إصداراتمقالات

السعادة الحقيقية

السعادة الحقيقية

ما يلبث كل إنسان أن يبدأ رحلته في هذه الحياة إلا ويسأل نفسه بعض الأسئلة الوجودية : من أين أتيت إلى هذه الحياة؟

بل ماهو سر الحياة (كيف أعيش سعيدا مطمئنا في هذه الدنيا؟)

ثم أين سأذهب بعد هذه الحياة ؟ (هل سأفنى أم أخلد ؟ هل سأنعم أم أعذب؟ )

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 وهكذا كل بني البشر لا يخلو عاقل منهم إلا و بحث في نفسه أو مع من حوله عن أجوبة لتساؤلاته تلك ويبحث عن السعادة الحقيقية.

لكن الغريب أن 99% إن لم يزد يجيبون على هذه الأسئلة يما ورد في كتبهم ، وكل يرى أن كتابه هو المقدس ، ومادونه الباطل ! وحتى لو وجد  في منهجه الإلهي – من وجهة نظره – إجابات مخالفة لبديهيات عقله ، فإنه يظل يتمسك بهذه الإجابات ربما لسببين :

إما خوفه أن يدفعه نهم عقله الذي لم يرتوِ بعد ويسترح من أن يبحث ويتفكر بتجرد تام ، وهنا لربما يقع في المحظور ويصل لنتيجة أخرى تتعارض مع مسلماته ومعتقدات مجتمعه التي نشأ عليها وترعرع ! فما الذي يجنيه بعد أن يصل للحقيقة غير نظرات غاضبة من أقرب الناس إليه ، واتهاماتهم إياه بأنه ضل وصبأ .

ومن ثم يقرر أن يريح باله ويعبد الله كما تلقَّى وحفظ !

لا بأس .. ولكن المشكلة ياسيدي أنك لم تعرف الله حتى تعبده .. نعم أنت تعبد ما لاتعرف، لقد عرفت الله من خلال تشريعات وأوامر ونواهي فقط ، ثم عذبت نفسك في محاولة إلزامها بالطاعات بدلا من إطاعته طاعة المحب الراضي المستسلم ( هذا الاستسلام هو السعادة ) ، فمن عرف الآمر سهلت عليه الأوامر وأول الدين معرفة الله .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

للأسف لقد عذبت نفسك مرتين : مرة في الإعراض عن المعرفة ، وتعطيل عقلك الساعي للحقيقة . وأخرى بإكراه جوارحك على عبادات لايعي القلب منها شيئا .

أما إن كنت لا ترى أصلا أن السعادة في المعرفة والوصول للحقيقة ، بل ارتضىت لنفسك أن تكون أداة لإشباع رغبات جسدك الحيوانية – حتى ولو كانت مباحة – وتصبح أقصى أمانيك في هذه الدنيا أن تحصل على مرتب كبير في وظيفة متميزة ، وأن تتزوج امرأة جميلة وتحقق لأبنائك مستوى رغد من العيش .. فلابد أن تعلم أولا أن ماتشعر به حيال تحقيق رغباتك وميولك ليس سعادة حقيقية ، إنما هي سعادة وهمية أو لذة وقتية ، ولن أحيلك لأرقام وإحصائيات عن العلاقة الطردية بين زيادة دخل الفرد وارتفاع نسب الانتحار في أغنى المدن في العالم .. فقط اسأل من حصلوا هذه الكمالات الوهمية قبلك هل حصلوا السعادة حقا ؟!

نعم كل الناس عوامهم ومفكروهم ، برهم وفاجرهم متفقون على أن السعادة هي الهدف الأسمى المنشود ، ولكن منَع السعي المحموم لتحصيل السعادة الكثير من البشر في التفكير المتأني في طبيعة السعادة نفسها ، وحقيقة وجودها ، وكيفية الوصول إليها .

فمفتاح السعادة الأول أن تجيب على أسئلتك الوجودية تلك إجابات عقلية تشفي بها روحك ، وتريح بها بالك ، و لا تترك عقلا معذبا حائرا .

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة