مقالاتقضايا شبابية - مقالات

كيف تجد شغفك؟ … الإنسان العاقل والاختيارات اللازمة والضرورية

الشغف “أعلى درجات الحب وأقواها، هو نار تولد الإبداع” مستقبل الإنسان هو المسار الذي سيحدده اليوم، بمعنى آخر هو اختيار اليوم، هو مسار المستقبل، فالإنسان عبارة عن مجموعة من الاختيارات، كالزوجة والكلية والعمل والأصدقاء والمأكل والملبس والعديد من الأشياء التي لا بد أنها وردت في ذهنك الآن.

من منا لم يحتار أمام الاختيار بين جامعتين؟ أو امرأتين أو رجلين أو تليفونين؟

وفي العادة عندما تحدث تلك الحيرة يلجأ الإنسان إلى وسيلتين، إما أن يستعين بنفسه أو الآخرين، أو بمعنى آخر يقع بين فرضيتي “المفروض” و “اللازم”

حتى في كلام الناس ونصائحهم تسمع هذين اللفظين، لازم تفعل كذا أو من المفترض أن تفعل كذا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ما الفارق بين اللازم والمفروض؟

اللازم هو الضروري لك دون غيرك أو المتناسب لحقيقتك أو المكمل لك، هو “لازم”

والمفروض هو ما يمليه عليك غيرك، كالعرف أو المجتمع أو الأصدقاء أو المشهور، هو “مفروض”

وإذا وضعنا طريقين وهميين أمام الإنسان ووضعنا لوحتين فوق كل منهما لوحة مكتوب عليه “اللازم” ولوحة مكتوب عليها “المفروض” سنجد أن طريق “المفروض” أكثر ازدحاما من طريق “اللازم”

معظم الناس تقريبا يسيرون في طريق “المفروض” وغالبا ستجد أنه طريق الباطل

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما طريق “اللازم” ستجده شبه مهجور وغالبا يكون هذا هو طريق الحق، طريق الناجحين اجتماعيا والمتزنين نفسيا، فأنت لو سألت أي إنسان سعيدًا وناجحًا في حياته سيقول لك “أنا أحب ما أقوم به” على العكس من السائر في طريق “المفروض” سيكون متجهم الملامح مثقلًا بالهموم، سيقول لك أنهم “جعلوني فانجعلت”

فالآن نعرف أن السؤال الصحيح ليس “ما الذي يفترض أن أقوم به؟” بل هو “ما اللازم أو ما الضروري حتى أقوم به؟”

حتى تكون سعيدا يجب عليك أن تسأل نفسك عن اللازم.

طريق اللازم هو طريق “الشغف” هو طريق تحقيق ذاتك.

الفرق بين من اختار طريق “اللازم” وطريق “المفروض” هو إعمال العقل أو تغييبه، فعندما تختار لنفسك وتحاول فهم الأمور المحيطة بالحادثة التي أنت مقبل عليها أمر، وعندما تسأل من حولك أو وتأخذ بآرائهم دون تمحيص وتدَع لهم حرية تحديد مساراتك أمر آخر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

في الحالة الأولى أنت ستعتمد على فهمك لنفسك وذاتك، معرفتك لقدراتك وماهيتك، لما تحب وتكره.

في الحالة الثانية أنت تقف في نقطة الصفر أعمى البصر والبصيرة لا تدري شيئا عن أي شيء وستعتمد على الآخرين ليكتبوا لك مسار حياتك المستقبلي.

البعض يفضل الحالة الثانية لأنه وقتها يمكنه إلقاء اللوم على الآخرين في حالة الفشل، وهو إدعاء مريض طبعا.

نقطة مهمه نحب أن ننوه عليها، وقد تصيب بعض الناس بالدوار ويمزقوا المقال، هي أن ليس كل “لازم” صحيحًا، وليس كل “مفروض” خاطئًا، كيف هذا؟

إن الحاكم الوحيد في هذه الأمور هي المعرفة وأدواتها، بمعني أنه في خلال رحلتي لمعرفة ما هو “لازم” وما هو “مفروض” هل راعيت ميزان الحق والباطل، ميزان الحسن والقبيح أم جعلت القضية كلها تابعة لاستحساني؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فأنا قد أكون مفهوما خاطئا عن نفسي وأتوهم قدرات ليست لدي، وأظلم هويتي الفكرية والاجتماعية فأحددها بشكل مادي فقط، وهنا كل ما سأقرر أنه لازم بالضرورة يكون خاطئًا.

ومن الممكن أن يكون “المفروض” لا يتعارض مع قيم العدالة والإحسان كالعادات التي تقوم بها أسرتي في الأعياد أو تجارب أصدقائي يمكن أن أستأنس بها أو الخضوع للتعاليم الدينية المبرهن على صحتها.

يجب أن يقوم الإنسان العاقل بمعرفة ذاته معرفة يقينية عادلة ليعرف ماهو لازم له، ولايرفض المفروض دوما دون أن يحلله ويمحصه ويستخلص النافع من الضار.

لابد أن تكون اختياراتي عاقلة، أن يكون شغفي غير متعارض مع القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، فبعض الشباب قد يفهم أنه يجب أن يكون متمردا على كل شيء، وقد يفهم أن كلامنا يدعم إدعاءات الحرية المطلقة غير المسئولة، ونحن أبعد من أن ندعو إلى ذلك.

في النهاية حتى أتمكن من إيجاد شغفي يجب أن أقوم بعدة خطوات:

-أولًا:معرفة ذاتي بما هي عليه في الحقيقة وليست كما أتوهمها أو كما يقول الآخرين.

-ثانيًا:أسأل من هم على معرفة جيدة بي هذا السؤال (ماهوأكثرشيءيميزني؟) أو (ماهوأكثرما يحبه في الآخرون؟)

ثالثًا:اسأل نفسك هذا السؤال (عندما أموت ما الذي تحب أن يقوله عنك الناس؟)

رابعًا:مطابقة هذا الإجابات للقواعد العقلية والشرعية والعرفية.

خامسًا:التجربة والاستكشاف والممارسة.

 

الحياة بدون شغف أو حب أو أي نوع من أنواع التعلق العاطفي مملة ولا طعم لها وهي أبعد ما يكون عن السعادة، حياتك الزوجية، عملك، دراستك، كل هذه القضايا المصيرية لا بد أن تربطها بقلبك حتى تدب فيها الحياة وتنمي إنسانيتك وترقى بها.

فأنت الآن أمام اختيارين، إما أن تهاجر للازم أو تدفن نفسك فى المفروض.

“هذا المقال اعتمد بشكل كبير على ملخص لكتاب (مفترق الطرق بين المفروض واللازم) على قناة readtubeعلى موقع اليوتيوب مع إضافة المعايير العقلية والمعرفية “اللازمة” لما ورد بالملخص”

 

اقرأ أيضا :

بعد أن اعتدنا الفساد، هل نفقد الأمل فى إنسانيتنا ؟ ومن هو البطل الحقيقي ؟

المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟

الأمل فوق رؤوسنا، فلتنتعش نفوسنا الظمأى بذلك

مقالات ذات صلة