ؛ فتحولت مهمته من حماية الجمهور من ألاعيب “نايلور” وتوجيههم نحو مخاطر التدخين الواضحة إلى عداوة وخنق من “نايلور” نفسه ومحاولة الحفاظ على مظهره فى الإعلام ومجلس الشيوخ ! اتبع هواه فلم يعد هدفه الحقيقة نفسها وإنما الإيقاع بـ”نايلور” بأى طريقة !

عندما تحكم المصالح والأهواء فانتظر الصراعات والخلافات والتعاسة وغياب الحق !

ومبدأ المصلحة المختل ما هو إلا نتاج للإصابة بالمرض الوبائى الذى أصاب الفكر الإنسانى وهو القابلية للانخداع بسبب غياب الفكر السليم وحكم المادة والقوة وطغيانهم على معانى العدل والفضيلة التى تمس حقيقة الإنسان وتحقق له السعادة الحقيقية.

وإذا كان الفكر السليم هو العلاج؛ لنحيا أفرادا مُعافين فإن الفكر السليم أيضا هو الوسيلة التى نصل بها نحو مجتمع أفضل لا تحكمه المصالح والمادة وإنما تسمو أهدافه نحو تحقيق العدل وتقديم الخير للإنسانية جمعاء.

اقرأ أيضا:

يا أبو الريش أوبريت الطفل

البطولة كي نثقب ثغرة

جفاء ضد الوالد :اعتذارك غير مقبول يا أبي !

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مقالات ذات صلة