الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام .. الجزء الثالث
أساليب الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام
تتضمن أساليب الرعاية اللاحقة للأيتام خريجي مؤسسات الأيتام:
الزيارات التتبعية
إذ يقوم الأخصائي الاجتماعي كل فترة بزيارة اليتيم في المكان الجديد الذي يسكن فيه، للوقوف على أوضاع اليتيم الجديدة والتغيرات التي تحدث له، والتأكد من استقرار اليتيم في المجتمع، ومتابعة سير برامج الرعاية ونجاحها مع اليتيم.
التأمين الاقتصادي لليتيم
ذلك بتقديم الإعانة الاقتصادية لليتيم، وتحقيق نموه المهني والحرفي، لكي يزيد من دخله ويستطيع التغلب على تكاليف المعيشة والاستقرار لبناء أسرة له.
تقديم الضمانات الاجتماعية والنفسية لليتيم
ذلك من خلال دعم قدراته ومهاراته للاندماج والتكيف مع المجتمع الجديد، وإشراكه بأنشطة تقوم المؤسسة بإنشائها لأبنائها الخريجين، مثل المساهمة في بعض الأنشطة الرياضية والثقافية، وعمل رحلات خاصة بهم تأكيدًا بعدم تركه خارج الدار وانقطاع صلاته بالجمعية، وأنه متاح له زيارة المؤسسة في أي وقت والمشاركة في أنشطتها التطوعية.
الضمانات التعليمية
ذلك من خلال متابعة اليتيم تعليميًا، وأنه قادر على متابعة حياته ومشواره التعليمي، وإتاحة كل الإمكانيات والوسائل لاستكمال تعليمه إذا توافرت له الرغبة في ذلك.
اقرأ أيضاً: سياسات تشكيل المستقبل
خدمات الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام
العون المادي للأيتام خريجي المؤسسة
تتخذ صورًا متعددة تتمثل في:
أ. إمدادهم بالنقود وتقديم الملابس اللائقة لهم.
ب. مساعدتهم في استخراج مستندات للتشغيل وما شابه ذلك.
العون النفسي والاجتماعي لخريجي دور الأيتام
- مساعدتهم على مواجهة ما قد يتعرضون له من مشكلات بعد تخرجهم بما يضمن تآلفهم واندماجهم في المجتمع.
- العناية الصحية بالمرضى منهم، إذ من الممكن أن تتيح المؤسسة خدمة عرضهم على طبيب الدار في حالات مرض أحدهم، وإعطائهم الدواء اللازم لشفائهم دون أخذ أجر أو مقابل مادي منهم.
- إقناع الرأي العام ومتبرعي مؤسسات الأيتام وكفلائهم بضرورة مساندة مؤسسات الأيتام، وضرورة تقديم الاحتياجات اللازمة للأيتام خريجي المؤسسة.
لكي تنجح برامج الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام لا بد من:
- إسناد برامج الرعاية اللاحقة لمتخصصين متحمسين.
- الارتقاء بمستوى التأهيل المهني للأيتام خريجي مؤسسات الأيتام.
- العمل على إنشاء ورش في مؤسسات الأيتام لتعليم بعض الأيتام غير التعلم حرفًا وصناعات.
- الإعلام الجيد عن الرعاية اللاحقة وقضاياها.
- ضرورة الحصول على وسيلة للكسب الشريف لليتيم.
- العمل على تكوين أسرة له، من خلال البدء بتشجيع بعض الأبناء الذكور والإناث على الارتباط بعضهم ببعض، وتكوين أسرة لهم في المجتمع الخارجي[1].
اقرأ أيضاً: أخلاق ابنة العاشرة
خطوات الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام
ينقسم أي برنامج للرعاية اللاحقة إلى أربع خطوات:
الخطوة الأولى: بحث الحالة عند الدخول إلى مؤسسة الأيتام ووضع خطة الرعاية اللاحقة
يتم هذا البحث عند الإيداع في مؤسسة الأيتام، وتُبحث الحالة بالحصول على المعلومات المطلوبة، عن طريق مقابلة العميل ومن البيانات المسجلة داخل مؤسسة الأيتام.
من المعلومات التي تُجمع عن اليتيم عند خروجه من الدار ما يلي:
- أخلاق اليتيم وميوله وقدراته ومهنته أو حرفته.
- المهنة أو الحرفة التي تأهله للعمل في المستقبل.
- الحالة الصحية والجسدية والنفسية والعقلية.
- صلاته العائلية والاجتماعية وآماله ورغباته.
- برامج رعايته في المستقبل، أي عقب خروجه من مؤسسات الأيتام ووسائل الاستقرار المقرر اتخاذها.
- مركز خريجي مؤسسات الأيتام في المجتمع، ومدى صلته به، ودراسة قبوله في المجتمع ومحاولة زيادة درجة قبوله في المجتمع.
يكون الهدف الأساس لهذه الخطوة وضع الرعاية المناسبة، وإزالة أية عقبات قد تعترض جهود الإصلاح والتأهيل، مثل تخليصه من العارض المرضي الذي يقف عقبة بينه وبين التأهيل الكامل، أو تغيير المهنة أو الحرفة التي كان يزاولها قبل خروجه من مؤسسة الأيتام، نظرًا لأنها لا توفر له دخلًا معقولًا وكافيًا.
الخطوة الثانية: متابعة اليتيم وبحث حالته قبل خروجه من مؤسسة الأيتام
يتم خلال هذه المرحلة متابعة اليتيم، وملاحظة التغييرات الإيجابية في كافة العناصر التي يشملها البحث الاجتماعي، وفي الخطوة الأولى وتشجيعها والعمل على ترسيخها.
أيضًا متابعة أية تغيرات سلبية لتصحيحها، وبذل مزيد من الجهود لتدعيم صلاته الاجتماعية كلما اقترب موعد الخروج من مؤسسات الأيتام.
إضافة إلى تحديد العمل المناسب الذي سيلحق به أو يزاوله بعد الخروج من مؤسسات الأيتام، مع إحاطته علمًا بذلك ومشاركته في تحديده.
اقرأ أيضاً: تعلم العيش معا
الخطوة الثالثة: زرع الإيمان في نفوس خريجي مؤسسات الأيتام عقب خروجهم من المؤسسة
يتم خلال هذه المرحلة مقابلة خريجي مؤسسات الأيتام ومراجعة الخطة الموضوعة لتأمين مستقبلهم، والتي سبق أن علموا بها وشاركوا في وضعها، واستعراض المشاكل والمعوقات التي تنتظرهم والأساليب الموضوعة لحلها.
يجب على الأخصائي الاجتماعي المتولي هذا العمل أن يهدف من عمله إشعار خريجي مؤسسات الأيتام بالأمان، وبقدرتهم على التكيف مع المجتمع، كل هذه الإجراءات مقصود بها زرع الأمان في نفوس خريجي مؤسسات الأيتام، ودعم ثقتهم بأنفسهم.
الخطوة الرابعة: الإشراف والرعاية عقب الخروج من مؤسسات الأيتام
يتولى الأخصائي بعد خروج الأيتام من المؤسسة تنفيذ الخطة الموضوعة، وبرنامج الرعاية لمعرفة كل ما يدور في خاطر خريجي مؤسسات الأيتام، وأن يتابع كل تحركاتهم وتنقلاتهم، وتصرفاتهم، واتصالاتهم، ويتابع تقدمهم في العمل الذي يزاولونه أو الحرفة التي يؤدونها أو التعليم الذي يستكملونه، ومدي كفاية أجورهم أو دخلهم لتوفير احتياجاتهم الضرورية.
على الأخصائي في كل الأحوال أن يكون مستعدًا لاتخاذ أي قرار أو إجراء إذا ما شعر بأي شيء يريبه، وعليه بصفة دائمة تصحيح مسارهم عند الانحراف عن البرنامج بالنصح والتوبيخ والإنذار الحازم.
أيضًا يجب عليه عند الضرورة الرجوع للإدارة التي يتبعها الأخصائي الاجتماعي، وتعريفها بالموقف الذي لم يستطع حله لتنفيذ ما تراه، وطلب المساعدة المادية اللازمة عند الحاجة[2].
المصادر:
[1] بتصرف عن: محمد سيد فهمي “الخدمة الاجتماعية في مجال الجريمة والعقاب”، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 2012م، ص: 318- 314.
[2] ماهر أبو المعاطي، آمال فهمي عبد الكريم “الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية ورعاية المحكوم عليهم والمفرج عنهم”، مركز نشر الكتاب الجامعي – جامعة حلوان – 2014م، ص: 110 112 (مرجع سابق).
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا