مقالاتقضايا شبابية - مقالات

أتريدين زوج صالح لحياة سعيدة مستمرة؟ أم تريدين صرافا آليا؟

المشروع التحديثي الغربي والزواج

الإنسان مدني بطبعه، وفي محاولته للحفاظ على نظامه الاجتماعي الذي يُتيح له السكينة والأمان يسعى ليكون أُسرة تكون هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع. فلا أحد يتزوج وفي نيته أن ينفصل عن شريك حياته؛ وإنما تَجِدُ مُشكلات تُحيل العلاقة من دائمة إلى مستحيلة؛ فينفصل الطرفان وكلاهما يحمل غُصة في صدره نتيجة اتخاذ هذا القرار. وبعدما يستريح كلا الطرفين من أثر العلاقة السابقة، يُحاول كل منهما في البحث عن علاقة وشراكة زوجية جديدة حتى يشعر كل منهما بالاطمئنان والسكينة مرة أخرى.

ماذا يحدث إذا طلع علينا رجل وحاول إسقاط هذه الشراكة الاجتماعية الأولى؟ بالطبع سنقول: “إنه مختل!” فبديهيًا لن يوجد مجتمع أصلًا لِيُخاطبه، ناهيك عن الأمراض النفسية والاجتماعية التي ستلازمه نتيجة حياته وحيدًا وسيحيا في مصحة للأمراض العقلية منبوذًا.

المصرف المتحرك

اضغط على الاعلان لو أعجبك

في أزمنة سابقة كانت العلاقة الزوجية تمتد لمدة خمسون عامًا أو حتى يُفرق الطرفين الموت فقط! أما الآن فإن العلاقات الزوجية متفككة ومتزعزعة؛ حيث يتحرك الإنسان حاليًا في خدمة رأس المال فقط.

يتجول في الأرض شرقًا وغربًا، شمالا وجنوبًا؛ في سبيل تأمين حياته الممتدة لخمسين عامًا أو أكثر، وعندما يحصل على غنيمته الموعودة المُتمثلة في رأس المال فقط فيُفاجأ بأنه سينفقها وحده؛ فقد تركته زوجته المسكينة! أو حتى إذا التفت إلى أبنائه سيكتشف أنه لم يَعُد يعرفهم فهو بالنسبة إليهم “مصرف متحرك” .

هذا “المصرف المتحرك” يسير في طابور عريض من أناس تفككت من غاياتها الكلية، تكد وتكدح ليل نهار من أجل توفير رأس المال اللازم. اللازم لماذا؟ وفي خدمة من؟ وهل توفرت راحة الإنسان وهو في هذا الطابور لا غاية له ولا راحة، لا يعلم إلا أنه يجب عليه توفير المال!

وعندما يجلس مع نفسه يتذكر كيف كان والده لا يمتلك شيئًا وبدأ من الصفر في بلده وكيف كوّن أسرة تعدادها عشرة أفراد في بيت واحد ولم يكن مصروفه من والده يتجاوز الخمس وعشرون قرشًا فقط! هو الآن يحتفظ بهذه القروش ويختلس النظر إليها ويبكي، فهو يمتلك الآن آلاف الجنيهات ولا يستطيع أن يحيى أي لحظةٍ من سعادة.

المشروع التحديثي الغربي والمادية

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقد قام المشروع التحديثي الغربي على هدم ثنائية الروح والمادة، وقام بإلغاء أي غاية أو حقيقة تنص على وجود إله عادل حكيم والإنسان خليفته في أرضه. فلم يعد يميز الإنسان بين النسبي والمطلق، ولم يعد هناك أي وجود لـ”المعنى”.

فنجد هذه الفلسفة تتنكر -مثلًا- لمحافظة شعب على هُويته، لمحافظته على لغته، لاحتفاظه بزيه الوطني، لحمايته لأرضه. فكل شيء متساوٍ ومتهاوٍ وبعيد عن قضية الحق أو العدالة. فيحيا الإنسان في ظل الفوضى والتفتت وغياب السببية والتغير الكامل والمستمر فكأنه بدويّ رحالة ولكن بحُلة جديدة كما أطلق عليه أحد علماء الاجتماع.

يتضح المشروع التحديثي الغربي جليًّا في المشروع الاستيطاني الصهيوني، وإصرار الصهاينة على تسمية “#فلسطين” بإسرائيل. ورفع شعار صُنع في إسرائيل بدلاً من فلسطين. وجعل”الشيقل” الإسرائيلي هو العملة الرسمية. فهي تمزق الهُوية الفلسطينية تمزيقًا.

فكر معي لحظة: هل هناك اختلاف بين هذا الرجل الذي يحاول أن يهدم الشراكة الزوجية بين الرجل والمرأة وبين “إسرائيل” التي تبني دولتها على أنقاض دولة سابقة تُسمى “فلسطين” ؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

 

داليا عادل

طالبة بكلية الطب – جامعة المنصورة

باحثة ومحاضرة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة