مقالات

أجل إنهم حقيقيون! الأشباح موجودون حولنا!

الأشباح حولنا!

يحاوطنا الكثير من الأشباح صدق أو لا تصدق!

انتابني الكثير من الخوف عند سماع هذه الجملة تتردد بداخلي، ولكن هل هي حقيقة أم فكرة ابتدعها نسيج عقلي وتخيلاتي، يوجد بيننا بالفعل أشباح، وجائز أن تكون أنت أيضا واحد منهم وأنت لا تدري!

إننا هنا لن نُعرِّف أشباحاً على المفهوم الدارج لنا والذي كوناه من صورته المعروفة من السينما، ولكن الأشباح التي نقصدها هنا هي من تتواجد بأجسادها فقط، لكن عقلها وروحها في مكان آخر، حيث أن فكرها قد أفناه التفكير الزائد وشَغَلُه عن المشاركة في معظم نواحي الحياة.

الأشباح من قيدتها قيودها لتستسلم إلى أن تترك جزءًا منها وتغادر بالجزء الآخر لآلاف الأميال، ثم تعود الروح مرة أخرى في الجسد لتتزود بالذات اللازم لتكميل ترحاله، ومن ثم يبدأ من جديد في محطة أخرى من تفكيره.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الأب الشبح

تصادفنا مجموعة من الناس حولنا هم كالسهل الممتنع، سهل الاحتياج إليهم والرغبة في رؤيتهم دائما ومع ذلك تجد صعوبة في الوصول إليهم أو العثور عليهم بسبب كثرة انشغالهم وعدم تواجدهم في ساحتك. الشبح أيضًا من تقسم عليه أدوار الحياة، ولكنه يقوم بدوره بشكل غير واعٍ، ومن ثم لا يؤديه بشكل سليم، كالآباء الذين يتواجدون بجوار أبنائهم بالفعل ولكنهم لم يعرفوا شيئًا مما يحدث حولهم، لم يشاركوا ولم يتحاوروا، فهذا المفهوم ينطبق على هذا الأب الذي يخوض في هذا الدور المنوط له وهو لا يدرك قدر هذه المسئولية وبالفعل هو لا يملك مهارة هذه اللعبة، فتنهكهه الحياة بدورها وهو غارق في أعماله، وجوده كالعدم بين أطفاله لذلك فُصِّلت عليه كلمة الشبح.

إنه يتواجد عندما يأتي بالمزيد من الطعام أو يتواجد ليلعب دور المصرف الآلي ليخلق لهم الأموال، ولهذا تقوم رعيته بالبحث عن المزيد من الأساليب والثغرات لتلبية احتياجاتهم الأخرى! يقومون بالبحث عن قدوة تَصلُح لهم، توجههم إلى أمور الحياة، ومن ثم تقوم معظم الأمهات بإنجاز مهام الأب لتصليح أخطائه والتماشي مع عدم وجوده؛ باعتبار أن وجوده مثل عدمه لا يغني عنهم شيئاً، ومع ذلك لن تستطيع الأم أن تملأ هذا الفراغ!

وكل هذا بسبب هذا الأب الذي فرط في مهمته ولم يؤدِّ حقها، ولكنه غالبًا سوف يندم على تقصيره وسيعود إلى وعيه ولكن بعد فوات الآوان، فعندما يرجع من رحلته هذه التي استغرقت الكثير والكثير وفُقدت خلالها المزيد من المشاعر، سوف يجدهم قد سافروا بالفعل، وقاموا بتنحيته من قديم الأزل وهو لم يشعر ولم يَقُم بإعداد العدة لهذا الوقت العصيب.

الإخوة والأصدقاء أشباح

خرجوا إلى رحلتهم ليكتشفوا حياتهم الجديدة، ليتعلموا الأساليب والمهارات التي فقدت تعليمها داخل إطار هذه الأسرة، إن صورة السقوط لهذا الأب لم تُوضع في كادر هذه الصورة بمفردها؛ ولكن توجد كذلك في أشباح متمثلة في شكل إخوة قد تناست هي أيضًا دورها القائم باتجاه إخواتها أو والديها وتعايشت بدونهم، ويتواجد الأشباح أيضا على شكل أصدقاء، إنهم بالفعل كانوا متواجدين في عالمنا الحقيقي ولكن بعد فترة من الزمن تزاحمت مهام الحياة عليهم فتخلوا عن صداقتهم في أبسط مشغوليات الحياة.

وأصبحوا لا يعيروها أدنى اهتمام، فمثل هذه الأمثلة البسيطة على بعض الأشخاص والذين ينطبق عليهم قول يطبق عليهم قول «الحاضر الغايب» هو الشيء ونقيضه في ملامح حياة هذه الأشخاص.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

… في حقيقة الأمر الحياة أقصر من أن تضيع بين أشخاص من هذا القبيل، أو تهدر في خلافات، أو تفقد معناها في رحلات من التفكير التي لا جدوى لها، فيجب أن يلعب كل فرد دوره بإتقان لأن الأدوار لا تتبدل، ولا يحل أحد محل الآخر، ويلزم علينا أن نعطي علاقاتنا المزيد من الاهتمام؛ لأن من حولنا بحاجة إلينا ولكنهم كفوا عن التعبير عما بداخلهم لأنهم تمللوا من الطلب، وبهذا نستطيع أن نحقق المعادلة الصعبة في تواجدنا الحقيقي، وتأثيرنا بالفعل، ودورنا الذي نقوم به، حتى لا نكون في نهاية المطاف من تلك الأشباح ولكننا لا ندري..

اقرأ أيضا:

 إنسان اللذة والهروب من الألم

لماذا نتزوج؟ حقيقة العواطف وموقع المشاعر

 هاري بوتر والجمل الطيب …. الإعلام والأضرار التي يقدمها لأطفالنا الصغار

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

إيمان حمدى

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية

 

مقالات ذات صلة