مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

أنا عبد بنك كذا، ألا تريد أن تكون عبد بنك أنت أيضا مثلي؟

أنظمة البنك في يد من

 نجح الصهاينة في السيطرة على العالم شعوبا وجيوشا ودولا، بالسيطرة على المال واحتكار أنظمة البنك (banking) وجعلها أكبر منظومة ربوية في العالم، فتملكوا الأموال وأوقعوا أصحابها أفرادا وبلادا في مصيدة ديون وشبكة ربا عبقرية الصنع… وقوام ذلك كان نجاحهم أن يدخلوا مفاهيم تجارية واقتصادية حديثة يختلط فيها الربا بالمعاملات الطبيعية ويختفي وراء تفاصيل يتوه ذا العلم فيها فضلا عن من لا يعلم… ولذا يمكننا أن نلخص مفهوم الربا بطريقة سهلة ومانعة للخلط والمغالطة لمن يريد أن يتبع المنطق والحق تاركا غلبة الهوى والمزاج بأنه:- أن تكسب بالمال مال دون تقديم سلعة أو خدمة، أو أن تؤجر مالك وقتا في مقابل.

س: كيف تكون البنوك المركزية لدول العالم مديونة حتى أغنى دول العالم وأقواها… إذا فلمن المال إذا كان أصحاب كل السلع والخدمات وكل الخيرات والثروات التي يصك المال عليها ولتدوالها مديونين؟!

ففي إجابة هذا السؤال تكمن قوة الصهيونية وسيطرتها على العالم، ويكمن تفسير فقر دولٍ تعج بالثروات، ويكمن تفسير استعباد البشر أفرادا وشعوبا بل وتسخير حكومات برؤسائها وجيوشها دون تحريك جندي واحد من أسياد هذه المنظومة… ورائه يكمن مفهوم الاستعمار الحديث.

فوائد البنوك

نرجع مرة أخرى وببساطة ودونما تعقيد لنتتبع عملية الربا في أبسط صورها الحالية وهي الفوائد البنكية، والتي يقوم فيها البنك بدوره كما هو معرف رسميا في الاقتصاد بأنه وسيط بين صغار المدخرين الذين يقترض منهم مالهم مقابل فائدة ما وكبار المستثمرين الذين يقرضهم هذا المال مجمعا بفائدة أعلى ليكون ربح البنك هو الفرق بين سعر الفائدتين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إذا ماذا بعد أن يقترض هذا المستثمر الذي سيستخدم هذا المال في مشروعه الاستثماري ليقدم في الآخر منتجه سلعة أو خدمة للناس الذين أقرضوه مالهم عن طريق البنك ليعمل به هل سيتحمل تلك الفائدة على نفقته الخاصة أم سيحتسبها من تكاليف سلعته ليضيفها على ثمن هذه السلعة والتي سيتحملها المستهلك آخر المطاف.

بمعنى أنك تقرض مالك لشخص ليستخدمه في إنتاج منتج لتشتريه منه بثمن تكلفته مضافًا عليه مكسب مقدم المنتج. أما سعر الفائدة لا يكون إلا عبءٌ زائدٌ على التكلفة سيزيد من سعرها بدون أي سبب أو قيمة ويثقل سوقها ومشتريها دونما سبب لصالح ملاك أصول البنك.

إذا كنت صاحب رأسمال

فإذا كنت من أصحاب رؤوس الأموال الموضوعة بحسابات البنوك مقابل الفوائد الربوية فاعلم أنك تخسر هذه الفائدة في كل تعاملاتك مع الأسواق الربوية في كل سلعة تشتريها مضافًا لتكلفتها فرق الفائدة والتي يكتسبها المرابي صاحب البنك، ومن هنا يأتي السبب الرئيسي لزيادة الأسعار والتضخم الدوري في العالم حتى في الدول التي تحقق ارتفاعا في معدلات التنمية والإنتاج والثروة.

لذا ما يعتقده الناس سببا أو عذرا للاندماج في هذه المنظومة الربوية فهو نتيجة وليس سببًا، فمن يضع ماله بالبنك مقابل الفائدة السنوية متعللا بنقص قيمة المال السنوية بسبب الغلاء والتضخم السنوي هو بفعلته هذه سبب هذا الغلاء والتضخم وأن هذا النقص في القيمة في حقيقة الأمر نتيجة وليس سببا.

يعني أنت يا من ترابي في مالك ب 10% سنويا، أنت سبب الغلاء والتضخم بنسبة 15% هذه السنة وال 5% الفرق هي مكسب المرابي الأكبر صاحب المنظومة، والذي يدايننا جميعا ويتملك أموالنا وبلادنا ورقابنا في نهاية المطاف.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

طيب هذا حالك وأنت صاحب مال تنتظر فائدته لتعينك نوعا على ارتفاع الأسعار والتضخم التي تتسبب فيه باندماجك في تلك المنظومة بضيق أفق سعيا وراء مكسب قريب يتحول لخسارة أكبر منه على المدى الأبعد… طيب ماذا عن من لا يملك مالا يربوا له كما يربوا مالك؟ لو علمت كم تتسبب في معاناة وبؤس لأناس لا ذنب لهم في مقابل أنك تتسبب في غنى وسطوة أناس أشرار مستغلين وليتك خرجت من هذا كله كسبانا، بل أنت الآخر خسرت!

والأغرب أن هذا الفخ يمتد أثره ليحيل الكثير من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة لكسالى يستسهلون وضع أموالهم بالبنوك مقابل الفائدة الربوية على أن يستثمروهم في أعمال تغني وتنعش الأسواق وتقضي الحاجات وتنمي الثروات وتحسن الأوضاع خاصة وعامة، فتستغل الأموال والسعي لها الذي وضعه الله في الإنسان ليحركه للتعمير في الإفقار والانكماش.

التحكم في حركة المال

والأدهى أن احتكار هؤلاء الأشخاص أصحاب منظومات  البنوك الدولية للأموال في منظوماتهم جعلهم يتحكمون في حركة المال وتوجيهه للمزيد من التربح والربا دونما قيمة مضافة، وأنا أتكلم هنا عن التوجيه التجاري دون التطرق لكوارث السياسة.. فلا يخفى على أحد أن البنوك ستقرضك الكثير من الأموال (التي هي في الأصل أموالنا) بمنتهى السهولة واليسر للتسوق وشراء السلع الاستهلاكية، وكيف أنها تحجم وتعقد قروض المشاريع والإنتاج واقتناء العقارات…

وكيف أن البنوك تفرض عليك أن تشتري ببطاقات الائتمان على المكشوف وبأرقام مفتوحة أملا في أن تتورط في مشتريات فوق طاقتك وتعجز عن السداد في الموعد لتتكسب من مالك بالربا بينما تمنعك من أن تشتري بأموالك نفسها بصورة مباشرة وذلك بتقليص استخدام ومنع بطاقات الأموال المتوفرة (debit cards) من العمل في مقابل توسيع صلاحيات استخدام بطاقات الائتمان القرضية (credit cards)… يعني يمنعك تشتري بفلوسك ويجبرك تداين للشراء!

ولهذا تسعى بنوك الدول الكبرى جاهدة بمرجعية علمية (غير إسلامية) لأن تخفض قيمة الفائدة فيها للصفر سعيا وراء خفض الغلاء والتضخم ولتشجيع الناس لاستغلال أموالهم في مشاريع وأعمال مباشرة تنعش الأسواق وتغنيهم وتغني البلاد وتؤدي للتعمير خروجا من منظومة الربا وفقرها ونكدها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الائتمان أم الربا؟

فتسمية الربا ائتمانا وفلوس الربا بالفائدة لن يجعل من الربا حلالا نافعا، وكذلك أنظمة التقسيط الخادعة التي تعتمد على نفس فكرة وسياسة الربا وتؤدي لنتيجته والتي يتحجج بها الناس باضطرارهم لها، فإنني أجد أن نظام التجميع والإقراض والسداد التتابعي المسمى (بالجمعيات) الذي يقوم به المصريون هو الطريق السليم والتكافلي والشرعي للحصول على السلع في وقت وجيز لمن يحتاجها حاليا وبتسهيلات في الدفع والتسديد دونما السقوط في فخ الديون وكثرة الاستهلاك ووقوع الربا والاندماج في منظوماته.

علمني أبي الذي رأيته طوال عمري تاركا لفوائد البنوك على أمواله حتى وإن زادت، حتى وإن تعذر العمل وركدت الأسواق، وعندما كنت أسأله كيف تترك عائدات أموالك بالبنوك في ظل هذا الغلاء والتضخم الدوري وركود الأسواق وتعذر العمل؟! فكان يقول لي هو عقد بيني وبين الله أنني لن أتكسب مما حرمه وهو لن يتخلى عني وكان حقا أنني لم أره يتخلى عنا…

ثم بعد فترة وبعد ما بلغ بي العمر استيعاب هذه المفاهيم الاقتصادية شرح لي اختصارا توابع الربا وعلة تحريمه… وبالمزيد من القراءة وتأمل الواقع توصلت لتلك الحقائق التي زادتني تمسكا بما علمني إياه أبي.

*** فنحن اختصارا باندماجنا في هذه المنظومة أفرادا ودولا نعطي أموالنا لمن يقتطع منها جزءًا من قيمتها دون مقابل ليدايننا آخر الأمر بفرق القيمة!

أصبحت الأمور واضحة!

ولعل ما تفعله بنا منظومات البنوك الصهيونية داخليا كأفراد وما يفعلوه بنا من خلال البنك الدولي وقروض صندوق النقد كشعوب وبلاد واضحا وضوح الشمس.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أسأل الله أن يرزقنا ترك الربا بكل صوره بالمنطق والعلم بالإضافة للإيمان وأن تعذر في ظل سيطرة الصهيونية ورأس المال الربوي على العالم عامة وبلادنا المستعمرة المحكومة بخونة العلم والدين والوطن من أراذلنا خاصة.

ترك الربا وتقليص المعاملات البنكية من أكبر طرق مقاومة الغلاء والتضخم وكذلك مقاومة الصهيونية…

لم يأتِ التحريم من الله تعالي إلا بسبب، فلا يتبع المرء أبدا تبعات فعلة محرمة شرعا بطريقة علمية وعملية إلا ووجد علة التحريم وهدفه.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد العصافيرى

طبيب أسنان

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

مقالات ذات صلة