مقالات

رحلة مع السجائر .. بين الرغبة ونداء العقل

السيجارة القاتل البطئ

السجائر، أوما قد يسميه البعض القاتل البطئ، حيث إنه حسب آخر التقاريرالصادرة من منظمة الصحة العالمية فإنها قد تسببت فى وفاة ما يقارب من 7 ملايين شخص كل عام، وخلال القرن الماضى تسببت فى وفاه أكثرمن 100 مليون شخص فى حين اذا نظرنا نظرة أخرى إلى الوفيات فى الحرب العالمية الثانية نجد أنها قد قاربت وفياتها من 60 مليون شخص فى حرب استمرت لسنوات بين بعض الدول العظمى، فحسب آخر الإحصائيات الصادرة من المركز الأمريكى للإحصاء فإن نسب مدخني السيجارة من سكان العالم قد تتجاوز 15 % من سكان العالم أجمع، لذا فإن التدخين لا يقتصر فقط على الصحة، بل إنه يعد من أكبر الأفكار التجارية فى العالم.

الاكتشاف

تم اكتشاف السجائر على يد كريستوفر كولومبس مكتشف أميركا، حينما كان يبحث عن طريق أسرع إلى الهند عن طريق البحر، وعندما وصل إلى أرض شاسعة تقع وسط المحيط ظن أنها الهند، واستقبله سكانها فقدموا له ورقا مجففا يمضغه يسمى التبغ حيث انه كان يتم أكله، وعاد كولومبس إلى ملكه محملا ببعض أوراق التبغ، وقدمها له فشعر الملك بسعادة بالغة، وبدأ مع ذلك الوقت انتشارها وبدأ بعض من أصحاب المستشفيات يستخدمونه كعلاج للألم والصداع والإرهاق لما يحتويه من ماده النيكوتين،

ومع نهاية القرن السادس عشر أصبح التبغ يتم حرقه وشم الدخان الناتج منه. ومن ثم انتقل التبغ من الدولة الاوربية إلى العثمانيين، ومنها إلى مصر، ومع استمرار الوقت وانتشار التبغ وحاجة الناس إليه شرع المصريون فى تجهيز رحلات إلى أوروبا لإحضار بذور التبغ وزراعته فى مصر، وتحول إلى تجارة متكاملة، وبدأ فرض الضرائب على السجائر، ومع قدوم القرن التاسع عشر قام الفرنسيون بصناعة أول سيجارة محمولة فى اليد وجاهزة.

 رأسمالية السيجارة

تبادر إلى ذهن أحد المصريين فى القرن التاسع عشر فتح مصنع لإنتاج السجائر الجاهزة، وبدأ فى صناعتها حسب الطلب، فكان يتم طلب 100 سيجارة فيقوم بصنعها وتقديمها للمشترى جاهزة ومع زيادة الطلب على السجائر وزيادة التقدم الملحوظ بها تحولت بدلا من الصناعة بكميات محددة إلى صناعة كاملة لها مقوماتها، ولها صادرتها الخاصة بها،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ويظهر ذلك بوضوح فى شركة  مثل (اخوان كريازى) التى قامت لوحدها بتصنيع 50 مليون سيجارة فى سنة واحدة، وتقدم ذلك العدد ليصبح 160 مليون سيجارة بعد سنتين فقط، ومنها بدأ انتشار الشركات الخاصة فى تصنيع السجائر، ووضع ماركات وأصبحت الشركات المصرية فى تصنيع السجائر هى الأولى والفريدة من نوعها،

وانطلقت إلى التصدير للعالم الخارجى لتصبح جزءا من اقتصاد مصر وكعادة الرأسمالية قام أحد المستثمرين بفتح أحد المصانع الضخمة لتصنيع السجائر وقام بإدخال ماكينات حديثة، وخفض سعر السجائر الأجنبية فى مقارنتها بنظيرتها المصرية. فاتجه المصريون إلى السجائر الأجنبية، وبدأت الصناعة المصرية تضعف مع مرور الوقت حتى قاربت على الاختفاء فى عصرنا الحالى.

كيف يمكن الإقلاع عنها؟

إنه لمن المؤسف أن نجد بعض الدول مثل امريكا تسوق السجائر لدول العالم الثالث على إنه منتج للراحة والرفاهية، وإنفاق ملايين الدولارات فى الحملات الدعائية، فى حين يتم فى نفس الوقت تصنيفها داخل الولايات المتحدة الأمريكية على أنها مواد سامة وضارة بالصحة.

لذا يجب علينا أن ندرك عقلا أن السجائر ضارة، ومنها يكون الانطلاق إلى الإقلاع عنها، وتغليب قوى العقل لدى الفرد، على قوى الرغبة لديه والشهوة، ومنها ينطلق الفرد إلى حريته.

اقرأ أيضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحرية الشخصية بين التحرر والاستعباد.. ماذا يعني أن أكون حراً ؟

الفراغات التي يتركها الراحلين

 

مصطفى عاطف

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد

مقالات ذات صلة