مقالاتقضايا شبابية - مقالات

يقولون “الحق قطار الحياة قبل ما يفوتك” ولكن في أي قطار نركب؟

القطار يمر

الكثير منا يفكر: هل أنتظر وأتمهل لأحلل شخصيتي وأعرف نفسي وقدراتي جيدًا حتى أستطيع تحديد هدفي بوضوح أم أنه عليّ أن أسرع وأخوض تجارب عديدة وأكتشف نفسي من خلال تجاربي لأن القطار يمر و الفرص التي سأضيعها خلال انتظاري وتحليلي لن تأتي ثانية؟

هل أعرف أولا لكي أتحرك، أم أتحرك أولا لكي أعرف؟

البعض منا سيقول: لن ينتظرك القطار إما أن تركبه أو لن تلحق به أبدا!

من الممكن أن يكون هذا القول صوابا… ولكن ماذا إذا كان اتجاه هذا القطار يؤدى إلى الهاوية؟ وماذا أيضا إذا كان كل من ركب هذا القطار لم يسأل “إلى أين؟” و”لماذا؟”؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أمعنوا النظر

هل أركب وأواجه نفس ما يعاني منه ركاب القطار من مشكلات وأزمات وأقول مثل كل من فيه: “هذه سنّة القطار عليّ أن اتعايش معها” أو “لماذا خلقت في هذا القطار ولم أخلق في قطار أكثر متعة وراحة وتحضرا؟” أو تسمع أحد “الركاب” يقول: “انظروا للقطارات الأخرى إنها تقدم لركابها أجود أنواع المأكولات والمشروبات والملابس لماذا لا نصبح مثلهم؟”

إذا أمعنّا النظر فيما يقول ركاب القطار سنلاحظ أنهم يرون أن المشكلة ليست فيهم وأنهم ضحايا التيار أو المكان الذي وجدوا نفسهم فيه ولكن هل الحركة أو “القطار”

هي السبب الحقيقي في تلك الأزمات التي يعاني منها ركاب القطار؟ وهل الحل هو أن تبحث عن قطار آخر يقال إنه أفضل من قطارك، أم إنّ الحركة دون معرفة والاتّباع الأعمى للنظام السائد هو المشكلة الحقيقية

ألا تستحق حياتك أن تنتظر قليلا أو حتى طويلا لتحدد أولا من أنت كإنسان وما هو دورك وما هي احتياجاتك ثم تختار أي التيارات أو القطارات هي المناسبة لك أو حتى تقوم بصناعة قطارك الخاص مع من قرر حقا البحث للوصول لحقيقة الانسان وسبب وجوده؟

فمفاهيم مثل الحياة، الإنسان، النجاح، السعادة، الصداقة، الحب، الحرية، الدين، العدل، الحق، هي التي تحدد وجهتنا وأسلوب حياتنا وسلوكياتنا، ولكن دون تعريف واضح لمثل هذه المفاهيم تصبح رؤيتنا مشوشة ومن ثم يصبح كل ما نقوم به للوصول إلى شيء مبهم

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المفاهيم ضرورية

فكيف نسعى للسعادة دون تعريف لها ودون معرفة احتياجات الإنسان التي من خلال إشباعها سنحصل عليها وهل هي مادية فقط أم مادية وروحية

كيف نسعى للنجاح دون معرفة ما هو النجاح

كيف نقوم بما هو صحيح دون تعريف واضح للعدل والحق وكيف نحدد ما هو صواب وما هو خاطئ دون قواعد تفكير سليم ومنطقي؟ كيف نصبح أحرارا دون أن نعرف ما هي الحرية؟

دون تعريف واضح لمثل هذه المفاهيم كيف يمكن أن نصل إلى أي شيء، بالطبع لكل بيئة وثقافة تعريفها الخاص لمثل هذه المفاهيم وهذا ما يحتم علينا بناء وفهم ومعرفة مفاهيمنا الخاصة التي تتوافق وتتناسب مع فهمنا لما هو كائن:

كي يتحرك القطار بوعي

من أين جئنا، ما هو دورنا في هذا المكان، وإلى أين؟
هل كل شيء نسبي أم هناك حقيقة مطلقة..
والأهم من ذلك هو كيف نصل للإجابة على مثل هذه الاسئلة وهل حقا يمكننا معرفة كل شيء أم أن هناك ما لا يمكننا معرفته؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

(نظرية المعرفة تجيب عما يدور في رأسك الآن فهي الأداة التي من خلالها نعرف كيف نعرف)

بعد الإجابة على تلك الأسئلة يمكن لكل من في ذلك القطار أن يتحرك بوعي تام بهدفه وسبب وجوده ودوره واحتياجاته وحركته هذه ستساعده على معرفة نفسه بشكل خاص كفرد له قدرات مختلفة عمّن حوله ولكن الهدف من معرفة قدراته هنا هو توظيفها للهدف الأساسي من وجوده والذي سيشترك فيه مع كل من في قطاره فاختلاف قدرته لا يعنى اختلاف الهدف.

اقرأ أيضا:

 الأفكار المتداولة والذكاء الاجتماعى

مولانا الخبر عاجل

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حقيقة الحقيقة

 

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

محمد خيري

عضو بفريق بالعقل نبدأ القاهرة

مقالات ذات صلة