مقالات

طريقة عمل بوصلة التي لا تخطئ أبدا مدى الحياة في 5 دقائق!

البوصلة تعطلت

عندما كنت في أولى المراحل الجامعية، اعتدت أن أسير في الطرقات أنظر في وجوه الماره وأتفحصهم وأنظر إلى سائقي السيارات وأدقق بملامحهم وكنت دائما ما ألتقط هاتفي بين الفينة والأخرى وأنظر إليه وكأني أنتظر اتصالا هاتفيا من أحدهم ولكني لا أعلم من هو! كانت كل تلك السلوكيات تعبر عن أني أبحث عن شخص ما أو شئ ما ولكني لا أعلم من أو ما هو؟

كنت في تلك الفترة دائم الانتظار لشئ حتى أني ظننت أنني أنتظر من لا يأتي. ولكن ما هذا الشئ الذي أنتظره أو أبحث عنه؟ وفي أحد الأيام قررت أن أختلي بنفسي لأواجهها بسلوكياتها المبهمة التي حيرتني فخاطبت نفسي متسائلا: لماذا تفعلي هذا؟ وعن أي شئ تبحثين؟ لما هذا الشرود الدائم؟ ولماذا لم تتوقفي يا نفسي للحظة لتفكري في سبب لتلك السلوكيات؟ لعلكِ تهتدي لضالتك.

استعمل البوصلة، لكن أين هي؟

وبعد فترة من محاولة الهرب من الإجابة على هذا السؤال وجدت نفسي أجيب أنني أبحث عن نفسي. أبحث عن من أنا؟ من أين أتيت؟ وماذا أريد من هذه الحياة؟ وإلى أين سأذهب؟  أبحث عن بوصلة حياتي ولم أجدها …ولكني كنت دائما أبحث في المكان الخاطئ، فلقد كنت أبحث عن نفسي في الخارج في تلك الوجوه التي أراها لعل أحدها يجيبني عن تلك الأسئلة التي حيرتني ولكني لم أتجرأ للحظة أن أتوقف وأواجه نفسي بحقيقة تلك الأسئلة وأبحث عنها بداخلي وها قد حانت لحظة المواجهة. ومع أنه للوهلة الأولى يظهر أن الأسئلة في منتهى البساطة وإجابتها قد أجدها بكل يسر، ولكنها في الحقيقة أرهـقـتني لسنوات وكنت أهرب من طرحها لأنها حقا ليست باليسيرة.

فتلك الأسئلة تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فهي أسئلة مصيرية يترتب على إجاباتها كل الحياة وما بعد الحياة؛ فبالإجابة عليها سأعلم من أنا وماذا أريد من تلك الحياة وما هي غايتي وما هي أهدافي التي أريد تحقيقها والوصول إليها وكذلك سأتمكن من خلالها تحديد مقياس نجاحي، عندما أعلم من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين منتهاي؟ سأتمكن من تحديد طريقي الذي سأخوضه، وتخصصي الجامعي، مجال عملي، شريكة حياتي، طريقة تربية أبنائي، سأتمكن من معرفة أي المعارك الشريفة على أن أخوضها وأيها سأترفع عنها لأنها لا ترتقي لإنسانيتي. الإجابة عن هذه الأسئلة تحدد مبادئي وقيمي التي تمثل المعيار والميزان الذي سأزن به أفعالي وسلوكياتي فأعلم صحيحها وألتزم به وأمتنع عن سيئها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وبعد فترة الصراع تلك تعلمت أهم درس أن تلك الأسئلة تستحق أن أقضي الكثير والكثير من الوقت للبحث عن إجاباتها وكذلك تستحق مشقة وعناء البحث؛ فالإجابة عليها ترسم طريقنا وتجعلنا نصل الى بوصلة الحياة التي ترشدنا للطريق إذا ضللناه، فهي بمثابة النجوم التي تهدي ربان السفينة إلى وجهته.

فعلينا قبل التفكير في تخصصنا الجامعي أو المجالات الوظيفية وما هي أهدافنا وطموحاتنا، أن نجيب على سؤال من أنا؟ وما هي الغاية من وجودي في هذه الحياة؟ وإلى أين منتهاي؟ حتى نحصل على بوصلة الحياة الصحيحة.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد محمود

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ

مقالات ذات صلة