قضايا شبابية - مقالاتمقالات

ثقافة التغيير بين النظرة السطحية والنظرة العقلانية – الجزء الرابع

في ختام هذا البحث حول التغيير لابد من ذكر الشباب حيث يتمتع  الشباب بقلة الخبرة وليس قلة النضج، وبالرغم من ذلك فإن فئة الشباب من أكثر فئات المجتمع التي تتمتع بالروح المثالية والرغبة الصادقة في حياة اجتماعية عمادها العدل وتكافئ الفرص، وأغلب مشكلات شباب اليوم هي نتاج لغياب النظرة العقلانية لقضايا الحياة والتأثير السلبي للنمط الفكري والثقافي الغربي.

الشاب ينظر لمستقبله نظرة مثالية دون علمه في أغلب الأحيان للعقبات والموانع التي سوف يقابلها في حياته المستقبلية لذلك فإن عملية التغيير القائمة على النظرة العقلانية من أهم الأمور التي يحتاجها الشباب اليوم، لترسم له طريق حل مشكلاته المستقبلية، وتمنحه الخبرة الكافية لمواجهة صعوبات الحياة.

وقد حددنا في بحثنا مجموعة من العوامل المرتبطة بثقافة التغيير وفق النظرة العقلانية من قبيل الاعتراض على سلبيات الحياة وتصور الوضع الصحيح الذي نريد الوصول إليه كذلك الامل والعمل لتحقيق التغيير والبعد عن روح اليأس وفقدان الثقة والعمل وفق القدرات والامكانيات المتاحة.

ما يملكه الشباب من مقومات للتغيير وما ينقصهم

كل تلك العناصر السابقة تتفق نوعا ما مع طبيعة الشباب، فالشباب هارب من التقليد، فهو رافض في أغلب الأحيان لتعليمات من حوله من الاسرة والمدرسة وغيرها وبالرغم من أن هذا الرفض له سلبيات كبيرة إلا أنه يعبر بشكل ما عن الرغبة الصادقة لدى الشباب في تحقيق درجة من الاستقلالية، إن ميل الشباب إلى الموضة الجديدة من ملبس وثقافة وفن هو تجسيد مصغر لهذا الهروب من التقاليد.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كذلك يتمتع الشباب بدرجة من الخيال في رسم مستقبل مثالي، وهنا لا ينبغي التعامل بنظرة سلبية من قوة التخيل هذه، حيث يمنح الخيال للشباب مجال أفضل من غيرهم في رسم الوضع المنشود لأنفسهم، كل ما ينقصهم هي النظرة العقلانية لطبيعة المشكلات والنظرة المنطقية للواقع من حولهم.

يتمتع الشباب بالفطرة السليمة والضمير الحي  فنجد قلب الشاب الطاهر ورغبته في الحياة المثالية يؤديان به إلي التصديق بأمور لا يستطيع الكثير التصديق بها من تغيير السلبيات في الحياة والقدرة على الانتصار عليها وتحقيق حياة كريمة،

فلو تم استغلال تلك المميزات التي يتمتع بها الشباب من المنحرفين ستكون النتائج عكسية وكارثية والعكس هو الصحيح، إن الرعاية الصادقة والمخلصة للشباب تعد هي السبيل الأمثل لتفجير كل تلك الطاقات وأكثر.

ويتمتع الشباب أكثر من غيرهم بالرغبة والتمني لكل ما هو مثالي فتلك المرحلة زاخرة بالطاقات النفسية والعاطفية التي غالبا من تواجهه بدرجة من النقد والسخرية ويعد هذا من الأساليب الغير موفقة مع كل تلك الطاقات بل يجب ارشادهم للطريق السليم.

ونجد أن الجرأة والتي هي من الشروط الأساسية لأى عملية تغيير لسلبيات الحياة من المميزات البارزة في روح الشباب، يستطيع الشباب دون غيرهم امتلاك تلك الروح بسهولة بالإضافة للحيوية والنشاط .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لذلك نجد أن التغيير  والتغلب على سلبيات الحياة هو في حد ذاته ثقافة يجب تعلمها وتعليم أبنائنا أسس تلك النظرة العقلانية ذلك لانسجامها مع طبيعتهم النفسية والفطرية.

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول من المقال

الجزء الثاني من المقال

الجزء الثالث من المقال

*****************

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

مقالات ذات صلة