مقالات

قبل الغرق

اعتدنا الحديث عن الكوارث بعد وقوعها وتحليل أسبابها وكيفية معالجتها، لكن وفقًا لعلم إدارة الأزمات فيجب منع وقوع الكوارث من الأساس، وبناءً عليه فإننا سنتحدث في هذا المقال عن واحدة من الأخطار المحتملة، والتي ستشكل إذا ما وقعت لا قدّر الله كارثة بيئية واقتصادية ضخمة، في منطقة البحر الأحمر وقناة السويس وربما شمال غرب المحيط الهندى.

البداية

بُنيت السفينة صافر عام 1976م بواسطة شركة هيتاشي زوسن اليابانية، بإجمالي حمولة 192.679 طنًا، ووزنها فارغ 406.640 طنًا، أما طول السفينة فيبلغ 362 مترًا، وتعمل بواسطة توربين بخاري بسرعة 17.8 ميل/س. وكانت ترسو على بعد 7 كم قبالة سواحل اليمن، وهي مملوكة للحكومة اليمنية التي استخدمتها لتخزين النفط تمهيدًا لتصديره من حقول مدينة مأرب.

مكمن الخطر

مع بداية الثورة الشعبية في اليمن وانهيار الحكومة، قام الحوثيون بالسيطرة على ناقلة النفط صافر، وتركت بالطبع في المياه دون صيانة، فحدث تدهور كبير في هيكل السفينة عام 2015م، وهذا قد يؤدي إلى تسرب النفط في المياه، أو انفجار خزانات السفينة نتيجة ضغط الأبخرة المتولدة من النفط الموجود فيها، والذي تشير تقديرات الخبراء إلى احتواء السفينة على 1.14 مليون برميل بقيمة تبلغ قرابة 80 مليون دولار أمريكي، مما نتج عنه تعثر المفاوضات بين الحوثيين والحكومة اليمنية الجديدة، لمطالبة كلٍ منهما بأحقيته في البضائع والسفينة.


photo 2023 01 21 14 16 14 - قبل الغرق

اضغط على الاعلان لو أعجبك

موقع السفينة صافر حاليًا في ميناء رأس عيسى

 photo 2023 01 21 14 15 57 - قبل الغرق

آثار الصدأ والتآكل على بدن السفينة صافر (المصدر: حلم أخضر)

حل مؤقت

وفقًا لـ”دوج ووير” مدير البحوث والسياسات في مرصد النزاعات والبيئة في المملكة المتحدة، فإنه يجب إبقاء نسبة الأكسجين في خزانات النفط داخل السفينة تحت 11%، عن طريق ضخ غاز خامل مثل النيتروجين أو الهيليوم لتفادي حدوث تأكسد للنفط وبالتالي انفجار السفينة، لكن هذا حل مؤقت، فالسفينة خرجت بالفعل من الخدمة منذ 14 عامًا ولم تحدث أي عملية صيانة لها.

تأثير الكارثة المحتمل على مصر

يذكر “مارك لوكوك” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن التسرب النفطي قد يصل إلى قناة السويس ويلوث البحر الأحمر بالكامل، مما يدمر البيئة البحرية وأشجار المانجروف الشاطئية تمامًا، وبالتالي التأثير سلبًا على السياحة والنقل البحري وأنشطة الصيد، بل قد يؤدي ذلك إلى إغلاق كلي أو جزئي لقناة السويس، لحين التخلص من بقع النفط التي تؤثر على السفن التي تمر في القناة، مع ما في ذلك من آثار كارثية على الاقتصاد المصري.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ما الحل؟

img 20200517 220103 063 - قبل الغرقيجب إفراغ السفينة فورًا من حمولة النفط تحت حماية قوة من الأمم المتحدة، وتوجه حصيلة بيع النفط إلى جهود الإغاثة وإعادة الإعمار للشعب اليمني، ويمكن بيع السفينة نفسها لصالح قوات الحوثي ضمن صفقة للسماح بعملية التفريغ، إذ لو انفجرت السفينة أو تسرب منها النفط فلن يبقى شيء للمساومة عليه، إذًا فبقاء الوضع كما هو عليه ليس في صالح أحد، كما يمكن أن تشارك الدول التي ستتضرر مباشرة في هذه العملية، سواء بالتمويل أو بالخبراء.

أخيرًا فإن الوقاية خير من العلاج، ومن ثم يجب التحرك العاجل لتفادي هذه الكارثة، فالضرر سيطال الجميع وسيصعب علاجه.

المصادر

موقع الأمم المتحدة على الإنترنت.

موقع ويكيبيديا .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

موقع حلم أخضر.

مقالات ذات صلة:

بورصة الكربون

ماذا يمنع التنمية لدول العالم الثالث؟

ظروف استثنائية

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط

 

مقالات ذات صلة