مقالاتقضايا وجودية - مقالات

كان من الممكن لهذا الصياد ان يكون صاحب شركة، لكنه رفض، لما؟

يحكى أنه كان هناك رجل أعمال يجلس على الشاطئ وإذ به يرى صيادًا يقترب منه وهو يحمل القليل من السمك، فسأله رجل الأعمال: كم من الوقت تحتاج لاصطياد هذه الأسماك؟ فأجابه الصياد : القليل من الوقت فبادره رجل الأعمال بسؤال آخر ولماذا لم تقضِ الكثير من الوقت لاصطياد الكثير منها؟ فرد عليه قائلا: هذه الأسماك تكفي لإطعام أسرتي ولا أحتاج إلى الكثير.

فسأله وماذا تفعل في بقية وقتك؟ فأجابه: في الصباح ألعب مع أطفالي ومن ثم أجلس أتسامر مع زوجتي وفي المساء أمارس هوايتي في العزف والغناء. فاقترح عليه رجل الأعمال بعض النصائح ليصبح رجلًا ناجحًا

فقال له:عليك أن تقضي الكثير من الوقت في الصيد لتحصل على أسماك أكثر ومن ثم يمكنك بيعها وهذا يُمكنّك من شراء قوارب تساعدك في الحصول على أسماك أكثر وعندها تستطيع أن تقوم بإنشاء شركة لتصدير تلك الأسماك خارج البلاد وتصبح رجلًا ثريًا!

فسأله الصياد وماذا بعد؟! فأجابه يمكنك أن تعيش بمنزلك كملك وفي الوقت المناسب تستطيع أن تبيع تلك الشركه وتحصل على الكثير والكثير من المال.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فسأله مرة أخرى وماذا بعد؟ فأجابه في النهاية يمكنك أن تتقاعد وتذهب إلى منزلك وتستيقظ في الصباح الباكر لاصطياد القليل من الأسماك ثم تعود لتلعلب مع أطفالك ثم تجلس لتتسامر مع زوجتك وفي المساء تمارس هوايتك في العزف والغناء.

فرد عليه الصياد قائلا: هذا ما أفعله الآن!

 هل الصياد يعتبر ناجح ؟ ما هو النجاح إذاً ؟

بعد قراءة تلك القصة تبادر إلى ذهني سؤال هل حقا كي أكون ناجحا يتوجب عليّ الحصول على الكثير من المال كما يرى رجل الأعمال؟ أم أن النجاح أمر آخر؟! فوجدت أن النجاح في الحياة ليس في الحصول على  الكثير من الأموال كما يرى رجل الأعمال ولكن النجاح هو الوصول للسعادة ولن نصل إليها إلا عندما نحقق التوازن في حياتنا، التوازن بين احتياجاتنا المادية من المأكل والمشرب والمسكن والزواج، وبين احتياجاتنا المجردة والمعنوية.

تلك الاحتياجات التي تُعلي من إنسانيتنا تجعلنا نسمو فوق احتياجاتنا الحيوانية وترتقي بنا إلى درجة الإنسانية.

الهدف والوسيلة

فنعدل في إشباع كل جانب فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه فنشبع كل جانب بما يحتاجه حقا فلا نغالي في السعي لإشباع رغبات الجسد ونهمل إشباع احتياجات العقل والروح.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وعلينا أن ننتبه أثناء سعينا في الحصول على السعادة ألا نجعل من الوسيلة هدفًا وغاية؛ فالمادة هي وسيلة تعيننا على مواصلة الطريق إلى السعادة ما أن تتحول تلك الوسيلة إلى غاية حتى تساهم في هلاكنا وهلاك الإنسانية جمعاء لأنها تفقدنا القيم والأخلاق الإنسانية وتضع بدلا عنها قيمًا مادية تتبدل وتتغير وفقا للمصالح والنفع الشخصي ويصبح كل شئ نسبيًا! فالصواب والخطأ أمر نسبي يتحدد بما يترتب عليه من منافع مادية، وبغياب القيم والأخلاق الثابتة المطلقة والتي تحدد لنا ما هو صواب وما هو خطأ وما يتوجب علينا القيام به وما يلزم الإقلاع عنه نتحول إلى حيوانات تتصارع لتحقيق منافعها المادية ويسود قانون الغاب «البقاء للأقوى».

 اقرأ أيضاً.. تأملات فى فيلم  الذهب الاسود

اقرأ أيضاً ..الرصاصة الأشد فتكاً.. ماهي ؟

اقرأ ايضاً ..  صالة الوجود والعدم للألعاب الرياضية

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

محمد محمود

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ

مقالات ذات صلة