يقول ديكارت ” أنا أفكر إذا أنا موجود”
الأمر لا يحتاج إلى ذلك العناء.
“أنا ” إذا أنا موجود
عندما يعلم الإنسان بوجود نفسه فى هذا الكون قائلا ” أنا ” فهذا وحده دليلا على وجود نفسه التى أدركت وجوده.
إن “الأنا ” البشرية هى المبتدى والمنتهى
منها ننطلق إلى كشف أنفسنا وإلى كشف الواقع والعالم الخارجى وإليها نعود كى نؤثر فى هذا الواقع بعد ما وصلنا إليه من معلومات وقياسات واستقراءات بشرية.
“أنا ” وحدها دليل على وجود الإنسان وبتأمل بسيط يجد ذلك الإنسان الذى من ذاتياته العقل ومن خلال البديهيات العقلية وحدها ما يلى :
أولا: أنه لم يكن موجودا قبل ذلك ولكنه صار موجودا.
ثانيا: هذه العملية وهى عملية (إيجاده) لم يقم بها بنفسه وبالتالى فهو (محتاج) لغيره فيها لأن كل ممكن لابد له من سبب.
ثالثا: مع كل نفس يتنفسه الإنسان فرصة جديدة فى استمرارية وجوده فى العالم المادى ولكنه ضعيف غير مسيطر وغير قادر على ذاته وعلى أن يهب ذاته خاصية الاستمرارية وهو (محتاج ) لغيره فيها أيضا.
بالتالى
سواءً إيجاده لا من شىء أو استمرارية وجوده..فكلا العمليتان تقعان تحت سيطرة مُعِل آخر.
ومن البديهات العقلية التى هى من ذاتيات الأنا البشرية:
استحالة الدور والتسلسل
أى أنه مستحيل أن يتم أمر ما بدون متم لهذا الأمر لا أحد قبله فى عملية الإتمام
واستحالة أن يكون المتم والمتموم كلاهما واحد
نصل بها الى أنه المعل الأول لاعلة قبله وأنه علة باقى المعلولات.
ومما سبق نصل إلى أنه: هذه “الأنا” الخاصة بالنفس البشرية “ناقصة” و”ضعيفة ”
وما هو كامل لا يتصف بصفات النقص، فالكمال والنقص لا يجتمعان وهو أمر بديهى يقع تحت نطاق استحالة اجتماع الشىء وعدمه؛ كأن يجتمع وجود تلك المقالة مع عدمها مثلا فى نفس الوقت والزاوية.
فلا يصح حينئذ أن يكون الكامل ” من جميع الجهات والزوايا ” والناقص أمرا واحدا.أو أن يكون الكامل ناقصا فى الوقت ذاته.
منها تنفى كل ما يتعلق بالبشرية عن صفات المعل الأول.إذا كان كاملا
فكيف وإذا كان هو مصدر الكمال ذاته؛ لأنه هو مصدر كل وجود فلا مصدر قبله
وإنما كل الوجود مصداق لوجوده.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.