مقالات

ابني يخاف من حلوى “غزل البنات”، تماما مثلما تخاف من الفكر الجديد

الخوف من الحلوى

أحضرت لابني حلوى “غزل البنات” ليجربه، كان الخوف يتملكه جدا من أن يفتحه، وعندما فتحت له الكيس ليتذوقه، خاف أن يأكله أو حتي يتذوّقه. وظل ينظر إليّ، مترقِّبًا أن يراني آكله أمامه.وحتى بعدما أكلته؛ ظل رافضًا لتذوّقه وظل يحمله بيديه في خوفٍ واستغراب إلى أن تركه في النهاية.

كثيرًا مايتكرر هذا المشهد مع الأطفال ويكون مقبولًا، لكن عندما يقوم به الكبار يصبح موقف غريب ويدعو للتساؤل ، لماذا نخاف المعرفة؟ وإذا حاولنا وبحثنا عن إجابة لتساؤلاتنا يصيبنا بعض الندم جراء البحث عن تلك الحقيقة؟

وإذا كان الخوف من المعرفة حادث؛ فكيف بالخوف من التفكير رغم أننا خُلقنا لنفكر ونتسائل ونتدبر؟! إذن المشكلة ليست في عملية التفكير نفسها، وإنما في كيفية البحث عن الحقيقة وكيفية التأكد من مدي صحتها أو مدي عبثيتها .

قد يكون الخوف نابع من أن للأفكار قوة ما ، وما أكثر من يستغني عنها فيسلم عقله للمشهورات والمسلمات والمقبولات بدلًا من البحث عن الحقيقة، ويضع نفسه في القالب الذي صاغه المجتمع له؛ حيث يرى الأمان ويُشكّل نفسه على مقاس هذا القالب تبعا لمقولة الموت مع الجماعة أرحم!! مؤمنين أن الاختلاف مع الآخرين له ضريبته التي قد نخسر معها استحسان الأهل أو الشهرة أو راحة البال أو التفاف الأصدقاء وننسى نسأل أنفسنا متى أصبح فعل الكل مرجعية ودليل يقيني لقياس توجهاتنا ومعتقداتنا ولتحديد ضرورياتنا ؟ ومتي استخدمنا مقياس البشر وفضّلناه عن المقياس الإلهي؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لاتهرب من المعرفة

فرأي الناس والأغلبية ليس معيارًا؛ ففي وقت ما في ألمانيا كانت الأغلبية مع هتلر وحكمه الظالم وتعصبه لأفكار مريضة وغير خاضعة للمنطق أو العقل أو الرحمة ، ومازال هناك أغلبية تنظر للمادة وكأنها المصدر الوحيد والأساسي للسعادة، وبالتالي اتجاهاتهم وأحكامهم وغاياتهم هي المادة وكفى! ، مما نتج عن تلك الأفكار سلوكيات غايتها الوحيدة الحصول علي المادة بأي شكل.

لاشك أن تعقد الحياة وكثرة تشعب الأفكار وسيطرة الشهوات المادية علي الإنسان أدت لتحكيم المادية في نظرته للأمور مما شوّه عملية التفكير؛ لذلك وجب علي الإنسان أن يعالج ذلك لا أن يتهرب من التفكير ذاته ، وكذلك ألا يهرب من المعرفة.

يعني لا يجوز -لنا- أن نخاف أن نفكر أو نعرف؛ فالوصول إلى الحقيقة يتطلب إزالة العوائق التي تعترض المعرفة ومن أهم هذه العوائق رواسب الجهل وسيطرة العادة والتبجيل المفرط للعادات والمشهورات .

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سارة بركات

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة