مقالاتأسرة وطفل - مقالات

ابنتي العزيزة، إليكي بهذه الرسالة…

كل دمية هي ابنتي!

مشاعر الأمومة من أصدق وأرقى المشاعر التي وهبنا الله إياها، وجعلها غريزة داخل كل أنثى فكل طفلة تولد وبداخلها أم صغيرة. من منا لم تكن أما لدميتها، بل من منا لا تتذكر تلك الدمية التي كانت تناديها ابنتي، نعم نذكر كل تفاصيلها ونذكر أيضا كيف كنا أمهات صغيرات نملك العاطفة والحكمة منذ نعومة أظافرنا، فهكذا كنا نلعب ونلهو وكأننا خلقنا لدورٍ عظيمٍ يستلزم التمرن والتدرب عليه في هذه السن الصغيرة.

أي رسالة عظيمة هذه التي تجعل من طفلة لا تعي الكثير من أمور الدنيا تلعب وببراعة تلك اللعبة؟! أي معنى أُريدَ لنا أن نعيه ونحن نخطُو أولى خطواتنا في هذه الحياة؟! كلما حاولت أن أتخيل تلك المسئولية شعرت وكأن حملاً تقيلاً أُلقي على كتفي.

فماذا عساي أن أفعل لو جاء دوري في حمل تلك الرسالة؟!
كيف سأقدم ابنتي لهذا المجتمع وكيف سأجعلها قادرة على مواجهة صعوباته؟! وأجدني أشفق على كل أم جديدة، ووجدت بداخلي رسالة أوجهها إلى ابنتي، ربما هي كلمات داخل كل أم ترى طفلها لأول مرة وتختلط داخلها المشاعر.

رسالة إلى ابنتي

ابنتي العزيزة… صغيرتي: اشتقت إليكِ كثيراً، فكم تمنيت تلك اللحظة التي أنظر فيها إلى وجهك الملائكي والتي أستمع فيها إلى صرخاتك التي تعلنين فيها عن قدومك إلى هذا العالم. وهي بالنسبة لي أعذب الألحان، وأغوص في نظراتك وتأملاتك وأنتِ تستكشفين العالم من حولك. أتأملك وأنتِ نائمة، فكم أنتِ هادئة وناعمة يا صغيرتى، ومن شدة خوفي وقلقي عليكِ أتمنى أن أتحول في تلك اللحظات إلى واحدة من أصحاب القدرات الخارقة وأرافقك حتى في أحلامك فأحميكِ مما قد يزعجك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ابنتي وقطعة القلب التي تجاوزت قفصي الصدري لتسكن أحضاني: لأني أمك ولأني الوحيدة التي ستقدم لك حباً أبدياً غير مشروط، ولأنك ستظلين في نظري طفلتي الصغيرة مهما بلغتِ من العمر ومهما تقلدتِ من المناصب، أردت أن أخبرك أشياءً عن عالمنا الذي نعيشه ربما تساعدك في رحلتك في هذه الحياة.

هذا العالم يا ابنتي ليس مثالياً، وإن ما ستتربين عليه من قيم وأخلاق ربما لن تجدي الكثيرين يحرصون عليه. فلا تلوميني يا صغيرتي، فقط تعاملِي بما في داخلك من خير وحب ونقاء مع كل الناس. لن أخفي عليك أنه أمر صعب بالتأكيد، ولكن لو ذهبتِ بخيالك وتصورتِ نفسك مثلهم فلن تكوني سعيدة على الإطلاق. خُذِي على عاتقك ألا تؤذي أحداً وإن امتلكتِ القدرة على ذلك، فما سوف تشعرين به بعدها من تأنيب الضمير كافٍ بألا تستطيعي النوم ليالي طويلة وسيظل محفورا في ذاكرتك ما حييتي.

جمال عقلك وقلبك

ابنتي الحبيبة اهتمي بأناقتك وجمالك ولا تجعلي أحدا يستنسخك ليفقدك تفردك وتميزك ولكن اهتمي أكثر بجمال عقلك وقلبك؛ فجمال العقل بالعلم، وجمال القلب بألا تجعلي فيه مكانا لكراهية أحد أو للحقد على أحد. لن أطيل عليكِ صغيرتي ولن أفسد عليك متعة رحلة الحياة فهي مليئة بالأحداث، واعلمي أن لكل عصر جماله وقبحه فاستمتعي حبيبتي بكل ما هو جميل في عصرك، ولكن إياكِ وأن تتأقلمي مع القبح. كوني مقاومِة له، لا تجعليه يحاصركِ بل حاصريه أنتِ ولا تستسلمي أبداً. كونِي عنوانا للحق والخير والجمال وكوني جنديا للدفاع عنهم.

إن الأمومة من أعظم وأقدس الأدوار والاستعداد لها واجب مقدس على كل أم، فلا تنشغلي بالتوافه، ولا تجعلي أبلغ همك هو شراء الملابس من العلامات التجارية الشهيرة، ووضع أطفالك في المدرسة الدولية الشهيرة.

فالتربية أمر مختلف تماما، أن نفكر ماذا سنزرع في أطفالنا، وكيف سنجعلهم قادرين على مواجهة التحديات والتي تتزايد يوما بعد يوم. أن نكون دليلا لهم لا أوصياء عليهم. أن نقدم للمجتمع نموذجا لأنثى صالحة وعصرية تدرك دورها في بناء مجتمعها. وتعي خطورة هذا الدور وانعكاساته على تقدم الأوطان.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضا:

محمد صلاح والبحث عن الذات .. السعي والتركيز على الهدف وتحديد الطريق

خلود جلجامش في عصر العولمة .. ولنا من روايات السابقين عبرة

المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

شيماء ماجد

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة