سارق ومسروق – الوجه السابع والعشرون
أربعون وجها للص واحد "متتالية قصصية"
أراد السارق التخلص من كل وجوه مسروقيه التي تطارده، استحضرها وهو جالس وحيدا في صالة بيته، يقاوم اختناقا شديدا، جعله يخلع ما عليه من ملابس حتى كاد يجلس عاريا. حاول أن يطردها، ففعل كل ما يقدر عليه.
كانت تتوالى أمامه، فراح ينفخ فيها ظانًّا أنها ستطير، وتختفي إلى الأبد. لكن الريح التي كان يطلقها من فمه، ارتدت عليه، فتراجع في مقعده، وشعر أنه ينغرس فيه.
خلع جسده من المسند اللين، وانتفض غاضبا، وسار خطوات نحو الجدار المواجه، فوجد الوجوه تكبر أمامه، وتطغى على ظله الذي يتضاءل حتى يذوب.
أغاظه هذا فجرى نحو الجدار، وراح يخمش الوجوه التي تنظر إليه في استهزاء، أملا في أن تسيل كل دمائها على كفيه، لكنها كانت قوية كحجر، فأدمت أصابعه.
جرى نحو المطبخ. خطف علبة ثقاب. أشعل أحدها، وألقاه على الحائط، ثم تراجع إلى الخلف، ورمى نفسه فوق مقعده، وراقب نارا اشتعلت في أثاث بيته، ولفحته ألسنتها الموقدة، فتراجع أكثر، وهو يشعر أنه مخير بين أن يغطس في مقعده حتى تنقطع أنفاسه، أو يغرق في بحر من الرماد.
اقرأ أيضاً:
الوجه الأول، الوجه الثاني، الوجه الثالث، الوجه الرابع
الوجه الخامس، الوجه السادس، الوجه السابع، الوجه الثامن
الوجه التاسع ، الوجه العاشر، الوجه الحادي عشر،الوجه الثاني عشر
الوجه الثالث عشر، الوجه الرابع عشر، الوجه الخامس عشر، الوجه السادس عشر
الوجه السابع عشر، الوجه الثامن عشرالوجه التاسع عشر، الوجه العشرون
الوجه الحادي والعشرون، الوجه الثاني والعشرون، الوجه الثالث والعشرون
الوجه الرابع والعشرون، الوجه الخامس والعشرون، الوجه السادس والعشرون
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.