مقالاتقضايا شبابية - مقالات

الموروث الخطأ بين الهوية والاغتراب

لا يخلو مجتمع مما يسمي بـ ” الموروث ” سواء على مستوي العادات والسلوكيات أو حتى موروث على مستوي الفكر والوعي.

ويبدو ذلك واضحا في التباين الملحوظ في الخلافات والاختلافات بين شعوب العالم، حيث يخضع كل مجتمع كبير كان أو صغير لمجموعة من المعايير التي ينطلق منها في معاملاته وعلاقاته بين المجتمعات الأخرى، فعلاقة بين الثقافة الغربية بالثقافة الشرقية يوجد بها من التباين والاختلاف ما هو في غاية الوضوح.

الموروث الخطأ

لكن ما يستحق التأمل هو ذلك الموروث الخطأ الذي تبنته المجتمعات نتيجة تأثير مجتمع بعينه، فليس مقصدنا الحديث عن موروثات الشعوب وإبراز صحيحها من عدمه، بل نقصد ذلك “الموروث الخطأ ” الذي وفد إلينا من الغرب وشكَّل لنا عادات وتقاليد بل نمط في التفكير هو في أغلب الأحيان على أقل توصيف “غير منطقي” بل وقد يتخطى غياب المنطقية وليصل لدرجة التضليل.

ويمكن رصد هذا التأثر ويمكن رصد آثار تلك الموروثات الخطأ من خلال التعرف ولو بدرجة بسيطة على هويتنا الفكرية والسلوكية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التأثير السلبي للموروثات الخاطئة على الحياة الأسرية

يظهر بوضوح بعض السلوكيات التي تغيرت نتيجة التأثير السلبي لتلك الموروثات طبيعة الحياة الزوجية في البداية ثم استمرار وامتداد هذا التأثير السلبي على الحياة الأسرية، فالحال الذي وصل له أغلبنا بالحد الأدنى من النقص هو غير جيد ولا يرضينا إن أردنا حياة سعيدة.

ولو تأملنا ذلك المثال عن الحياة الزوجية ثم الأسرة لوجدنا أن هذا التغير قد نشأ عندما تبنى الزوج والزوجة، الأم والأب.

مبادئ اعتمدت على موروثات خطأ عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة كذلك الأولاد وعملية التربية وبالرغم أننا على يقين بأن الكثير من سلوكياتنا وعلاقاتنا تسير بالاتجاه الخطأ إلا أن الغالب علينا هو الانسحاق أكثر فأكثر.

طبعا تعزيز هذا الموروث الدخيل له وسائل شتى من قبيل الإعلام والتكنولوجيا ووسائل التواصل ومسابقات الجمال والموضة والترويج للرفاهية المضرة بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الاستهلاك.

ما علاقة هذا الموروث الخطأ بمفهوم الهُوية والاغتراب ؟

يتم تشخيص الخطأ عندما يخالف التفسير واقع الأمر فنوصف بأنه تفسير خطأ، ويلجأ البعض في تشخيص الخطأ بمخالفة العُرف والعادات والتقاليد، في كل الأحوال يوجد طرفين للموضوع إما نصيب فيه الخطأ أو الصواب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ومن واقع الأمر بمؤكد جميعا أن مظاهر كالتكلف في مصاريف الزواج وأنماط أقامتها هي من القيم الدخيلة على مجتمعنا، كما لم نشاهد في السابق ظواهر مثل أن يقوم أحد الأبناء بإيداع أحد والديه في دار للمسنين، كما كانت من عادات الأسر في مجتمعاتنا أن يكون لهم أوقات كثيرة ومتنوعة للقاء والتحدث ونقل الخبرات وكنا نستشعر من تلك العلاقات درجة من الأمن والسلامة النفسية.

ولو رصدنا بتعمق أكثر لوجدنا الكثير والكثير من الموروثات التي أصبحت جزء من موروثاتنا هي دخيلة علينا كما أنها خاطئة سواء بمخافتها للواقع والقيم والأخلاق أو حتى مخالفتها لموروثاتنا الأصيلة الجميلة.

كيف نواجه الموروثات الخاطئة في ضوء دعمها؟

وعلى ذلك نجد أن من الجوانب الهامة في تكوين ذلك الموروث الخطأ هو رفضنا أو التخلي عن مصادر تميزنا الإنساني النابع من هوية أصيلة تؤمن بوجود إله عادل وحكيم نظَّم علاقاتنا، كما تؤمن بأهمية الأسرة وتنقل الخبرات اللازمة للمحافظة عليها.

وقد دعم انتشار تلك الموروثات الخطأ عوامل كثيرة منها الإعلام وأنماط التفسيرات الخاطئة لحقائق الأمور والتي في نفس الوقت لا تلغي مسؤوليتنا الشخصية عن وجوب التخلص من تلك الموروثات الدخيلة بالتفكير فيها واختيار ما يرضي ضمائرنا ونبتغيه لحياتنا وأولادنا.

اقرأ أيضا:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 العلوم النظرية والعلوم التطبيقية.. أيهما أهم ؟

التعميم الأعمى يلاحقنا .. لماذا هو أعمى ؟ وكيف لنا أن نتخلص منه ؟

القوى الكامنة في الإنسان .. لماذا نحن مميزون بالعقل (1)

مقالات ذات صلة