مقالات

سِكة الندامة

سِكة الندامة

أَمضي على أطلال النفس، أُرثي لحالِها بالأمس؛ فقد رحل عنها الرفيق والونس،و أوغرت صدرها غِلّا ً وتَعس. فأَضرمت نيران العداوة في بستان المحبة الخَضِر، وبذرت أرض الوحدة والأخوة حَب الفُرقة والبِعاد؛فاستأثرت بما تظنه الحق و الصواب دون حجة أو دليل ومتى طُعن المنطق والبرهان في فكرها و سلوكها استشاطت لغطاً وغضبا.ولم لا؟! ففي كنف العصبية الغوغاء اتخذت مقعدها. وأحلت بجند العقل هزيمة نكراء؛ فسلكت سبيل الحسرة و الندامة . وسكنت خراب الجهل و لجة ظلامه. وشردت صحيح الفكر وفضيلة الأخلاق. فاحتالا أسيرين لدى سادة التطرف والعناد. فكان وقع ألمي وحزني خرصاً شلّ لساني عن لومها وعتابها. فاللهم عودةً لها إلى سبيل رشدك وهداك.

فسجية الانتماء والولاء تلقائية وعفوية في جبلة الفرد نحو الغير وأفكاره ومبادئه، تقوى وتشدت بأزر معرفة الحق والإيمان به وتصبح قوى فاعلة في سبيل خدمتها ورفعة ورادها. ولكن متى راود التعصب حقاً كان كفيلاً بخذل قضيته وإضعاف قوته. وبئس القرار متى أعلنت تعصبك للباطل وعكرت به صفو وعُزوة الانتماء.

فلوثة التعصب قد تضرب بأى شخص قادته أهوائه وتسيده حُب ذاته فتمركز حولها وانتاب فكره الكبر والغرور فتوهم أن مطلق الصواب معه أبدا، ومتى بُرهن له عكس ذلك رأى أن تنازله و تصحيح زلات فكره ذمًا ينتقص من شخصه وكبريائه فغضِب وسخط وتعصب لها. أوربما شُوّش فكره وتَقولب على الانقياد الأعمى بفئة ما جاعلاَ من عقله سجيناً للجهل خلف أسوار التغييب والتضليل يسير خلفهم دون وعى، ويستميت ولائهم وخدمتهم خوفاً من ضياع مكانة أومصلحة ألفها منهم .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلا تجعل من العصبية سدًا يحجب عن فكرك شمس الحقيقة وشعاع البصيرة. التفت ملياَ نحو حقيقة نفسك وابعد بها عن دروب الأنانية وحب الذات. تَلمَّس نهاية التعصب وما يحمله من نصرة للظلم وكره وشِقاق. واحمل النفس مجاهدةً و مراراً على الإنصات للغير ممن يخالفونك الرأى والفكر أيًا كان سنه أومقامه أوتوجهه. تحلى بالحلم والتؤدة ثم سلم للحق واخفض جناحك له متى أدركته  بالحجة والبرهان مبتغيًا مستقر النجاة ودار الفلاح مقاما .

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

 

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة