مقالات

اقتصاد بالألوان

بين أخضر وأزرق وبنفسجي، بل رمادي وبني وحتى أسود وأبيض، يتلون الاقتصاد بالعديد من الألوان التي تعبر عن نوعه وأهدافه وأيضًا مشروعيته، ولمعرفة ذلك ننطلق في هذه الرحلة الشيقة.

الاقتصاد الأبيض والأسود:

هذه الألوان هي تعبير عن مدى مشروعية الاقتصاد من حيث الالتزام بالضرائب ونوع السلع المسموح بالتجارة فيها داخل الدولة، فبعض السلع ممنوعة في دول وأخرى لا، مثل الخمور وبعض أنواع المنشطات والأسلحة، وحتى بعض النباتات المخدرة مثل الماريجوانا والقات.

الاقتصاد الرمادي:

هو الاقتصاد غير الرسمي –والذي ليس بالضرورة غير قانوني، مثل الباعة الجائلين، والمقاهي والمحلات غير المرخصة، أو التي ليس لها سجل تجاري أو ضريبي، وبالتالي فهي لا تدخل ضمن الناتج القومي الإجمالي للدولة بشكل رسمي، لكن لهذا النوع أهمية كبيرة تتمثل في توفير شكل من الحماية الاقتصادية في مواجهة الأضرار المترتبة على اتباع الاقتصاد الرسمي لسياسات الخصخصة ورفع الدعم التي يتحملها الفقراء بالدرجة الأولى، أيضًا يمتاز هذا النوع بسهولة الدخول والخروج منه دون الحاجة لرأس مال كبير أو إجراءات معقدة.

الاقتصاد البني:

يعبر هذا المصطلح عن الأنشطة الاقتصادية التي تسبب تلوثا كبيرا للبيئة، مثل صناعات الأسمنت والطوب والأسمدة واستخراج النفط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الاقتصاد البنفسجي:

يقصد به مراعاة البعد الثقافي للمستهلك أثناء عمليات تصنيع وتسويق السلع والمنتجات، بما يحقق الاستدامة في الأسواق الموجودة بالفعل للسلعة، وتسهيل الدخول إلى أسواق جديدة، فمثلًا عند تصدير العنب للدول الأوروبية يفضل أن تكون نسبة السكر منخفضة، وعند تصدير مخبوزات أو جبن للدول الإسلامية يجب أن تكون خالية من دهن الخنزير أو مشتقاته، وهكذا.

الاقتصاد الأخضر:

يشمل جميع الأنشطة الاقتصادية صديقة البيئة، التي تقلل من انبعاثات الغازات السامة مع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، يضم هذا النوع 6 قطاعات هي:

  • المباني الخضراء هي المنشآت التي تستخدم موادًا صديقة للبيئة، مثل المواد المعاد تدويرها، أو المواد المأخوذة من نفس المنطقة المحيطة بالمبنى، كالأحجار والنخيل، مع الاعتماد على التهوية الطبيعية.
  • النقل المستدام يقصد به كل وسيلة انتقال ذات انبعاثات منخفضة، مثل السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، أو غير موجودة بالمرة مثل الدراجات الهوائية والمترو والسيارات الكهربائية.
  • الطاقة المتجددة هي كل وسائل الطاقة غير المعتمدة على الوقود الأحفوري، مثل الشمس والمياه والرياح وطاقة حرارة باطن الأرض.
  • إدارة التربة بمعنى الحفاظ عليها من مصادر التلوث المختلفة، والرعي الجائر، والإسراف في استخدام الأسمدة والمبيدات، والتجريف والتصحر.
  • إدارة المياه أي الاستخدام الرشيد مع إعادة تدوير مياه الصرف لري الأشجار الخشبية غير المثمرة، أو التي تستخدم في إنتاج الوقود مثل الجوجوبا.
  • إدارة النفايات بشكل أساسي تقليل إنتاج النفايات من المنبع، عن طريق استخدام طرق تصنيع متطورة، مع التوسع في البنية التحتية اللازمة لإعادة التدوير من مصانع ووسائل جمع، وبنية تشريعية مساعدة تشمل حوافز وعقوبات ملائمة.

الاقتصاد الأزرق:

يقصد به حسن استغلال الموارد المائية بأنواعها مع الحفاظ عليها للأجيال القادمة، ويهدف إلى زيادة الموارد الاقتصادية للدولة مع الحفاظ على البيئة، لكن ما هي مجالات الاقتصاد الأزرق؟

توجد العديد من فرص التنمية تصنف ضمن هذا النوع نذكر منها:
  • الطحالب ومشتقاتها: مثل طحالب الإسبيرولينا والنوستوك وغيرها الكثير مما يستخدم في صناعة الأدوية والمكملات الغذائية، واستخراج الكولاجين الهام للبشرة والمفاصل، بالإضافة إلى استخراج الوقود الحيوي من الطحالب واستخدامها كأسمدة زراعية نظيفة.
  • البترول والغاز: لا يخفى على أحد الآن وجود حقول للغاز الطبيعي، تقدر احتياطياتها بترليونات الأقدام المكعبة في عدة مناطق حول العالم، لا سيما منطقة شرق البحر المتوسط، كما توجد حقول لم تكتشف بعد، وهذا يعتبر –بالإضافة إلى كونه مصدرا لتأمين الاحتياجات المتزايدة من الطاقة– شكل غير مباشر للاحتياطي النقدي.
  • الصيد: تمتلك مصر شواطئ بطول 4000 كم على البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى نهر النيل والبحيرات الشمالية وبحيرة السد العالي، كل ذلك يمكن أن يستغل في عمل مزارع سمكية، وكذلك فمن الملائم تحديث أسطول سفن الصيد المصري وتزويده بالثلاجات المناسبة، ويمكن تشغيل الصيادين الصغار عليه، أيضًا يمكن تنظيم مسابقات سياحية وترفيهية للصيد بعد عمل الدراسات اللازمة.
  • استغلال طاقة الأمواج بإنشاء توربينات تحت سطح الماء لتوليد الكهرباء.
  • استخراج الأملاح والهيدروجين للاستغلال الصناعي وتوليد الطاقة النظيفة.
  • كابلات الإنترنت: تقوم شبكة الإنترنت على أساسين هما الأقمار الصناعية والكابلات البحرية، فيمكن استغلال ذلك بتقديم تسهيلات للشركات المنشئة لهذه الكابلات، مع توفير الصيانة لها مقابل حصة من الأرباح ومساحة معينة من سعة الشبكة، وبالتالي زيادة سرعة الإنترنت في الدولة المستضيفة للكابل، مع سهولة افتتاح فروع لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية، وبالتالي المساهمة في التحول نحو اقتصاد المعرفة.
  • النيل يجمعنا: يمكن أن تكون الجملة السابقة عنوانا لمسابقة سنوية لمواطني دول حوض النيل في مجال التجديف، مع ما يترتب على ذلك من تقوية أواصر الصداقة وتنشيط للسياحة، مع الاستفادة من رعاة المسابقة سواء أشخاص أو هيئات.

المصادر:

اقرأ أيضاً:

الاقتصاد والاعتدال

منهج الاقتصاد في التفكير

اضغط على الاعلان لو أعجبك

عدالة اقتصادية

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط

 

مقالات ذات صلة