إصداراتمقالات

إصلاح الأخلاق.. من أين نبدأ ؟

إصلاح الأخلاق.. من أين نبدأ ؟

((البلد دي عمرها ما حتتصلح غير لما الناس تغيَّر أخلاقها ))

ليس أسهل من أن تقول هذه العبارة المريحة و التى ترسم على وجه قائلها علامات الثقة و الحكمة و كأنه يحمل خبرات السنين، ثم تنم قرير العين مرتاح البال لا يؤنبك ضميرك أبدًا أن تقول كلمة حق عند سلطان جائر، أو تنصر مظلوما، أو تغيث ضعيفا، أو تساند مكلوما ..(لأن الناس لو كانت غيرت أخلاقها ماكانشي كل ده حصل!).

ولكن مهلا سيدى..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فمن المعروف أن تهذيب  و إصلاح الأخلاق وغرس القيم وتغيير العادات يكون من خلال أربعة أركان: فهو ثمرةٌ لتربيةِ الأبناء في البيوت، ونتاجُ لمنظومةٍ تعليمية متكاملة في المدارس والجامعات، وتوجيه دقيقٍ و واعى من الإعلام الهادف بكافة صوره وأشكاله، وأخيرا قانون عادل وصارم لا يحابى مسؤولا لوظيفته ولاشريفا لوجاهته. فما حال تلك المؤسسات في بلادنا؟!
إن القاصى قبل الدانى يدرك مدى الانحدار والتدنى الذى وصلت إليه حال تلك المؤسسات،والذى انعكس بدوره على الأسرة فى البيوت.

ولنبدأ بمنظومة التعليم ، فيكفيك فقط أن تطالع أى إحصائية من أى جهة رسمية لتدرك حجم الكوارث الأخلاقية و التي تجعل أي ولي أمر يضع يده على قلبه قبل أن يلقي بفلذة كبده في غياهب التعليم المصرى!

أما عن الإعلام فحدث ولا حرج .. ففي الأعمال الدرامية البطل والقدوة الذى يُقدّم إلينا هو غالبا بلطجىٌ أو معتوهٌ أو نصاب وفى أحسن الأحوال هو دون جوان يتلاعب بالنساء!

فإذا أردت أن تثقف نفسك سياسيًا ، فلن تجد في برامج التوك شو غير جلساتٍ للنميمة والخوض في أعراض الناس وكلما كان الضيف ذو لسانٍ بذىء وأخلاقٍ وضيعة زادت ساعات ظهوره على الشاشات وانتشر في الفضائيات كما تنتشر النار فى الهشيم!

فعندما يرى المواطن المسكين إعلاما بلا ضمير، وتعليما بلا تربية، فإنه سيستغيث بالقانون لعله ينجح فى فرض الأخلاق بقوة السلطان، ولكنه لن يراه إلا مطبقاً على الضعيف والفقير .. فبالله عليك ماذا تنتظر من رجل يُعاقَـب فقط لأن ليس له سند يحميه، بينما يشاهد أمامه من يفلت من العقوبة بل وترفع له القبعات لمجرد أنه رفع سماعة التليفون و أصبح تحت حماية الواسطة.. فماذا تنتظر من هذا المظلوم إلا أن يخرق أى قانون، أو يتفلت من أي مسئولية كلما وجد إلى ذلك سبيلا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وإذا انتقلنا إلى البيت فأىُّ وقت سيجده الأب ليجلس مع أبنائه وينشِّئهم على مكارم الأخلاق فى هذه الحياة المادية الطاحنة، وإذا وجد وقتا فمن أين يكتسب الأب أصلا تلك الأخلاق فى هذه المنظومة الظالمة.

إن إصلاح الأخلاق ليس عمل فردى يجتهد فيه كل فرد من أفراد المجتمع على حسب هواه ،ثم ننزعج من أن المدينة الفاضلة لم تظهر بعد!

ولكن منظومة الأخلاق هى فلسفة مستمدة من المصدر الإلهى يصوغها الفلاسفة والمفكرون ويبنون من خلالها صرح الفكر التعليمى ، والمنظومة الإعلامية ، وتُشرَّع من خلالها القوانين العادلة التى لا تفرق بين أحد من الناس.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة