أسئلة عامةأسرة وطفل - مقالاتمقالات

المشاكل الزوجية.. أسبابها وكيفية التعامل معها

هل يمكن أن تخلو الحياة من المشاكل؟ بالنظر إلى الأمر الواقع واستقراء الأحداث فالإجابة بالتأكيد ستكون لا، وهو ما يدعمه التفكير المنطقي والنظرة العقلية، فالمشاكل جزء من التدافع في الحياة المادية، والتزاحم بين احتياجات الفرد وما تمنحه له الحياة واحتياجات الآخرين.

ولما كان الزواج جزءً من الحياة، فلا شك أن الزواج أيضًا لا يخلو من المشاكل، وما سنسعى له في مقالنا ليس (منع المشاكل الزوجية) أو (القضاء على المشاكل الزوجية)، لأن هذا لا يمكن ربما إلا بعدم الزواج مثلًا – وهو مشكلة أخرى ربما نتطرق لها في مقال لاحق-، وإنما هو (حل المشاكل الزوجية).

أسباب المشاكل الزوجية

أسباب المشاكل الزوجية

في البداية لمعرفة حل المشاكل الزوجية يجب التعرف على أسباب المشاكل الزوجية أولًا، وللتعرف على تلك الأسباب دعونا نتعرف أولًا على الزواج.

والزواج هو علاقة بين فردين تعمل على إشباع الحاجات الأساسية للإنسان، من احتياج جسدي (الجماع)، ونفسي (الرفقة والدعم والمودة والسكن).

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وبما أن هذه العلاقة ليست فردية فكان الاختلاف -لا الخلاف- حتمي، حيث يتمايز كل من طرفي تلك العلاقة عن الآخر، وكان التزاحم لاختلاف احتياجات كل من طرفي الزواج عن الآخر، لذا يمكن صياغة أسباب المشاكل الزوجية في النقاط الآتية:

  1. الرؤية: حيث تختلف نظرة كل منهما للعالم وللقيم التي يجب أن تحركهما فيه
  2. الجهل: حيث يكون الجهل بالحقوق والواجبات الشرعية التي أقرها الدين وتشمل الحقوق الجسدية والنفسية.
  3. الحالة النفسية: لا شك أن الحالة النفسية للطرفين تعد من أهم العوامل المساعدة وخصوصًا مع عدم مراعاة وفهم الطرف الآخر لحالة شريكه النفسية
  4. التواصل: انقطاع التواصل وغياب الصدق والوضوح عن العلاقة الزوجية.
  5. الأنانية أو الاعتمادية: والاعتمادية حيث يعتمد الزوج والزوجة على بعضهما في الحالة النفسية بشكل مطلق، والأنانية هي تضاد للعلاقة التكاملية الزوجية حيث لا يرى الزوج أو الزوجة إلا نفسه واحتياجاته وحقوقه.

اقرأ أيضاً:

هل الزواج غاية أم وسيلة؟

المشكلات الأسرية .. الأسباب والحلول

لماذا نتزوج؟

كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية

والتعامل مع تلك المشاكل يكون بالعمل على أسباب تلك المشاكل، ومعرفة تلك الأسباب ومواجهتها لا التهرب منها أو تجاهلها كي لا تتفاقم، ولا نتحدث هنا عن الأسباب المؤقتة أو القريبة، مثال: يرى الزوج أن المشكلة في كثرة طلبات الزوجة المادية أو ترى الزوجة أن المشكلة في قلة طموح زوجها.

فالمشكلة الحقيقة ليست (طلبات الزوجة المادية) ولا (طموح الزوج)، وإنما الاختلاف بين الرؤية بين الزوج والزوجة، فقد تكون الزوجة مثلًا ترى أن (السعادة في الماديات .. وكلما زادت الرفاهية المادية زادت السعادة)، بينما يرى الزوج أن (السعادة في الرضا بما يملك).

لذا نجمل كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية في:

الخطوة الأولى: وضوح الرؤية

وضوح الرؤية للعالم ووحدتها بين الزوجين؛ فيجب أن يرا سويًا العالم بمنظور واحد، وكلما كان هذا المنظور عقلي وصحيح كلما قلت المشاكل.

فالمنظور العقلي يرى أن السعادة الحقيقة في الارتباط بالقيم الإنسانية العليا، ومن ثم توحدت طرقهما في بناء أسرة فاضلة وعاقلة.

الخطوة الثانية: معرفة الحقوق والواجبات

مع اتضاح الرؤية ووحدتها بين الطرفين، تتوحد معها القانون الذي ينظم علاقتهما بشكل صحيح وسليم، فيعرف كل منهما ما له من حقوق وما عليه من واجبات بشكل واضح.

فيعرف الزوج ما عليه من حق الرعاية والعناية بزوجته واحتياجاتها المادية والمعنوية والنفسية، وكذلك الزوجة تعرف ما للزوج من حق حسن التبعل والمعاشرة.

الخطوة الثالثة: ملاحظة الحالة النفسية

وهي خطوة لا تعني فقط بالزوج والزوجة، وإنما هي مسؤولية على كل فرد تجاه المقربين منه، من ملاحظة حالتهم النفسية وإذا ما حل بها أي نوع من الاهتزاز أو التدهور، كي يمكن له تفهم ما يمر به الآخر وتقديم كل ما يمكن لمساعدته على تجاوز تلك الحالة.

الخطوة الرابعة: الصراحة والوضوح

لا يمكن لكل ما سبق أن ينجح دون أن تتسم علاقة الزوجين بالصراحة والوضوح، والقدرة على التعبير عن النفس وعن احتياجات كل منهما للآخر، والقدرة على المصارحة بما يفتقدوه من الطرف الآخر،

ولكن تلك الخطوة لابد أن يتحلى الفرد فيها بالقدرة على التعبير عن النفس بشكل مناسب يحفظ للطرف الآخر ماء وجهه، حتى لا يعكر صفو العلاقة ما قد يقوله أحد الطرفين دون مراعاة، كما يجب احترام صراحة الزوج والزوجة والعمل بشكل فوري على تجاوز المشاكل التي قد تنمو إذا ما تم تجاهلها.

الخطوة الخامسة: المساهمة الإجتماعية

يجب أن يعي جيدًا الزوج والزوجة أن شريك حياتهما وعلاقتهما الزوجية هي جزء من دورهما بشكل عام، حيث يجب أن يكون لكل منهما دوره في المساهمة الإجتماعية، ومعرفة أن الطرف الآخر كذلك هو جزء مهم من رحلتهم الإنسانية

ولكنه ليس كل الرحلة، ويجب موازنة هذا مع القيام بدور حقيقي في العلاقة الزوجية من حيث الإيثار وتقديم حاجة الطرف الآخر والمشاركة والتكامل النفسي والأخلاقي.

حل المشاكل الزوجية

حل المشاكل الزوجية

وبعد فهم المشاكل الزوجية وكيفية التعامل معها، فحل المشاكل الزوجية ينبع من طرق التعامل معها من خلال:

  1. الاتفاق بشكل واضح على أهداف الزواج العامة ووضع خطط مشتركة وأهداف قريبة تتناسب مع الهدف الكلي والرؤية العامة للطرفين.
  2. الالتزام قدر المستطاع بحقوق الطرف الآخر والتغافل عما قد يبدر من تقصير -غير متعمد- منه.
  3. احترام الطرف الآخر وسماع آراؤه ومناقشته
  4. مواجهة أي بادرة لمشكلة وعدم تجاهلها كي لا تتفاقم
  5. الانصات والانتباه لأي تغير قد يطرأ على الطرف الآخر
  6. مراعاة احتياجات الطرف الآخر ومحاولة تحقيقها
  7. احترام المساحة الشخصية والخاصة للطرف الآخر
  8. مشاركة الاهتمامات والهوايات ومحاولة صنع مساحات مشتركة
  9. الصراحة والوضوح في التعبير عن النفس

وفي الختام يجب على الطرفين معرفة أن المشاكل هي إحدي سنن الحياة، وأنها لا تعني نهاية العلاقة، وإنما قد تعني مزيد من فهم الطرف الآخر والمزيد من القرب، وهذا يتحدد بكيفية التعامل مع تلك المشاكل، هل كفرصة أم كعثرة.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد صابر

مهندس حر

باحث في علوم التربية وفلسفة التعليم بمركز “بالعقل نبدأ”

دراسات عليا في كلية التربية جامعة المنصورة

حاصل على دورة إعداد معلم (TOT) من BRITCH FOUNDATION TRAINING LICENSE المعتمد من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية