من المفيد فهم هذه الشخصية
صديق يشكو لي من أمه الطيبة الظالمة، أو الطيبة المؤذية، يقول إن أمه متقلبة، في حالات مختلفة كل يوم، ودون منطق، وتعامله دائمًا بشك ولف ودوران، رغم أنه يقوم بكل شيء نحوها ويتحمل مسؤوليتها كاملة، ويتحمل الأذى النفسي منها لسنوات طويلة، يتحمل كل هذا، طمعًا في ثواب الله والبركة.
قلت له: “يا عزيزي أفهم جيدًا ما تتحدث عنه، فأحيانًا ألتقي بهم في العيادة أو المستشفى، كان الله معك”، ودعوت له بالثبات على بر والدته والعمل الصالح.
الشخصية الطيبة الظالمة.. الطيبة المؤذية
شخصية نقابلها في حياتنا كل يوم، بل أحيانًا يكون فردًا من الأسرة عليك التعايش معه، أو شخصًا عليك التعامل معه في عملك أو وظيفتك رغم مشاكله!
هذه الشخصية طيبة، ليست شريرة، لا تريد الضرر لأحد، لكنها تعيش أغلب حياتها في سوء تفاهم، نعم سوء فهم، لذلك تضر نفسها وتؤذي أقرب الناس إليها!
صفات الشخصية المؤذية
كيف؟ الشخصية الطيبة الظالمة المؤذية فيها أربع صفات، اجتماع هذه الصفات الكارثية يصنع من هذه السيدة الطيبة أو الرجل الطيب كائنًا مؤذيًا يؤذي كل من يقترب منه! الصفات هي:
- عاطفية متقلبة، تتحرك بالعواطف والمشاعر دون عقل، قرارات هوجاء، تقلب سريع في المشاعر والأفكار دون منطق، مبسوطة.. الدنيا ربيع وكل من فيها، غضبانة.. الدنيا جحيم وكل من فيها! تحكم على الناس بتقلبات عاطفية، تتخذ قرارات بتقلبات عاطفية، تتنقل بين الجنة والنار في بضع ثوانٍ، تحكم على الناس بعواطفها، و”إنت وحظك اليوم”!
- الشك وعدم الثقة في النفس، وبناء عليه عدم الثقة في الآخرين! تحب من يخدعها بمعسول الكلام، يأخذها على قدر عقلها! وتكره من يحرص على مصلحتها وصادق معها حريص عليها، ما يجعلها تخسر أقرب الناس إليها، تخسر الحريص عليها، لتكون دائمًا ضحية نفسها والأشخاص الذين يستغلونها بالتلاعب العاطفي.
- خبرة محدودة في الحياة الحقيقية، إما لأنها فقدت علاقتها بالواقع، بسبب كثرة الغرق في الكلام المعسول، أو الانعزال بقرار منها، أو الغرق في قصص الإعلام والأفلام والحواديت وقصص مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، أو تمثيليات التليفزيون، حتى أصبحت هذه الحواديت الوهمية نافذتها على العالم ومصدر معرفتها عن الحياة والبشر، تتعلم منها الشك والصراعات، وأن العالم مجموعة من الممثلين المشوهين والشخصيات المعقدة المخيفة! وإما لأن طريقة حياتها وتربيتها جعلتها معزولة عن الحياة الحقيقية، مثل ربات البيوت العجائز.
- اللف والدوران، شخصية تخفي عنك كثيرًا من التفاصيل، ليس لأنها مهمة، لكن لأنها غير منطقية، وهي تعرف أنها غير منطقية. هذا اللف والدوران واصطناع المكر والذكاء، عادة يكون مضحكًا ومكشوفًا، أو كما يقولون “لؤم فلاحين.. عبيط”، لكنه يغيظ أي شخص يتعامل معه.
كيف أتعامل مع الشخصية المؤذية
من المفيد فهم هذه الشخصية كي نستطيع التعامل معها والتعايش معها رغم مشاكلها، هي طيبة لكن تتسبب في الأذى لنفسها ولمن حولها!
هي شخصيات طيبة، لكن سوء حكمها ورؤيتها للواقع يجعلها تظلم أقرب الناس إليها وتظلم نفسها.
هذه الشخصية شخصية خطرة على نفسها وعلى من حولها، بسبب قراراتها المتطرفة وأفكارها وطريقة حكمها غير المتزنة، وعدم صراحتها مع أقرب الناس إليها.
لذلك يجب الحذر في التعامل معها، وتحمل الأذى منها لو كانت أمك أو أباك، وتنتظر الثواب من الله.
مقالات ذات صلة:
الثقافة وبناء شخصية الفرد والمجتمع
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
