مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

التخلص من وحل التخلف

الكل يتحدث فمنهم من يكون وراء حديثه رغبة حقيقية فى الإصلاح، ولكن لا يعرف الطريق الذي يسترشد به للوصول لحلول للمشكلات التي نرغب بحلها، والبعض الآخر ينتقد لمجرد الانتقاد حتى يضع لنفسه مبررًا لتقصيره، ومن الناس من يبحث ويبحث لكن دون أن يحاول تشخيص نوع المشكلة، وترى أولئك الذين يخطئون الرأي الآخر ما دام يتعارض مع رأيهم!

حتى تتولد لديك القناعة أن الكثير لا يحمل النزاهة في اتباع الحق حتى وإن كان واضحًا وضوح الشمس، نحن لسنا بصدد محاولة إعادة تداول ما يقال بل فقط نحاول أن نصل إلى أصل القضية، ألا وهي التخلص من حالة التخلف وبداية مرحلة التنمية والتقدم، وأن نرصد المشكلة بدقة لكي نعرف أيسر الطرق لحل مشكلتنا،

ويبدو أنها في المقام الأول “مشكلة وعي” متمثلة في التجرد في كشف واقعنا بطريقة سليمة أولًا لتكون مقدمة طبيعية للحل، ولكن قسمًا كبيرًا ممن تبنوا طرقا للخروج من هذه الحالة الصعبة من التخلف في مستويات شتى تظن أنها على قدر جيد جدًا من المعرفة والوعي لما يدور حولنا، ولا يدري أنه قد تم التلاعب في أفكاره الرئيسة ووقع فريسة سهلة في قبضة الغزو الثقافي منبهرا بالتقدم المادي الغربي حتى تبنى أفكارها التي تتعارض تعارضًا كبيرًا جدا مع ثوابتنا الحضارية وخصوصياتنا، محركة فى ذلك إحساسه بعظمة وتفوق المنهج المادي التجريبي من جهة وحالة من فقدان الهوية الخاصة بأغلب المفكرين من جهة أخرى!

الكل ينادي بالفضيلة ولا يقدم المثال الذي يحتذى به حتى يجد المصداقية المطلوبة ولكن لا يدرك أنه حتى يكون هو المثل يجب أن يكون نبضًا عقلائيًا للشارع فيرصد أولويات مشكلاتنا الكبري، ومن ثم يقدم الحلول الموافقة لخصوصيتنا الحضارية حتى يقدم النموذج الواقعي العملي للناس،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تلك الحالة المطلوبة من النخب التي تتمتع بالوعي الكافي والذي ينعكس بدوره على المجتمع حتى يتسم بالتبعية بقدر من الوعي الذي يكون مقدمة لحياة أفضل ويستطيع أن يصنف النخب الحقيقية عن غيرها من المغتربين أو الذين يقدمون حلولًا وهمية براقة تخدع العقول معتمدين على الجهل الكبير المتفشي في المجتمع،

بتلك الحالة نستطيع أن نعبر من المرحلة الأولى من الركود والثبات في هذا المستنقع من التخلف والجهل، وحينها فقط سنقول أن المشكلة قد تحل عاجلًا أو آجلًا.

قد لا نستطيع تغيير جوانب الجهل والتخلف ولكن بالضرورة يمكن أن نقدم النموذج في أنفسنا…

لا نملك سوى أن نتجرد من عيوبنا، وأولها جهلنا ونقص وعينا، حين نفعل ذلك سنقدم ما نملك من دوافع للتغيير يجعلنا نؤثر بقدر استطاعتنا في حيزنا الصغير، كل هذا ليس شيئًا صعبًا أو مستحيلًا ما دام اليأس ليس من أخلاقنا؛ فإن أنفسنا تتوق إلى أن ترى وطنها أفضل الأوطان كي يسترد مكانته الحضارية والثقافة التي كانت وستعود يوما.

 

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة