أسرة وطفل - مقالاتمقالات

التعليم الزراعي

إن من نافلة القول أن التعليم عامةً والتعليم الفني خاصةً هو مفتاح نهضة الأمم، فبه قامت ألمانيا واليابان بعد هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية، وبتنا نحرص على شراء منتجاتهم من سلع استهلاكية وسيارات وغيرها لما استقر في أذهاننا من جودتها الفائقة وعمرها الطويل،

هذا لم يكن ليتأتى لهذه الدول دون وجود منظومة قوية للتعليم الفني تهدف لصناعة كوادر بشرية عالية التدريب قادرة على صناعة مثل هذه المنتجات، مع القليل من خريجي الجامعات العاملين كمهندسين ومشرفين وإداريين، لكن الفنيين/التقنيين هم الأساس وأصحاب أعلى الأجور.

فكيف ذلك وهل يمكن نقل مثل هذه التجربة وتوفيقها مع الواقع في مصر؟ لنرى ..

بعيدًا عن الحديث المنمق الذي أصبح مستهلكًا ومن ثم فقد معناه ووقعه لدى المستمع عن تطوير التعليم بأنواعه، وكذا البعد عن المصطلحات المتكلفة التي توحي بعلم وجدية المتحدث، فنتيجة كل ذلك واضحة للعيان، ولنغوص عميقًا في المشكلة،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ونظرًا لضيق المساحة سنكتفي عزيزي القارئ بدراسة حالة واحدة فقط في محافظة أسيوط، مستعينين برؤية المعنيين مباشرة بالمشكلة من إداريين وطلاب ومعلمين ثم نستعرض رؤيتنا الخاصة لحلها، فوفق دراسة أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة أسيوط بقيادة د/محمد جمال الدين راشد على 384 طالب وطالبة بالصف الثالث و120 معلم ومعلمة و30 مدير مدرسة وعدد من أولياء الأمور بجميع المدارس الزراعية بأسيوط في الفترة من نوفمبر 2018 حتى يونيو 2019 كانت النتائج كما يلي:

22 300x74 - التعليم الزراعي

وفيما يلي استعراض موجز لهذه المشكلات:

1- مشاكل تتعلق بالمناهج:

  • عدم ارتباط المناهج باحتياجات سوق العمل.
  • صعوبة المناهج وطولها.
  • التركيز على الجانب النظري.
  • عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
  • نقص التركيز على دور المرأة الريفية.

2- مشاكل تتعلق بالطالب:

  • الكثافة العالية للصفوف.
  • صعوبة المواصلات.
  • ارتفاع نسب الغياب.
  • ندرة توفر فرص العمل للخريجين.

3- مشاكل مرتبطة بالمعلم:

  • انخفاض مستوى المعلم أكاديميًا.
  • نقص أعداد المدرسين.
  • نقص الحافز المادي.
  • وضع أعباء إدارية إضافية فوق كاهل المعلم.

4- ما يتعلق بالمنشآت:

  • نقص عدد المدارس وسوء حالة مبانيها.
  • اقتطاع بعض المساحات من مزرعة المدرسة لإقامة فصول دراسية عليها.
  • غرف المعلمين غير مريحة أو لائقة.
  • عدم وجود سكن طالبات داخل المدرسة.
  • قلة قاعات الأنشطة الطلابية.

5- الإدارة المدرسية:

  • نقص التمويل.
  • الروتين ومركزية القرار.
  • تأخر الكتب الدراسية في بداية العام.
  • لا يوجد تنسيق بين المدارس الزراعية والمجتمع المحلي.

أما عن تصور الباحثين لحل هذه المشكلات فيمكن توضيحه فيما يلي:

  • تطوير تقنيات التعليم ووسائل التدريب للطلاب.
  • الإعداد المهني للمعلمين.
  • التحول لنظم الإدارة غير المركزية.
  • إدخال عنصر الإنتاج داخل المدارس لتشجيع الطلاب على الالتحاق بها.
  • سن تشريعات مناسبة للمدارس الزراعية.
  • تطوير المناهج بما يراعي سوق العمل مع إشراك المعلمين في ذلك.
  • الدعم المتبادل بين المجتمع المحلي والمدرسة، فيقوم المجتمع بالمساهمة في تمويل المدرسة وتقوم المدرسة بحل مشاكل المجتمع المتعلقة بالزراعة.
  • قبول الخريجين في كليات الزراعة.

ونضيف:

  • تحويل المدرسة لوحدة إنتاجية تعليمية يقوم على إدارتها مجلس منتخب من المعلمين وأولياء الأمور (مع عدم حصولهم على مقابل نظير الإدارة)، ووضع إطار تنظيمي واضح لاتخاذ القرارت لتفادي تضارب المصالح أو الواسطة لزيادة درجات طالب معين مثلًا، وكذلك طريقة توزيع الأرباح على أن تكون النسبة الأكبر للطلاب.
  • حصر دخول كليات الزراعة على خريجي المدارس الزراعية فقط، بما يعني تدرب الطالب على كل ما يتعلق بالزراعة لمدة 10 سنوات، وهي مدة كافية للحصول على تقني مؤهل تمامًا لسوق العمل.
  • تقوم المدرسة بإنتاج فيديوهات على اليوتيوب لقصص نجاح الطلاب والحياة داخل المدرسة لخلق صورة ذهنية إيجابية عن التعليم الفني.
  • تغيير مسمى التعليم الفني للتعليم التقني لتفادي الصورة الذهنية السلبية التي ترسخت عن التعليم الفني لدى المواطن، فالأسماء تلعب دورًا هامًا في النظرة للأمور، مع الحرص على نشر وتكرار هذا المسمى، فما تكرر تقرر.
  • ربط المدارس الزراعية بمكتب براءات الاختراع للحفاظ على الحقوق المادية والأدبية للمخترعين في المجال الزراعي من مدرسين وطلاب مع مساعدتهم على تطبيقها في الشركات والمصانع.
  • ضم خريجي المدارس الزراعية مباشرة لنقابة الزراعيين.
  • تنظيم دوري سنوي لطلاب المدارس الزراعية على مستوى الجمهورية لعرض ابتكاراتهم ومواهبهم.

وختامًا فإن الزراعة هي أهم جوانب الاقتصاد الإنتاجي -مع الصناعة والخدمات والمعرفة- لذا يجب النهوض بها باتباع أساليب فعالة وغير مكلفة بعيدًا عن اللقاءات والمؤتمرات، فالطريق معروف ولن نخترع العجلة.

المصادر:

  • (تطوير التعليم الزراعي) محمد وآخرون – جامعة أسيوط 2020 https://ajas.journals.ekb.eg/article_108626_58e5a30ff354096ec7386943528f55f6.pdf
  • (بعض مشكلات التعليم الزراعي) أ.د/بيومي محمد وآخرون – مجلة العلوم التربوية – كلية التربية بالغردقة – جامعة جنوب الوادي 2019 https://mseg.journals.ekb.eg/article_115279_17fd5c256195988ea6d107c54868c6bf.pdf

اقرأ أيضاً:

عن الزراعة العضوية ومعوقاتها

نحو معايير قومية لجودة التعليم والتعلم الإلكتروني

المجتمع المدني العربي والتعليم بين الواقع والمأمول

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط

 

مقالات ذات صلة