مقالاتقضايا شبابية - مقالات

دلع نفسك، ومتدلعهاش ليه؟

دلع نفسك

عيش الرفاهية.

عيش اللحظة

استمتع

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 indulge yourself

مبروك! انت كده بقيت عبد ضعيف جبان

وعلى نفس النسق ينتشر بين الطبقات الاجتماعية الأدنى.. مفاهيم كـ(نزه نفسك) … (أصل أنا نزيه) … (أنا أحب أنزه نفسي وعيالي واللي حوَليّا) ورغم عدم دقة التعبير لغويا واختلاط مفاهيم النزاهة مع النزهة مع النزوة فإن ما يعنى بها هي نفس التعبيرات السابقة المقصود منها تدليل الذات بالاستهلاك والاعتماد الكلي على العيشة اليسيرة السهلة قليلة المجهود …

مثل هذه المفاهيم التي ما إذا اعتنقها المرء وعاش عليها… عاش في خوف من الفقر والحاجة… عاش في رعب من مشقة الحياة ومتاعبها… ومن هنا تبدأ التنازلات الأخلاقية والفكرية ويحدث الخنوع والإخضاع من الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي.. من هنا تتحقق مقولة إن الناس من خوف الفقر في فقر وإنهم من خوف الذل في ذل!

فإذا تأملنا وضع الناس فى بلادنا وجدنا تقبلهم للظلم والفساد وذلك خوفا منهم من توقف ولو لحظي لنمط حياتهم الاستهلاكي الترفيهي، الغريب أن هذا من أكبر أسباب شقائهم ومعاناتهم وتعاستهم التي تزيد يوما بعد يوم … ولكنهم لا يزالون في الخوف من ضياع ما تبقى لهم من فتات الحياة معتبرين إياها نوعا من الرخاء لا يمكن التضحية به!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فتدجين الشعب المحارب المتمسك بهويته ومعتقداته وتحت مسمى السلام والاستقرار -الذي لم ولن يكون- يتم بإدخال الناس في حالة من الرفاهية الزائفة والاستقرار الوهمي الذي لا يعتمد منطقا ولا أخلاقا ولا يكتسب منه علم ولا عمل … فيعيش المرء عبدا لحياته اليومية بمفرداتها الاستهلاكية : الطعام الكثير الفاخر، المشروبات العالمية، السيارة، التكييف، الملابس الأنيقة، العطور ومستحضرات التجميل، الإكسسوارات، الاتصالات، الأجهزة الحديثة، بضائع الدليفري، المولات، المصايف والمنتجعات، الكومباوندات والسكن الفاخر…إلخ، وكأنه خلق في هذه الدنيا ليتمتع فقط وكأنه وعاء للملء والتفريغ على مدار الأيام والساعات.. لينتهي الحال بنا وببلادنا إلى جبال من الديون الشخصية والقومية داخلية وخارجية… يتحكم بها فينا أعداؤنا وتُكسَر وتُرغَم بها أنوفنا وتحدد بها مصائرنا.

ويظهر هذا جليا وغريبا في انتشار أنماط استهلاكية مبالغ فيها لم نكن نعيشها نحن ولا آباؤنا… فأصبح الغني والفقير سواءً كل يأكل من أغلى المطاعم ويمسك أغلى وأحدث الأجهزة والهواتف ويركب أغلى السيارات ويشتري أغلى ملابس لمجرد وجود أسماء بيوت الأزياء العالمية بل وإنه لا يقوى حتى على النزول للشراء بل يركن للتوصيل المنزلي حتى وان كان فارغ الوقت وافر الصحة قريب السكن من المتاجر والأسواق!! …ممارسا لهذا مهما ضحى بالمنطق وبالمبادئ …كيف للأسرة أن يكون لها ثلاث وأربع سيارات وتنفق مئات الألوف على الأكل والمصايف وهي بلا مدخرات !!!!

يجب أن تروض نفسك و أبناءك على قوة الاحتمال والبعد عن دلع الرفاهية الدائمة … لا يمكن أن نعيش كل حياتنا تحت التكييفات وداخل السيارات الفارهة والبيوت فاخرة الأثاث… لا يمكن أن نحيا على أفخر الطعام وأطيب الحلويات وأغلى الشراب.. لا يمكن أن نعتمد كليا على أحدث وأغلى المستحضرات والعطور … لا يمكن نعيش فى رعب من العمل في الشمس أو المشي وركوب المواصلات الصعبة .. لا يمكن أن نعيش في رعب من قلة الطعام ذي الخمس نجوم واستمرار توفره .. لا يمكن أن نعيش في رعب التعامل مع الفقراء أو الذهاب للأماكن الأقل تمدّنا … يجب أن نكون أكثر احتكاكا بالحياة وأقدر على العمل وأقوى في مواجهة صعابها.
…stop indulging yourself

اخشوشنوا لا استسلاما لفقر أوصلنا إلى ما نحن فيه ولكن صبرا في مواجهتهم والخلاص من طغيانهم.

فإذا استحضرنا حديث الرسول لنتأمل قوله: (اخشوشنوا فأن النعم لا تدوم) فيجب أن تدرب النفس وتجبل على تحمل المشقة كما ترفه بالتنعم. فليس هكذا تُحيا الحياة! ولنعدم أعداءنا سلاحهم… فليس دلع الرفاهية استقرارا وليست رفاهية الإسراف في الاستهلاك سلاما… ولنعلم أن الرازق واحد قادر مدبر… ولكننا رضينا بالدنية فعشنا خاسئين مقهورين مهزومين مذلولين فيها

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد العصافيرى

طبيب أسنان

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة