مقالاتقضايا وجودية - مقالات

طلب العلم؟ أم طلب المال؟ أم طلب الشهرة؟ أم كلهم معا؟؟

يقال إن نظرة #الإنسان للكون تتوقف عليها كل حياته، فتُكوّن نظرته المعرفية وفقًا لفلسفته وتفسيره الشخصي للحياة عامة..  ويتبع ذلك تكوين الإنسان الأهداف و الأفكار التي يحيا لها. وكل هذا سهل حدوثه، بل إن أي إنسان -ما دام متبعًا لقواعد التفكير السليم- يمكنه أن يستنتج المنهج والهدف المناسب الذي يسير عليه..

وجوهر هذه الأهداف تختلف من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى، فالبعض يستنتج أن تحقيق الثروة هو أعلى ما يطمح إليه والبعض يراها في السلطة أو في الشهرة..الخ، وفي الواقع هؤلاء جميعًا طريقهم سهل من ناحية ملائمة العالم المادي الحالي لذلك، بينما يبني البعض أهدافه في جانب الفكر والمعرفة والعلم؛ ولكن ما الذي يجعل هذا الطريق أصعب تكيفًا مع الواقع؟!

تكمن مشكلة #الأهداف المعرفية في التطبيق وعند الانخراط في الحياة العملية والسعي وراء الجمع بين المادة والفكرة. فمثلًا هدف طالب العلم هو تحصيل أكبر قدر من المعرفة ويرى أن نجاحه وتطوره لا يتمثل إلا بوصوله لأفضل الدرجات العلمية، وفي الوقت نفسه لا ينفصل عن الدنيا بطلب العلم، بل يحتاج ما يعينه علي ذلك من الأمور المادية، وكذلك أي شخص أهدافه تصب في الجانب الفكري والمعرفي فإن الحياة المادية ومتطلباتها تفرض نفسها عليه.. فيسعي لتوفيرها، متطلبة منه الجهد والوقت، ومن ثم يأتي الانخراط في زحام الدنيا وزخم العيش في محاولة للجمع بين الأشياء المادية والأفكار في آن واحد.

ولكن ليس بالأمر السهل الوجود في المجتمعات المادية ثم النجاة منها.. فهنا الشئ من أجل الشئ، والإنسان من أجل الشئ، وقيمة الإنسان بمقدار الكسب المادي الحاصل.
وأقصد بالنجاة منها: هو الثبات علي هذه الأهداف والتمسك بالقيم الإنسانية، فتقدم المجتمعات المادية يتناسب عكسيًا مع تحقيق الأمان للقيم والحياة الإنسانية، فالإنسان لا يكفيه أن يحيا بحواسه فقط، فكما أثبتت التجارب في هذه المجتمعات أنه كلما زادت المقومات والرفاهية #المادية تزيد نسب الإدمان والانتحار والجريمة، ما يعني اندثار الأخلاق والمعرفة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وإن أسوأ ما يصيب الإنسان في هذا الموقف وما يخشي عليه هو الانجراف وراء الحياة المادية وتحويل هدفه الفكري لخدمة اقتصاد نفعي بحت.

وإن أهم ما ميز الله به الإنسان عن الحيوان هو العقل، المختص بعملية “التفكير”، فإعلاء قيمة الإنسان من تفضيله لجانب التفكير “الإنساني” علي الجانب الجسدى “الحيواني”، فيما يعني لزوم تفضيل الفكرة على المادة، وإن تفضيل المادة والانغماس في الحياة المادية بشكل كامل يولد الغفلة عن الحقيقة، كما أن التقدم المادي لا يغير في الرقي الإنساني ما دامت القيم الإنسانية هابطة، ولذلك يقول (اليكس كاريل) “يجب أن ننصرف عن الأبحاث الطبيعية والفسيولوجية لتتبع الأبحاث العقلية والروحية”، بينما نحن نزيد عليه أنه يجب ألا تصرفنا الأبحاث الطبيعية عن تتبع الأبحاث العقلية والروحية، لكي لا نقع أسرى ثنائية مقيتة بين العلوم الطبيعية والعقلية، بل هو الخوض فى كل ما يصل بنا إلى الكمال الإنسانى.

إن المحافظة علي الهدف المعرفي مع تكوين حياة أقرب للمثالية والكمال، يكمن في معرفة جيدة للموازنة بين الأفكار والأشياء في حياة تتركز فيها الأشياء حول الأفكار وتسخر كل “مادة” لخدمة الفكرة بعيدًا عن سيطرة المادة وأدلجتها للمعرفة.. فوجود الإنسان في الحياة كان لقضية

أكبر وفلسفة أعظم من إقامة حياة روتينية عادية مسلطة فيها المادة على العقل.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

آية عطافى

عضو فريق مشروعنا بالمنصورة

مقالات ذات صلة