إصداراتمقالات

حوار هادئ مع مُنكرة للحجاب

إن مبدأ الاختلاف الفكري بين الناس هو قديمٌ قِدَمَ الناس، بل إن التطور الفكري لكل فرد سوف يزداد ثقلا ونضوجا مع هذا الاختلاف؛ شَريطة العيش في جو من الحرية، وعدم مصادرة الآراء غير التقليدية، والبعد عن إرهاب صاحب كل رأي مختلف عن نهج الغالبية؛ وحتى لا تصبح الرؤية الأحادية لكل طرف على حدة عنوانها << رأيى صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب >> ومن ثم تتبدد طاقات الناس في صراعات ( حقيقية أو وهمية ) دون أدنى فائدة، اللهم إلا زيادة دخول القنوات الفضائية وإلهاء الشعوب بصراعات تريح السلطة قليلا من ألسنة المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية والتحرر من التبعية. ولكن لا ضير أن نتحدث في كل قضية تطرح على الساحة ولكن بحجمها الطبيعي دون أن تطغى على مشكلاتنا الرئيسية. وقبل البدء في هذه المناقشات لا بد أن نعي أنه لن يُجدي أي حوار بين فريقين مختلفين إلا بوجود ميزان عقلي واحد وأرضية مشتركة يتفق فيها المتحاورون؛ وبم أن جل الداعين تقريبا لخلع الحجاب يُصرِّحون بأن رأيهم هذا ليس تكذيبا لكتاب الله ولا لسنة نبيه، ولكنه اجتهادا منهم وتأويلا للنصوص وإعمالا لعقولهم لفهم مقصد الشارع الحكيم؛ لذا فقد ألزموا أنفسهم بأن وحدة قانون الاستدلال الذي سنتحاور عليه هو: القرآن والسنة والعقل البرهاني؛ ومن ثم ستكون هذه هي الأرضية المشتركة لهذا الحوار، والذي بدأته نادين البدير في مقالتها القديمة (بالمصري اليوم) مباغتة: أتحجب ليه في الصلاة؟ غضوا النظر. سأعبده بطريقتى. ابتعدوا واتركونى دون وسائط ووسائل.

– ونقول لها: ولماذا تصلين أصلا إذا كانت الصلاة نفسها من الوسائط والوسائل؟! فبالأحرى أن تغضي النظر عن صلاتك!

ثم تواصل الكاتبة مستنكرة: لا تتدخلوا فتنغصوا لحظات روحانيتى بسطحيتكم المعتادة. كل الأمور غير عقلانية. ماذا لو لم أتحجب أثناء الصلاة؟ بلا شرشف صلاة. ماذا لو لم أتوار خلف قماش وأنا أسجد لله؟ – مه

لا سيدتي: فمن قال أن الحجاب من الأمور غير العقلانية (عفوا هل فهمتي معنى العقل ابتداءً)، ولماذا لم تستنكرِي يأن تسجدي لله أصلا؟ ألا يكفي الدعاء وفقط بدلا من أن تُعفِّري جَبهتكِ في الأرض؟! بل لماذا الدعاء أصلا إذا كان من هو أقرب إلينا من حبل الوريد يعلم ما بنياتنا وما نشتهي ونشعر من غير أن نتكلم ونناجيه؟! ..(إن ما تتكلمين عنه ليس العقل البرهاني ولكنه العقل الاستحسانى(الهوى). ث

اضغط على الاعلان لو أعجبك

م تسرح الكاتبة في ماضيها الجميل قائلة: لو راجعنا الشوارع العربية فى الستينيات فلن نجد محجبة واحدة. فهل كن كافرات. ومصيرهن جهنم. وسيعلقن من شعورهن يوم القيامة ويعذبن عذابا شديدا؟

– يا أستاذة: بغض النظر عن أننا لم نقل أن المحجبات كافرات ومصيرهن جهنم، فإن الحق ليس بالأكثرية والعرف بين الناس ولكنه المطابق للواقع، وإلا فقد ألزمتي نفسك الآن بأن تؤمني بفرضية الحجاب؛ لأن غالبية الشعوب الإسلامية في هذه الفترة ترى أن الحجاب فريضة كالصلاة.

ثم تستدل الكاتبة على وجهة نظرها من القرآن متعجبة: أتحجِّب ليه وقت الصلاة؟ لم أجد آية قرآنية صريحة تُجبرنى على الحجاب فى الصلاة وغير الصلاة.

– فأخبرينا إذن: هل جاءت آية قرآنية صريحة تقول لكِ عدد ركعات الصلاة؟

ثم تختم الأستاذة نادين حديثها مستنكرة: أتحجب ليه وقت الصلاة؟ إذا كان الحجاب درءا للفتنة كما يقولون، فمن سأفتن حين أصلى وحيدة؟ – لقد ادَّعَيتِ شيئًا وتُريدِين منَّا أن نصدق عليه وكأنه أمرا مُسَلَّما لا لَبس فيه، فمن قال لكِ إن الحجاب درءًا للفتنة؟… إن الأمور الفقهية يفعلها العبد امتثالا لأمر الله، حتى ولو لم يعلم الحكمة منها ما دامت لم تخالف العقل، أما لو وُجِد نصًّا فقهيا يُخالف العقل البرهانى فللعقل أن يرفضه

اضغط على الاعلان لو أعجبك

. – تقولين: تحرير المرأة المظلومة التي لم تذق طعم السعادة، والالتزام لها بمستويات راقية من العدالة والمساواة هى أسباب رئيسية فى انتهاء أى طغيان سياسى وفساد فكرى.

ونقول: إن الطغيان السياسي والفساد الفكري، ليس السبب فيه قطعة قماش وشرشف كما تسميه، خصوصا أن الحجاب ليس له أدنى صلة باستبعاد السافرات من الوظائف المرموقة والانغماس الحياة الاجتماعية بل العكس هو الصحيح!

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة