مقالاتقضايا شبابية - مقالات

أنا لا أتذكر فلسطين ! – ما مدى أهمية القضية الفلسطينية حتى أتذكرها ؟

أنا شخص عادى ككثيرين!  سألت نفسى؛ كم مرة أتذكر ” فلسطين ” أو أنطق باسمها فى يومى إذا مرت الأيام نمطية لا جديد فيها؟

أنا أدرس فى إحدى الكليات العلمية ؛فلا علاقة لمواضيع دراستى  بـ”فلسطين ”  إطلاقا ولا بأى قضية  عامة أخرى عالمية كانت أو إقليمية أو خاصة بوطنى. أما الأنشطة الطلابية المتاحة فى الجامعة فلا علاقة لها أيضا بما ذكرت!

هل نتذكر فلسطين ؟

أنا شخص عادى –ككثيرين- أتأثر بالإعلام فهو يتدخل بشكل ما فى تدبيرى لساعات يومى و له دور فى توجيه اهتماماتى  وأفكارى وعواطفى. وإن تقمصت دور الأحرار فى بضع دقائق من يومى أو ربما عمرى! وأقرر اختيار ما أفعل؛  فإن ما أفعله مايزال مرتبطا بالوعى العام الذى غرسته فىَ التربية والتعليم والإعلام. وبناء على كل هذا كانت الإجابة على سؤالى :أنا أذكر “فلسطين” فقط لما يطل علينا العدو الصهيونى بجريمة جديدة فى حق الفلسطينيين!

هذا لما سألت نفسى عن مجرد تذكر”فلسطين” من عدمه بعيدا عن طريقة تناول موضوع”فلسطين” !

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يبدو لى أن عليَّ التوجه للعدو الصهيونى بخالص الشكر لأنه يذكرنى بوجوده فى مواسم اعتدائه على حقوق فلسطين وشعبها!

هذه حالى التى تشبه حال الكثيرين من أبناء وطنى-مصر. أتذكر فلسطين فى مواسم الاعتداء الصهيونى الصارخ وأخيرا –سيدى- مللنا هذا التذكر الخجول المتردد البارد. و بدلا من إنكار إهمالنا القضية صرنا ننكر على أنفسنا تذكر القضية  وننكر دورنا وننكر جدوى التذكر حتى فى مواسم الاعتداء!

هل حالى هذا (الغير فردى) هو الوضع الأمثل الصحيح ؟!

هل اعتداءات وجرائم صهيون موسمية حقا؟!

هل الحق الضائع طبيعى أن يٌنسى لحظة  حتى نتذكره نحن فى مواسم؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هل “فلسطين” ينبغى أن تكون هامشية لهذا الحد؟!

هل “فلسطين” موضوع مُمل، والحديث فيه (تضييع وقت)؟!

ما فلسطين ؟

قضية إنسانية(عالمية) إسلامية عربية فلسطينية  ومثال صارخ الوضوح  من أمثلة الصراع بين الحق والباطل (العدل والظلم) من ضمن الأمثلة الكثيرة فى عالمنا.

فلسطين قضية؛ ليس لأنها تحتاج قاضيا عادلا ذا علم متخصص دقيق  بالقوانين والأعراف الدولية  ليحكم بالحقيقة أهى مع  فلسطين وشعبها أم إسرائيل ،إنما لأنها تحتاج من بنى الإنسان نظرة مُنصفة ترى الحق الواضح وهو؛ لا أصل لكيان اسمه إسرائيل  ولا حق تضمنه أو تقره  بلطجة صهيون فى فلسطين-الأرض المحتلة  الممتدة من الضفاف الغربية لنهر الأردن حتى الشاطئ  الشرقى للبحر المتوسط ). فلسطين قضية لا تنتظر إلا تنفيذ حكم إعدام الظلم المُتمثل فى حرق وقتل وتعذيب وتهجير الفلسطينيين والاعتداء على المقدسات الدينية  و إزالة التاريخ وخلع  الشجر والطير واستعمار الأرض لغير الحق.

وهى قضية إنسانية؛ لأن العدل مبدأ إنسانى لا تنكره حتى ألسنة المجرمين!  ووضوح الحق فى هذه القضية جعلها عالمية أى ليس شرطا أن أكون فلسطينيا، أو تهان مقدسات دينى حتى أنصر فلسطين وشعبها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهى قضية إسلامية : إن المسلم العاقل إذا هداه عقله إلى حسن العدل فإن دينه أيضا يأمره بالعدل ونصرة الحق و رد الاعتداء  وحرمة الدماء (كل الدماء ) والتخريب  فضلا عن قداسة المسجد الأقصى أول قبلة فى الإسلام وإليه أُسرى بالنبى محمد-صلى الله عليه وسلم- و منه كانت رحلة المعراج.

و هى قضية عربية؛ لأن فلسطين أرض عربية، و وجود إسرائيل كان وما زال خطرا على كل مواطن عربى؛ لأنه وجود يستنزف الموارد بالقوة أو بتمكين الخونة مع تضليل العقول.

وهى قضية فلسطينية خالصة ليست قضية  دولة إسرائيل فلا أصل لقومية اسمها إسرائيل أصلا!

فلسطين قضية صراع العالم الإنسانى ضد إسرائيل /ضد الظلم.

أين فلسطين من وعينا الآن؟

سيدى بعد تعريفى البسيط  لفلسطين هذا واللائق بشخص عادى يشبه الكثيرين  هل ترى أن تذكرى الموسمى لـ”فلسطين” كان أمراً عاديا ؟! بل وصار الآن (اللا اهتمام) هو الطبيعى والعادى (الدنيا بتطور واحنا لازم نتطور!) !هل ترى أن صهيون لهم حق فى أى فعل لهم أو فى الوجود ككيان أصلا ؟! هل ترى أن فلسطين ليست قضية/صراع بين حق وباطل أصلا  حتى نقول هناك حق ضائع عار أن ننساه؟! هل ترى أن “فلسطين ” موضوع مثير للملل؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إن كنت ترى ذلك فأنا أتعجب استمرارك فى قراءة كلماتى الفارغة هذه (من وجهة نظرك طبعا!).

وإن كنت مثلى تؤمن أن “فلسطين قضية صراع بين حق فلسطينى وباطل صهيونى”  فاسمح لى أن أشاركك  تساؤلاتى المترتبة على هذا الإيمان ؛ لماذا خرجت هذه القضية من دائرة اهتماماتنا وصرنا نستحى حتى من تذكرها والحديث عنها ؟! لا ، إن الأمر أخطر من ذلك… لماذا لا تشكل هذه القضية أساس وعينا ؟!

إن حصر الأسباب صعب على أمثالى ، ولا أدرى كم يبلغ طول ورقة نعدد فيها الجرائم المرتكبة فى حق الوعى ونعدد فيها المجرمين ! فضلا عن جرائم نهب الشعوب مثلا وأشكال الظلم الكثيرة الأخرى!

قضية فلسطين إذا تدخلت فى تكوين وعينا بشكل أساسى سيكون وعيا يشق طريقه نحو الحقيقة  سيكون وعيا حيا يرد الحقوق  سيكون ثورة على كل ظلم … تدرى ! حينها سأذهب للجامعة -أنا وزملائى- ننتظر من مُعلمينا أن يتفضلوا علينا بعلم نقدر به أن ننصر قضية “فلسطين” أو مثيلاتها فى أى مكان!  ستتوحد الأحلام وسيكون حامل العار فينا( كبيرا كان أو صغيرا )من لا يحلم بفلسطين حرة بل أقصد من لا يحلم بوطن عربى حر ، لا لا ..بل أقصد  أن من العار أن لا تحلم بعالم يغلب الحقُ فيه الباطل .. ومن العار أن نخذل أحلامنا الحقيقية المشروعة؛ بل الواجبة!

حان وقت تحرير العقول

إن أحلام المجتمع ودوافعه مرآة لوعيه فانظر إلي مجتمعنا ! لا –سيدى- أنا شخص عادى لا أرقى لأن أكون مصلحا اجتماعيا؛  فجهلى وعجزى عن تحديد مشكلات المجتمع وإيجاد حل فعال مناسب للوضع الحالى  يعوقنى.  ولذلك فإن نظرتى للمجتمع ليست نظرة عالم مُخلِّص يرى طريق النجاة بوضوح تام. لكن ما أعلمه جيدا وأود أن تعلمه –مثلى – أن ينظر كل منا إلى ذاته ويسألها بماذا تحلمين أيتها الذات؟! فإن كان حلما فرديا ماديا مُلطَّخا بالأنانية فاعلم أنك فريسة لتزييف الوعى، فريسة لأقوى أسلحة العدو الصهيونى ، فريسة لأقوى أسلحة الظلم فى العالم ؛فاعلم أنك آداة بطش فهل تحب ذلك لنفسك؟!

وإن كنت تحلم بأن تعيش؛ فأولى بعمرك أن تحياه حرا تتعلم الحق وتعمل به وتنصره، أولى بك أن تكون قضية “فلسطين” مالكة لكيانك ، أولى بك أن تفخر بأنك تحلم بعالم أفضل ،بوطن يحكمه العدل، بفلسطين متحررة من الاحتلال الصهيونى .ولن يحدث ذلك –على الأقل- إن بقيت قرير العين بالإعلام الممسوخ الذى يعرض ببرود أخبار فلسطين وأصحاب الحقوق الضائعة فى العالم بين أخبار الرياضة و الفن والسرقة وابتسامات النفاق المزيفة على الوجوه!

ويزداد مساخة باهتمامه بعرض شبهات حول أصول فلسطين وحقوق إسرائيل ويزداد خيانة عندما يصدر لنا صورا تُعظِّم خوفنا من العدو بدلا من أن يثور بكلمة الحق على بطلان الاحتلال! وبطلان الظلم. لن يحدث ذلك ( أعنى: لن تحيا حرا تتعلم الحق وتعمل به) إن اكتفيت بما تتعلم فى جامعتك أو اكتفى ابنك بما يتعلمه فى المدرسة ورضيت له ذلك وباركت عليه! .. لست أنا ولا أنت عاجزين تماما عن أى مقاومة لزيف الوعى ، لسنا –سيدى- مضطرين لصم الآذان وربط اللسان عن الحق!

أعجز أنا وأنت عن التحكم بأمور كثيرة؛ لأننى وحدى وأنت وحدك من حيث التأثير الاجتماعى أشخاص عاديين. لكن عقولنا الحرة تشتهى الحق فليس لنا أن نستسلم لتزييف الوعى، وقلوبنا لا يقدر أحد أن يمنعها الإيمان بالحق، وأحلامنا مشروعة ؛فقاوم –مثلى- على قدرك ولا تستصغر كونك-مثلى- شخصا عاديا .أشعر بالتجهيل والعجز كثيرا لكن نسيان الحق أو تناسيه عار يا أخى.

 

مقالات ذات صلة