تفتكر لو إحنا كبشر قدرنا نخرج من العالم ثلاثي الأبعاد اللي إحنا عايشين فيه، ونسافر لعالم تاني رباعي الأبعاد، أكبر وأوسع من اللي إحنا فيه..
إيه شكل الحياة اللي ممكن نعيشها أو نشوفها وقتها؟!
هل ممكن تكون في كائنات تانية عايشة في أبعاد أعلى مننا ومختلفة عننا فيزيائيًا، شايفانا دلوقتي من أماكن واتجاهات تانية مش موجودة في عالمنا من الأساس؟!
الحقيقة السؤال ده على قد ما هو يبان لك سهل، لكن هو في الواقع من أصعب الحاجات اللي ممكن الواحد يتخيلها.
عشان كده تعالى معايا نشوف شكل الحياة في عالم رباعي الأبعاد، وتأثير إضافة بعد رابع على الحياة بتاعتنا اللي بنعيشها كل يوم، وقد إيه هتتغير بشكل ميقدرش أي شخص يتصوره.
كوباية شايك الحلوة والنعناع في إيدك، ويلا بينا.
ما هي أبعاد الأرض؟
مبدئيًا كده عشان نفهم إيه تأثير البعد الرابع ده علينا، لازم نفهم يعني إيه الأبعاد دي أصلًا.
الحقيقة إن الأبعاد دي ممكن نعرفها على إنها عبارة عن الاتجاهات اللي أنت كإنسان ممكن تتحرك أو تبص فيها، وعشان تفهم أكتر، خلينا نتخيلهم مع بعض.
البعد الصفري
البعد الأولاني ممكن تتخيله على إنه البعد رقم صفر، وده عبارة عن نقطة.
حاجة مالهاش أي إحداثيات ولا شكل فيزيائي حقيقي غير إنها موجودة بس، حاجة شبه النقطة اللي بتشوفها في آخر أي جملة مكتوبة على الورق.
طبعًا بُعد زي ده مفيهوش أي قوانين فيزيائية أصلًا عشان يقدر يتكون جواه كائنات حية، لإن النقطة دي تعتبر هي البعد كله أصلًا.
يعني العالم أو الكون الخاص بالبعد الصفري ده كله هو عبارة عن النقطة دي.
البعد الأول
البعد الأكبر منه بقى بيسموه البعد الأول، ولو عايز تتخيله، فهو هيكون بسيط جدًا، لإنه مش أكتر من مجرد خط واحد بس.
عشان تعرف تتخيل الفرق ما بين الصفري والبعد الأول، فيكفي إني أقولك إن كل اللي بنعمله عشان ننتقل من بعد معين إلى البعد اللي فوقيه أو الأعلى منه، هو إننا نتحرك في اتجاه عمودي على البعد الأقل منه.
بمعنى إنك لو جيت دلوقتي وحبيت تتحرك من البعد الصفري اللي هو النقطة (.) للبعد الأول اللي هو الخط (|)، فأنت هتكون رسمت خط عمودي على النقطة اللي كانت في الأول.
بمعنى إنك خلقت اتجاه جديد مكانش موجود قبل كده، والاتجاه ده هو الأمام والخلف.
بكده، بقى الكون بتاعك كله عبارة عن خط طول (Length) واحد، خط طويل مالوش عرض.
وطبعًا مفيش كائنات ينفع تبقى متواجدة في كون زي ده بردو، لإن الروابط الكيميائية والفيزيائية بتاعتهم مش هتبقى مستقرة، وهتبقى مقيدة في بعد واحد بس.
يعني مش هتعرف تتحرك للجنب مثلًا على الخط ده، كل اللي هتعرف تعمله هو إنك تمشي لقدام أو لورا.
لو فرضنا إن في إتنين كائنات عايشين على الخط ده، فهما مش هيقدروا يعدوا من بعض، يعني اللي ورا هيفضل طول عمره ورا، واللي قدام هيفضل طول عمره قدام، لإن مفيش اتجاه إضافي يخلي الكائن اللي ورا يقدر يعدي من اللي قدامه.
البعد الثاني
لو حاولنا نتخيل البعد الأعلى منه بقى، فهو هيبقى مختلف تمامًا عن اللي قبل كده، وأوسع منه بكتير.
عشان تقدر تتخيله معايا، هتحتاج تطبق نفس القاعدة اللي قلنا عليها، ارسم خط عمودي على الخط الأولاني بتاع البعد الأول، عشان تخلق اتجاه جديد مكانش موجود قبل كده.
لما تعمل ده، هتلاقي إن الكون بتاعك فجأة اتخلق جواه اتجاه جديد، هو اتجاه العرض.
يعني بقيت تقدر تمشي لقدام ولورا، وكمان في اتجاهين جداد اللي هما شمال ويمين.
بكده فالكون بتاعك مبقاش مجرد خط، لأ ده سطح ثنائي الأبعاد لو قارنته بالخط اللي كان عندك في الأول هتلاقي إنه أضخم منه بقدر لا يقاس، زي الفرق بين أي ورقة وأي خط مرسوم جوه الورقة دي.
هنا بقى الكون بتاعك هيبقى غريب جدًا وشكله مختلف عن أي حاجة إنت متعود عليها.
الكائنات اللي عايشة عليه هتبقى كائنات مسطحة، ثنائية الأبعاد، مالهاش غير بعدين بس.
لو تخيلت إن الكائنات دي عايشة على ورقة، فهي متقدرش ترفع عينيها من الورقة دي عشان تبصلك!
البعد الثالث
ده عشان هما معندهمش اتجاه الارتفاع أصلًا؛ الارتفاع ده عندك أنت بس، عشان أنت كائن ثلاثي الأبعاد.
قدراتك أنت ككائن ثلاثي الأبعاد بالنسبة للكائنات المسطحة اللي عايشة على الورقة دي هتبقى أسطورية ولا تستوعب.
ده عشان أنت عندك اتجاه جديد مش موجود في العالم بتاعهم أصلًا، الاتجاه ده هو أعلى وأسفل.
يعني الكون بتاعك اللي أنت عايش فيه هو مش مجرد ورقة مسطحة، لأ ده كون كامل ضخم وكبير ومجسم بشكل ثلاثي الأبعاد.
بالظبط زي شكل الأرض اللي أنت عايش عليها، وشكل الكون الكبير اللي بيحتويها.
تخيل أنت بقى فرق الحجم والضخامة ما بين الإتنين، وتخيل الصدمة اللي ممكن كائن ثنائي الأبعاد يتصدمها، لو عرف حاجة زي دي، أو قدر يشوف الكون ثلاثي الأبعاد بتاعنا ده شكله عامل إزاي وحجمه قد إيه.
ما هو شكل ثنائي الأبعاد؟
لو افترضنا إن في كائنات حية بتتكون من بعدين بس، وعايشة في عالم مسطح زي الورقة، فإحنا ككائنات ثلاثية الأبعاد هيكون عندنا القدرة على إننا نشوف اتجاه زيادة، مش موجود في عالمهم أصلًا، وميقدروش يرفعوا عيونهم عشان يبصوا ناحيته.
فبالتالي إحنا هنبقى شايفينهم من حتة هما مش شايفنا منها، ولا حتى مستوعبين وجودها من الأساس!
فوق كل ده، إحنا مش بس هنبقى شايفينهم، لأ ده إحنا هنبقى شايفين جسمهم وإطارهم الخارجي، وكمان شايفينهم من جوه في نفس الوقت.
يعني هنشوف أعضاء جسمهم الداخلية وهي شغالة، هنشوف دماغهم وهي بتفكر، وهنبقى عارفين الأفكار اللي بتدور فيها، وهنعرف هما عايزين يقولوا إيه من قبل حتى ما يتكلموا.
ما الفرق بين الكائنات ثنائية الأبعاد والكائنات ثلاثية الأبعاد؟
لو تخيلت مثلًا إن واحد من الكائنات دي عنده مربع صغير، وإن المربع ده هو عبارة عن خزنة هو مخبي فيها الأسرار بتاعته، وقافل الباب بتاعها، اللي هو واحد من أضلاع المربع.
بالنسبة لأي كائن تاني عايش معاه على نفس الورقة، مش هيقدر يشوف اللي جوه المربع، كل اللي هيشوفه هو الخط بتاع الإطار الخارجي بس.
لكن أنت كإنسان هتبقى شايفه من فوق، وبالتالي هتقدر تشوف المربع والأربع أضلاع بتوعه، وكمان المساحة اللي جواه، وكل اللي فيها، وكمان الكائنات اللي بره واقفة بتبص على المربع، كل ده في نفس الوقت!
يعني أنت بالنسبة للكائنات دي هتكون عبارة عن كائن علوي متكامل القدرات والمعرفة، عارف كل اللي بيحصل في الكون بتاعهم، وشايفه بيدور قدام عينك في نفس اللحظة!
لأ وأكتر من كده كمان، ممكن تشوف اللي هيحصل في مستقبلهم وفي ماضيهم كمان، لإن الزمن بتاعهم هيبقى بالنسبة لك عبارة عن خط مفتوح أو ورقة، تقدر تشوف اللي حصل فيها واللي لسه هيحصل كمان شوية!
يعني لو استوعبوا وجودك، فهما ممكن يفكروا فيك على إنك إله، مش مجرد كائن طبيعي له قدرات محدودة.
عشان في عالمهم همه، قدراتك اللي أنت متخيل إنها محدودة هي بالنسبة لهم خارقة.
اقرأ أيضاً: من أغرب الفرضيات العلمية
تعرف على: أكثر المناطق غموضًا
اقرأ أيضاً: تجربة الكون المعكوس
هل يمكن للإنسان البقاء على قيد الحياة في البُعد الثاني؟
طيب تخيل معايا بقى كده لو جينا في يوم من الأيام واكتشفنا كائنات ثنائية الأبعاد زي دي فعلًا، وكنا عايزين نتواصل مع واحد منهم.
الطريقة الوحيدة اللي هنقدر نتواصل بيها مع حد من بعد أقل مننا، هي إننا نتخلى عن واحد من الأبعاد بتاعتنا عشان نبقى زيه.
بس المشكلة هي إن أجسامنا محتاجة 3 أبعاد عشان تقدر تشتغل وتفضل مستقرة، يعني كل الأعضاء بتاعت جسمك، وتكوينها، وحتى الفيزياء اللي بتحكم الروابط الكيميائية اللي بيتكون منها العالم اللي أنت عايش فيه، محتاجة تبقى ثلاثية الأبعاد عشان تشتغل بشكل صحيح.
لو أنت قررت إنك هتتخلى عن بعد الارتفاع بتاعك عشان تقدر تتحول لشكل تقدر الكائنات دي تفهمه، فأنت هتلاقي إن جسمك كله هينضغط وينسحق لحد ما هيبقى مسطح زي الورقة.
زي في كارتون توم وجيري لما الصخرة كانت بتقع على توم، وتعمله سجادة صغيرة لازقة في الأرض.
تخيل أنت بقى مدى الألم اللي هتتعرض له في عملية زي ده، ومدى البشاعة اللي هينفجر بيها جسمك لما ينضغط بالقوة دي عشان يبقى ثنائي الأبعاد، شيء لا يوصف ومش هتقدر تستوعبه أصلًا!
يا ريت بعد كل ده هينفع تعيش، ده أنت أعضاء جسمك كلها هتكون باظت خلاص، كإنك قطعتها شرايح رفيعة جدًا لدرجة إن مالهاش أي سُمك أو (Thickness) أصلًا.
بالتالي عدد الخلايا اللي بتكون جسمك هيكون قل لدرجة لا تستوعب، وهتبقى كإنك مجرد شريحة اتقطعت من جسم متكامل، كإنك رحت للجزار وقطع منك حتة، وعمل منك لانشون أدمي!
كيف يمكن التواصل مع الكائنات ثنائية الأبعاد؟
بس بعيدًا عن الرعب والبشاعة دي، ففي طريقة تانية نقدر نتواصل بيها مع كائنات العالم المسطح لو إحنا عايزين.
الطريقة دي هي التواصل من خلال الظل، والحقيقة اللي أنت مش واخد بالك منها هو إنك بالفعل بتتواصل مع العالم المسطح كل يوم بالطريقة دي من غير ما تاخد بالك ولا تحس!
ده عشان الظل بتاعك اللي بيتشكل على الأرض والحوائط، بيبقى هو هو نفسه شكلك لما تتحول لكائن ثنائي الأبعاد.
يعني خدها قاعدة كده، الظل بتاع أي شكل بيقلل من الأبعاد بتاعته بمقدار واحد، يعني ظلك ككائن ثلاثي الأبعاد بتتكون من طول وعرض وارتفاع، لو انعكس على الحيطة اللي جنبك، هيتحول لشكل ثنائي الأبعاد له طول وعرض بس.
شيء سهل تتخيله ومش صعب، وهتقدر تفهمه لو بصيت على شكل الظل بتاع كفك دلوقتي على الأرض.
لو تخيلت مثلًا إن في مكعب في العالم بتاعنا، وجيت نورت عليه بالكشاف، هتلاقي إن ظله على الحيطة بقى واخد شكل مربع.
لو جبت هرم وحطيته قدام الكشاف، هتلاقي ظله بقى مثلث، ولو جبت كورة وحطيتها قدام النور، هتلاقيها بقت دايرة، وهكذا.
بالتالي لو أنت عايز تتواصل مع كائن من العالم المسطح، ممكن تظهر في العالم بتاعه بالظل بتاعك!
كيف نتخيل البعد الرابع؟
طبعًا الموضوع هيبقى مفاجئ ومرعب بالنسبة له، تخيل كده أنه واقف بيلعب كورة ثنائية الأبعاد مع صحابه، وفجأة يلاقي ظلمة بتظهر قدامه من العدم حرفيًا، وكمان بتتحرك وبتعمل أشكال مش مفهومة لعقله كأن ليها حياة خاصة!
أكيد هيموت من الرعب، خصوصًا إنه مش هيبقى مستوعب إن اللي قدامه ده مش كائن، بل هو مجرد ظل كائن منعكس على العالم بتاعه.
تخيل بقى لو شافك بجد! أكيد عقله هيعمل إيرور، وممكن يتحرق من هول الصدمة، وبردو مش هيقدر يستوعبك، عشان هو عقله أصلًا معندوش القدرة دي، يعني هيتجنن.
من هنا، تقدر تطبق ده على اللي هيحصلك أنت بقى، لو شفت كائن من الكائنات العلوية فائقة القدرات والمعرفة اللي الأديان السماوية مثلًا تكلمت عنها. زي الجن والملائكة والشياطين وغيرهم.
كل الكائنات اللي مبنقدرش نشوفها دي، برغم إننا عارفين إنها موجودة وشايفانا دلوقتي، تفتكر أنت إزاي ممكن تظهر للبشر، وتتشكل في أشكال نقدر نستوعبها، وإزاي قدراتها خارقة وفائقة المعرفة كده بالنسبة لنا؟!
الإجابة يا عزيزي هي بالظبط نفس الإجابة اللي إحنا تخيلناها لما تكلمنا عن تواصلنا كبشر مع البعد الثاني.
هل تستطيع أدمغتنا رؤية البُعد الرابع؟
الكائنات اللي عايشة في أبعاد أعلى مننا، هيبقى عندها أبعاد تانية إحنا مش مدركينها ولا نقدر نستوعب وجودها أو نتخيل شكلها أصلًا.
هيبقوا شايفيننا من اتجاه إحنا مش شايفينه، ومش موجود أصلًا في القواميس اللغوية بتاعتنا، بس هيقدروا يظهروا لنا في أي لحظة وأي مكان بمجرد إنهم يتخلوا عن واحد من الأبعاد بتاعتهم ويدخلوا عالمنا بشكل دخاني زي الظل بتاعنا في العالم المسطح!
الحقيقة إن الاحتمالات اللي ممكن تطلع من فكرة زي دي مرعبة فعلًا، ولو فكرت فيها كتير هتتجنن وممكن عقلك يشت ويروح منك.
عشان كده كفاية علينا خيالات لحد هنا، لإن بعض الأمور عقولنا البشرية غير مؤهلة لاستيعابها، وهتفضل دايمًا وللأبد عبارة عن لغز غامض محدش هيقدر يكتشف أسراره أبدًا.
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا