مقالاتقضايا شبابية - مقالات

فلتترك غصنك وانطلق نحو الآفاق… كيف تستطيع أن تبدأ حركة التغيير؟

كلمة السر هي التغيير ..

أُهدِيَ إلي أحد الملوك صقرين فأعطاهما إلى مدرب الصقور لديه وبعد فترة أتاه المدرب فأخبره بأن أحد الصقرين يطير ببراعة و الآخر لا يبرح غصن الشجرة بلا اي حركة ،فجمع الملك الأطباء لكي يحثوا الصقر على الطيران لكن بلا أية جدوى، فأهداه تفكيره إلي أن يستشير أحد البدو فأخبر البدوي بالمشكلة وفي اليوم التالي رأى الملك الصقر يحلق في أجواء السماء فسأل البدويَّ ماذا فعلت لكي يطير الصقر فأخبره بأن كل ما فعله هو أنه كسر الغصن الذي يقف عليه الصقر فما كان من الصقر إلا أن #حلّق في السماء أنه التغيير .

 تجرد من غصن التقاليد البالية …

فكل واحد منا له غصنه الذي يألفه ولا يريد أن يبرحه، فهناك الطالب الذي يستثقل مادة من المواد الدراسية ويجد صعوبة بالغة في فهمها واستيعابها وما ذلك إلا لأنه وضع في ذهنه أنها عصية على الفهم والاستيعاب  فعمل على تهيئة ذهنه بأنها صعبة ومال إلي ذلك، وهناك الموظف الذي رضى بالوظيفة السقيمة على الرغم من عدم جدواها ورتابتها ولا يوجد فيها أي مؤشر يدل على التقدم والرقي و التغيير مستقبلا فركن إليها ولا يحدث نفسه بتركها والسعي نحو وظيفة أو مشروع يحقق له ذاته. وفي مثلنا الدارج المقولة التي نسمعها عند مناقشة أي شخص في ضرورة التغيير فتجده يقول لك :”اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفهوش”، وللأسف تم تربيتنا على تلك المقولة فأصبحت من نسيج تكويننا العقلي وأصبحت منهاجا نسير على دربه .

ومن الأمثلة أيضا الزوجة التي تشتكي من نفور زوجها عنها وما فعلت أي شيء يذكر لكي تعدل من سلوكها فركنت الي عاداتها ورتابتها وما حدثت نفسها  في التغيير فما كان من زوجها إلا أنه تركها وأعرض عنها، والكلام أيضا موجه للزوج الذي يعتاد الرتابة في حياته الزوجية والأسرية .

فالركون إلي الرتابة والتقليد وعدم محاولة #التغيير لهو الطامة الكبرى التي تصيب أغلبنا ،فكم شخص منا يحتاج إلي كسر أغصان كثيرة في شجرة حياته لكي ينطلق الي الآفاق، فالتقليد أصبح هو القاعدة، والأغلبية تنتظر المعجزات لكي تحقق ما تحلم به بلا أي حركة ، وهيهات أن تزرع أرضا دون حرثها، فغصن الجمود على التقاليد البالية هو الذي أصاب الأفراد والشعوب فلا تكاد ترى شعبا من الشعوب التي توصف بالمتخلفة إلا وتجدها تتغنى بأمجاد أجدادها ولا تفعل ما كان يفعله أجدادها من البحث العلمي والسعي نحو المعرفة و حركة؛ بل على العكس تجدها تجتر العلوم والمعارف التي أنشأها الأجداد وكأن الزمن توقف عند القرون الأولى، فلا تجديد ولا نهضة علمية بل جمود على التقاليد والعلوم القديمة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وعلى ذلك من يريد النهضة سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى الشعوب فلا مناص من كسر الجمود والسعي الحثيث نحو حركة التغيير الذي يرتقي بالفكر، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم :”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم”.

فبداية أي تغيير هو تغيير الفكر والبدء بتنشيط العقل وتعلم سبل التفكير وطرقه التي تؤهلنا نحو التغيير للأفضل، فلا حل للمشكلة التي نحن بصددها بنفس الفكر الذي أوجد المشكلة من الأساس، فطرق التفكير التقليدية والمبنية على عادات وتقاليد مغلوطة لن تؤدي إلا إلي نتائج مغلوطة.

  إذا كانت حركة التغيير أحد قوانين الكون فلما لا تشملنا نحن !

والتغيير يجب أن ننظر إليه على أنه قوانين كونية فكل ما في الكون في حركة مستمرة وتغيير مستمر، فالمجرات في حركة دائمة والنجوم في تتطور في بنيتها وتكونها حتى أجسادنا وخلايانا في تجدد دائم؛ فهل يشذ عن تلك القاعدة تفكيرنا ووعينا؟!!
فلا مناص من أن يتطور فكرنا ووعينا ؛لذا يجب علينا أن نتقبل التغيير ونستعد له بالتهيئة النفسية والعقلية والاستعانة بكافة الأدوات التي تساعدنا على اجتياز عملية التغيير وقبل كل ذلك يجب أن نعلم أن حركة التغيير تبدأ من الذات فالتغيير المفروض علينا من الخارج أغلب الظن أنه لن يؤتي أكله طالما الذات الداخلية للمرء لا تتقبله ، ومن لا يتقبل التطور الفكري فليعلم أن الزمن لا يتوقف وأن هناك مستجدات وتتطورات يجب الاستعداد لها، فكل يوم هناك جديد وأمور تستحدث وفكر يتجدد ،فالطبيب إن لم يواكب المستجدات في الأمور الطبية أضاع نفسه وأضاع مرضاه وقس على ذلك أي شيء.

والبداية تكون في فهم الواقع أولا؛ بمعنى أن نسأل أنفسنا أين نحن الآن؟ ثم ماذا نريد أن نكون؟ ويلي ذلك عملية التخطيط فالتنفيذ والمراجعة المستمرة.

وحتى لا يحدث اصطدام قد يُحدِث هزة نفسية وانتكاسة يجب ألّا نغالي في عملية وضع الأهداف عند الشروع في التخطيط؛ بل يجب  تكون أهدافنا واقعية وقابلة للتحقق، وأيضا لا يجب استصغار #الهدف، بل خير الأمور الوسط لا إفراط ولا تفريط .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وأود أن أختم هذا المقال ببيت شعر جميل أرجو أن يلقى صداه عندك وهو يقول:

ومن يتهيب صعود الجبال    يعيش أبد الدهر بين الحفر

 

#بالعقل_نبدأ
اقرأ ايضاً … نحو عناية أشمل بصناعة الإنسان

اقرأ ايضاً …  التخلص من وحل التخلف
اقرأ ايضاً …  اعرف نفسك

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

محمد سليم

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة