بدلًا منه! .. الجزء الأول
سنتحدث في هذه السلسلة من المقالات عن عدة بدائل لدقيق القمح، بما يسهم في تقليل الاعتماد على زراعته واستيراده، مع دعم الحياة الصحية للمواطنين، والتوسع في الاستخدامات غير التقليدية لبعض المحاصيل، ومن ثمَّ زيادة القيمة المضافة إليها.
دقيق الموز
من منا لا يعرف الموز، تلك الفاكهة المحببة والاقتصادية؟ ظهرت عدة محاولات في الماضي للاستفادة من مخلفات هذا المحصول (انظر مقالي السابق: هل يمكن؟)، لكن أن يتم تحويل الموز إلى دقيق صالح للخبز بل يتميز عن دقيق القمح؟ فهذا يستحق التأمل!
البداية كانت من إفريقيا وجامايكا، حيث زراعة الموز بكثرة، فاتجه السكان هناك لطحن الموز غير الناضج/الأخضر بعد تقشيره وتحويله إلى دقيق يدخل في صناعة الخبز وغيره، ويتميز هذا النوع من الدقيق أن له رائحة موز خفيفة جدًا تختفي مع الطهي، كذلك لونه أبيض يميل إلى الرمادي.
لكن فيم يستخدم دقيق الموز؟
- عمل الخبز.
- جميع أنواع الحلويات.
- مكمل غذائي لإنقاص الوزن، لقلة محتواه من السعرات الحرارية.
تعرف على: تجربة القرود الشهيرة التي تخاف من الموز
مميزات دقيق الموز
- يحتوي الكوب الواحد زنة 250 جم تقريبًا على 100 سعر حراري فقط، وهي الأقل مقارنة بأنواع الدقيق الأخرى بما فيها القمح، لأن النشا الموجودة في دقيق الموز من النوع المقاوم غير المهضوم.
- تحتوي ملعقة واحدة من دقيق الموز على 10.5% من الاحتياج اليومي للماغنسيوم و5% من فيتامين هـ.
- خالٍ من الجلوتين، وبناء عليه فهو مناسب لمرضى حساسية القمح.
اقرأ أيضاً: أنت حر.. لكن كن منطقيًا
استبدال دقيق القمح بدقيق الموز
نأتي هنا للسؤال المهم؛ هل يمكن استبدال دقيق القمح بدقيق الموز؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب التطرق إلى ثلاث محاور؛ صحي، وتكنولوجي، واقتصادي.
فمن الناحية الصحية يعتبر دقيق الموز أفضل كثيرًا من دقيق القمح للأسباب السابق ذكرها، أما من الناحية التكنولوجية (يقصد بها خواص العجين والمذاق والقابلية للخبيز) فنظرًا للمحتوى العالي من النشا في هذا النوع من الدقيق فإن له قابلية كبيرة للعجن والخبز، كما أن مذاق الموز يختفي بعد الطهي.
أما فيما يخص الاقتصاديات، استبدال دقيق القمح بدقيق الموز (سنحول الوحدات إلى كجم وطن حتى تتضح الصورة للقارئ العزيز): فإن كل 10 كجم من الموز الأخضر تعطي 1 كجم دقيق، وإنتاجية الفدان نحو 25 طن = 2.5 طن دقيق.
أما القمح فينتج الفدان في المتوسط 20 أردب (20× وزن أردب القمح 150) = 3 طن وبضرب نسبة الاستخلاص 72% = 2.160 طن دقيق.
بناءً على ما سبق فإننا نحصل من الفدان الواحد على:
2.5 طن دقيق موز، و2.16 طن دقيق قمح.
من ثمَّ فإن دقيق الموز يظهر تفوقًا طفيفًا حتى الآن، لكننا نحتاج إلى مقارنة أكثر تفصيلًا.
اقرأ أيضاً: حساسية القمح (سليك)
مقارنة بين دقيق القمح ودقيق الموز
*حسبنا هذا الرقم بناءً على السعر التقريبي لـ1 كجم من دقيق الموز العضوي على موقع (i Herb)، وذلك لعدم انتشار هذا النوع من الدقيق انتشارًا واسعًا تجاريًا.
حسنًا لقد اتضحت الصورة كثيرًا الآن، بأن كفة المقارنة تميل إلى صالح القمح، لكن نحتاج أن نأخذ في الاعتبار القيمة الغذائية الأعلى لدقيق الموز مع ثبات سعره مقارنة بالقمح، كما لا توجد حاجة لاستيراد الموز، إذ تُكثَّر النباتات محليًا، مع بحث إمكانية تحميل الموز على نخيل التمر لتعظيم الاستفادة من وحدة المساحة.
وبعد، فإنه من المناسب عدم الإحلال الكامل، بل الإحلال الجزئي، وسنتعرض في المقال القادم إن شاء الله لبدائل أخرى لدقيق القمح مع تقييم إمكانية الاستبدال من عدمه، بما يسهم في صالح الاقتصاد وحياة المواطن.
اقرأ أيضاً: ماذا نأكل؟
المصادر:
موقع المرسال
موقع صدى البلد
منتدى زراعة نت
موقع المال
موقع أي هيرب
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
