المتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي ممارسًا عامًا
تعد المتطلبات المهنية لإعداد الاختصاصي الاجتماعي من أهم فاعليات الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية، ولكي يصبح الاختصاصي الاجتماعي الممارس ذا فاعلية في ممارسته في أحد مجالات الخدمة الاجتماعية والعمل، عليه أن يتحلى بمتطلبات معرفية يتعلمها في أثناء فترة دراسته ومتطلبات قيمية ومهارية.
لذلك يتناول ذلك البحث المتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي الممارس في الممارسة العامة المتقدمة، وتعريف المتطلبات المهنية، ونتطرق إلى المتطلبات المعرفية وتعريفها وروافد الأساس المعرفي للخدمة الاجتماعية، وخصائص المعرفة العلمية والمكونات الأساسية في المعرفة وأنواع تلك المعارف العلمية، وكذا نتطرق إلى المتطلبات القيمية للاختصاصي الاجتماعي الممارس العام في الممارسة العامة المتقدمة.
وتعريف المتطلبات القيمية وأهم القيم الأساسية للخدمة الاجتماعية، وأهمية القيم في الخدمة الاجتماعية، والمسؤوليات الأخلاقية والمهنية للاختصاصي الاجتماعي الممارس العام في الممارسة العامة المتقدمة.
كذا نتطرق إلى المتطلبات المهارية للاختصاصي الاجتماعي، من حيث تعريف المتطلبات المهارية وأنواع المهارات العلمية، وتصنيفات مختلفة لتلك المهارات العلمية للاختصاصي الاجتماعي الممارس العام، وما مقومات اكتساب المهارات المهنية.
المتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي ممارسًا عامًا لتتحقق في الممارسة العامة المتقدمة
أولًا: مفهوم المتطلب المهني
يشير معجم وبستر إلى مصطلح المتطلب على أنه الشيء الذي يشترط توافره أو يحتاج إليه أو هو شرط مطلوب.
يعرّف معجم أكسفورد المتطلب على أنه شيء يسلتزم وجوده، أو شرط يجب توافره أو الشيء الذي تكرر أهميته وتؤكد عليه، وهو بذلك شرط لتحقيق نتائج معينة.
يرى أحمد زكي بدوي “أن المتطلبات هي: المؤهلات العقلية والاستعدادات البدنية المطلوبة في الشخص الذي سيوكل إليه وظيفة ما”.
يرى إسماعيل مصطفى سلام “المتطلبات” بأنها: مجموعة الصفات والخصائص والعناصر التي تتجمع وتتألف وتتوافر معًا في الأفراد وفق ظروف مختلفة، وتعد بمنزلة السلوك الظاهري، وتمثل ركائز ثابتة في تكوين الشخصية.
تهتم هذه الدراسة بتحديد المتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي ممارسًا عامًا لتحقيق أهداف الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام، وهذه المتطلبات متمثلة في المتطلبات المعرفية والمهارية والقيمية، والأدوار التي يحققها الممارس العام لتتحقق أهداف الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام.
وفقًا لما سبق يمكن تحديد المفهوم الإجرائي للمتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي الممارس العام في الممارسة العامة المتقدمة أنها مجموعة الصفات التي يجب توافرها في الاختصاصي الاجتماعي في الممارسة العامة المتقدمة.
تتسم هذه السمات بأهميتها للاختصاصي الاجتماعي ولخريجي مؤسسات الأيتام وتحقق نتائج إيجابية لخريجي مؤسسات الأيتام.
لذا يُعرَّف الاختصاصي الاجتماعي بأنه: الشخص المتخصص في الخدمة الاجتماعية، الذي يجب أن يتصف بخصائص فردية ومهارات عملية وكفاءة علمية تؤهله للعمل في مختلف قطاعات الخدمة الاجتماعية وميادينها.
الخصائص التي يجب أن تتوفر في الاختصاصي الاجتماعي
حتي يصبح الشخص اختصاصيًا اجتماعيًا لا بد أن تتوفر فيه الخصائص التالية:
أ. الخصائص الشخصية
من الضروري أن يتمتع الاختصاصي الاجتماعي بقدر كافٍ من الأخلاق الحسنة، والصحة النفسية والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار، والمرونة في التعامل مع المواقف، بما لا يؤثر على علاقاته المهنية.
يجب أن يتوفر لدى الاختصاصي الاجتماعي الاستعداد للمبادرة لخدمة الأفراد والجماعات والمجتمعات، وتقبل جميع الناس دون تحيز، وبغض النظر عن الجنس واللون والعرق.
ب. الخصائص العلمية والعملية
يستمد الاختصاصي الاجتماعي الخصائص العلمية والعملية من الإعداد المهني، الذي يتلقاه في مدارس ومعاهد وكليات الخدمة الاجتماعية المتخصصة، وتشمل عملية الإعداد المهني الجوانب التالية:
- تزويد الدارسين بقاعدة علمية واسعة من العلوم الإنسانية المختلفة، خاصة علم النفس والاجتماع والاقتصاد والصحة والإحصاء والتشريع.
- تزويد الدارسين بالمعلومات الكافية عن الخدمة الاجتماعية، من حيث نظرياتها المختلفة وطرقها ومجال عملها وأساليب الممارسة المهنية.
- تدريب الدارسين تدريبًا عمليًا في المؤسسات الاجتماعية المتوافرة في الميدان، لإكسابهم المهارات والخبرات التطبيقية للمواد الدراسية التي يزودونهم بها.
ج. الخصائص التي تتعلق بالأخلاقيات المهنية
يزوَّد الاختصاصي الاجتماعي بالأخلاقيات المهنية في مراحل إعداده المهني، شريطة أن تتوافر لديه الأسس والمقومات والميول والاستعدادات والاتجاهات الإيجابية لتبني هذه الأخلاقيات وتطبيقها والالتزام بها، وهي:
- الإيمان بالإنسان والمجتمع، وبحق الإنسان في عضوية المجتمع، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الثقافة أو اللون أو المرض أو العجز أو الظروف الاقتصادية.
- الإيمان بحرية الإنسان وحقه في ممارسة دوره الاجتماعي، ما دام ذلك لا يتعارض مع معايير المجتمع وأنظمته وقواعده.
- الإيمان بحق الإنسان في الحفاظ على أسراره الشخصية.
- إعطاء المسؤولية الاجتماعية أولوية على الاهتمامات الشخصية.
- احترام معارف الآخرين وآرائهم والاستفادة منها.
- تقدير المشكلات الاجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمعات والأسباب التي تؤدي إليها.
يتبع …
مقالات ذات صلة:
منظمات الخدمة الاجتماعية الدولية
الصحة النفسية، تعريفها، أهدافها، أسبابها، وكيفية تعزيزها
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا