مقالات

أمثلة معاصرة لقصة الثعلب مقطوع الذيل

سيدة فاشلة في حياتها الشخصية والاجتماعية، تكذب وتقول للنساء أن المهم الفلوس والشغل، تمردي على بيتكِ وزوجكِ وأبيكِ وعيالك، وتحكي لنا عن سعادتها الشديدة، وتسعى لإقناع بقية النساء أن الزواج والأولاد عائق في طريق تحقيق الطموحات، أو أن الصداقات السطحية التافهة تكفي للتعويض، أو اللف في الأسواق يمكن أن يشبع عواطفها وروحها، وحمى الشراء والتسوق الذي لا يشبع كافيان، وأن التمرد على التقاليد والعادات مفتاح السعادة، وأن الحياة وحيدة في حجرتها الباردة المظلمة كل مساء والاعتراض المستمر ضد المجتمع حياةٌ جميلة.

رجل فاشل في حياته الشخصية، يبحث كل ليلة عن مقهي يقتل فيه وقته ويهرب فيه من بيته الخالي البارد الممل، يقضي حياته في العلاقات السطحية العابرة، المملة من كثرة التكرار والسطحية، وجلسات النميمة والأحاديث التافهة، ويحكي لنا عن أن حياته مثال جميل للحرية!

شاب يعاني من فراغ روحي وفقدان للدين، ويعاني من الشك والإلحاد والمادية والجوع، يحكي لنا عن سعادته بأنه وجد الحقيقة المطلقة التي لم يجدها المؤمنون.

هذه كلها أمثلة لقصة الثعلب مقطوع الذيل!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الثعالب مقطوعة الذيل

تحكي القصة أن ثعلبًا انقطع ذيله في فخ، وأصبح يعاني باستمرار من ذيله المقطوع، معاناة بسبب الألم، وبسبب مؤخرته العارية، وبسبب شكله المهين المضحك بالنسبة إلى بقية الثعالب.

لكن لأنه ماكر، فكان يحرص على ادعاء أنه سعيد جدًا بأنه محروم من الذيل!

بين الحين والآخر يصدقه ثعلب آخر أحمق، ويقطع ذيله ليكون مثله، ثم يكتشف الخدعة والمعاناة، لكن يخجل من المصارحة بالحماقة والحرمان الذي يعانيه، فينضم إلى الثعلب الماكر ويدّعي السعادة بحرمانه من وجود ذيل في جسمه! كي لا يشمت به الآخرون، ولعله يوقع المزيد من الحمقى في فخ المعاناة كي يعانوا مثله ويصابوا بالبلاء مثله!

حياة بائسة

mask 3829017 1280 1 1024x682 - أمثلة معاصرة لقصة الثعلب مقطوع الذيل

كذلك من تدّعي السعادة بالحرمان من الأسرة المستقرة والزوج والأولاد، أو من يدعي السعادة بالحرمان من الدين والإيمان، أو من يدعي السعادة بالفشل في الزواج وقضاء عمره في الشوارع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حين ترى هؤلاء، تذكر القصة، تذكر أن هؤلاء مثال لأصحاب الذيول المقطوعة الذين يدعون السعادة لتفادي شماتة الآخرين، في حين أنهم في الحقيقة، يعيشون حياة بائسة.

يكذبون على أنفسهم وعلى الآخرين بدلًا من الصراحة مع أنفسهم ومع المجتمع.

أصحاب الذيول المقطوعة لو لديهم شجاعة وأمانة فسوف يحذِّرون بقية النساء والرجال والشباب، من المصير والحياة الكئيبة التي صاروا إليها ويعيشون فيها! كي لا يكرر الآخرون نفس الخطأ والخطايا.

مقالات ذات صلة:

الويل الويل لمن له ذيل

اضغط على الاعلان لو أعجبك

معضلة التنين

وهم الرفاهية بخداع الراحة

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة