مقالاتقضايا وجودية - مقالات

غريب أمركم أيها الماديون!! – كيف يعرف الإنسان نفسه ويدرك سبب وجوده؟

غريب أمركم أيها الماديون !! تزعمون أن الإنسان محور هذا الكون، ثم تتبرمون من كل محاولة متجردة لمعرفة هذا الإنسان! فمادام إيمانكم بهذا الإنسان لا حد له؛ فمن المفترض أن يبحث هو عن نفسه في هذا الكون أولا.. يبحث عن فهم نفسه أولا قبل أن يسعى لفهم العالم من حوله وسبر أغواره، أو كما قال المهاتما غاندي (وعندما يفقد الإنسان روحه ماذا ينفعه فتح العالم؟!).

 وليس المقصود من فهم الإنسان نفسه أي معرفتها من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية معرفة جامدة باردة لا تسمن ولا تغني من جوع، مع أنه بإبحاره في تلك الجوانب يزداد شغفا لمعرفة واجد هذا الوجود وخالق الخلق على هذا النحو من الكمال والجمال، وليس كما يحصل بالشك في كون الإنسان أصلا موجودا أم لا؟!

بالطبع إن الإنسان سيفتقد بعضا من الراحة إن لم يطوع الطبيعة لخدمته أكثر، وإن لم يروِ ظمأ نهمه لمعرفة العالم من حوله، ولكن الأكيد أن #سعادته لن تتأتى أبدًا ما لم يدرك نفسه أولا؟ وهل نفسه باقية بعد فنائه أم لا؟ بل من أين أتت نفسه أصلا، وأين سترحل؟ وماهو دورها في هذه الحياة؟ وهل يقتصر معرفة الإنسان نفسه على معرفة حركة الجسم الديناميكية ووظائف أعضائه؟

محاولة فهم الإنسان نفسه ..

 أم أن الأمر يحتاج نوعا من الارتقاء لفهم هذه النفس المجردة وكبح جماح شهواتها وتهذيبها وتزكيتها وتزيينها بفضائل الصفات والأخلاق، وتطهيرها من الرذائل والآفات؛ باعتبارها محورًا للكمالات الإنسانية بعيدا عن هؤلاء الماديون ، ويدرك الإنسان أنه جزء من هذا الكون الفسيح مستخلف فيه، ولم يأت ليعيش هنا وحده؛ أو يرفع شعارات عنصرية من نوعية “بلدي فوق الجميع،ومصلحتك أولا” وحتى لا يكون العلم والتقدم #لدى الماديون في خدمة أصحاب الأهواء المنحرفة، ومثلا بدلا من أن تكون الطائرات لخدمة الناس وراحتهم تصبح مصدرا لقتل الآلاف من الأبرياء! فمن أغفل معرفة نفسه فقد أنزل التعاسة بنفسه وبالدنيا. فالعلم لا قيمة ذاتية له، بل هو لغاية أسمى، فإن جهلنا الغاية ضللنا الوصول للنهاية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سبب الوجود ..

فأيًّا ما بلغ الإنسان من العلم مبلغه فلا بديل عن بحثه عن خالق الكون وواهبه الوجود حتى يحقق المرء كمالاته، وينشد سعادته، وينظم مجتمعه على النحو الأفضل، ومهما بهرتنا أضواء المادية الغربية فإنها تقف حجر عثرة أمام وصول الإنسان #للسعادة الحقيقية، لذا لا بد لكل إنسان متجرد وفي أثناء بحثه في هذا المضمار الشريف، أن يعلم أنه وبمقدار تعطشه لمعرفة الإله ورغبته للوصول للحقيقة؛ يكون مقدار ارتوائه وشعوره بالسعادة الحقيقية، أما إن كان يبغي تحصيل كمالاته الوهمية ومصالحه الشخصية أو حتى المجتمعية من خلال قنطرة معرفة الإله لعله ينهل من هذه المعرفة ما يحقق له التقدم المادي والنمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي ليحقق الرفاهية له ولمجتمعه؛ فسيكون كالمنبت لا معرفة وصل، ولا تقدما تحَّصل!

فالشوق المتجرد لمعرفة الإله هو العامل المعد الأعظم للوصول #للسعادة الحقيقية

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة