مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

احذر النار لتلسعك  .. العاطفة والقوى العقلية

النار التي طالما حذرتني أمي بشأنها

لازلت أتذكر تلك التفاصيل عندما كنت صغيرًا ألهو وألعب بجوار النار مع عائلتي في حِجْر أمي وأنا أمسك عصى وأغرسها في النار في غاية الفرح باللعب ورؤية النار ، مع أني أستشعر حرارتها الشديدة وأستمر رغم ذلك ولا أبالى، فتنطق أمي قائلة ” متلعبش في النار لتحترق ” وأعاود التسلية  في كل مرة غير عابئ بكلمات أمي حتى حُرقت منها ذات مرة وعرفت حينها صدق تلك الكلمات،

فخ العاطفة

من منا لم يَسِرْ وراء عاطفته غير عابئ بأن يكون ما يفعله أو يقدم على فعله قد يضره أو ينفعه؟! وفى الأصل ما الذى يحدد هذا النفع أو الضرر هل العاطفة؟!

كيف وهى التي انقبضت من فلان لأنها تكرهه ولا يوجد سبب لذلك وانبسطت لفلان وأيضًا دون وجود سبب يحتم ذلك ؟ تكون غالبًا قرارات الناس لمدى ارتياحهم لما هم قادمون على فعله أو اختياره ليس هذا فقط بل إن الإعلانات تتخذ العاطفة للتأثير على خيارات الناس كأن يأتون بنجمهم المحبوب فوق منتجاتهم تلك لتزداد مبيعاتهم، هنا يعاد الوقوع في نفس الفخ أو بالأحرى نقع كل مرة بسبب العاطفة وحينها نوجه أصابعنا على الشيء بذاته ولا نحدد أصل تلك المشكلة في الأساس ألا وهى العاطفة.

محرك الإنسان

ليست عاطفتنا شيئًا سيئًا فينا وإنما هو شيء جميل جدًا، وإن أطلقنا عليها مثالاً لوصفها فينا سنقول أنها المحرك للإنسان لبلوغ ما يريده وكأن الشخص هو السيارة وبدون هذا المحرك لن تتحرك لبلوغ مرادها والوصول لمبتغاها، إنما ما يحدث هنا هو وضع تلك القوة محل أخرى فيحدث الخلل الذى في الغالب ما يسبب الكثير من الإخفاق ويلحق بنا الضرر،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وتلك القوة التي نضع محلها العاطفة هي القوة العقلية ولكن لنعيد التناغم في الحقيقة ونصوره في مثال ” وردة  في بستان وشخص ما يريد الحصول عليها لأنه أحب جمالها وانجذب له، فإن تحرك الإنسان بدون تفكير ومعرفة للوردة فسيصل ولكن بجهد أكبر مع استخدامه الأقل للعقل وقد يُجرَح كثيرًا أيضا لأنه منهمك في ما يريده دون معرفة حقيقته، بأن فيها شوك ولكن إذا أعاد وضع كل قوة في محلها لوفر العقل عليه الكثير؛ فسيفكر في البداية كيف أصل إليها وسط كل هذا الشوك ويجد السبيل دون أن يتأذى وفى النهاية يحصل عليها،

هكذا حياتنا وقراراتنا إن أحسنَّا إعمال العقل فيما نحب بأن نعرفه ونحدد ما إذا كان ضارًا أم نافعًا لنا وإن كان نافعًا نُوجد سبل الوصول إليه ونفوز به دون خسارة أو ضرر .

ختاما

ندرك أحيانًا أنه لابد لنا من وضع قلوبنا خلف عقولنا ليس كسجن لها بل كدرع لها فالعاطفة كالطفل يرغب في الشيء بدون معرفته وبدون سبب ويكره أيضًا الشيء بدون معرفته أو بدون سبب .

اقرأ أيضا:

القوى الكامنة في الإنسان .. لماذا نحن مميزون بالعقل (

اضغط على الاعلان لو أعجبك

القلب والعقل – كيف نحل الصراع بينهما ولمن تكون الحاكمية على الأخر ؟

العاطفة والعقل .. حرب لا تنتهي وصراع يصعب على الكثيرين حسمه

محمد سيد

عضو بفريق بالعقل نبدأ أسيوط

مقالات ذات صلة