مقالاترياضة - مقالات

الأخلاق في الملاعب الفرنسية والتركية

حكام أوقفوا المباراة من أجل إفطار صائم

اللعب النظيف ليس هو الوجه الأوحد لكرة القدم في العالم، أوجه كثيرة عزيزي القارئ لهذه الساحرة المستديرة، وفي أحد بقاع المعمورة، فضل حكم الساحة في أحد اللقاءات إيقاف المباراة والسماح للاعبين الصائمين بتناول الإفطار في أرضية الملعب، الأخلاق فوق كل شيء.

في السطور التالية سنتعرف سويا على أطراف اجتمعت على البساط الأخضر وتحديدا في تركيا، حكم يوقف مباراة من أجل إفطار اللاعبين الصائمين في أرض الملعب. توقفت المباراة التي جمعت بين جيرسونسبور وضيفه كيتشيورينقونجو في إطار الجولة الـ30 بالدوري التركي للدرجة الأولى، للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار في أول أيام شهر رمضان الكريم.

الحكم أنور أزوتوبراك

وقام الحكم أنور أزوتوبراك بإيقاف مباراة جيرسونسبور وكيتشيورينقونجو عند الدقيقة العاشرة من الشوط الأول تزامنًا مع أذان المغرب في تركيا، من أجل أن يكسر اللاعبون المسلمون صيامهم على أرضية الملعب. بدون أي غضاضة أو تذمر من المتواجدين داخل البساط، لم يعترض أحد، رغم عدم وجود نص في لوائح الفيفا تجبر أي طرف من أطراف اللعبة على إيقاف المباراة إلا في الحالات الحرجة أو إصابة لاعب أو ظرف قهري يجعل المباراة تتوقف، ولكن خضع الجميع بمبدأ الأخلاق الكريمة التي منحها الله للإنسان بفطرته.

قشعرير تسري في بدن الناظرين والمتابعين بعد أن انتشر مقطع فيديو للاعبي فريق كيتشيورينقونجو وهم يشربون الماء ويتناولون البلح والموز داخل أرضية الملعب خلال توقف اللقاء أمام جيرسونسبور من أجل كسر صيامهم في أول أيام شهر رمضان.

انتهى اللقاء بفوز جيرسونسبور 2-1 ليرفع رصيده إلى 63 نقطة في صدارة ترتيب الدوري التركي الدرجة الأولى، بينما تجمد رصيد فريق كيتشيورينقونجو عند 49 نقطة في المركز السابع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحكم رودي بوكييه

ليست هذه هي الواقعة الأولى عزيزي القارئ، فالتاريخ الرياضي يحمل الكثير ظهرت فيه الأخلاق الإنسانية، ففي مايو 2019 في الدوري الفرنسي هذه المرة، أثار الحكم الفرنسي رودي بوكييه الحدث في المباراة التي جمعت بين نادي نيس وضيفه موناكو في الأسبوع الـ38 والأخير من الدوري الفرنسي، عندما أوقف المباراة لإفطار لاعب مسلم.

وقام الحكم رودي بوكييه بإيقاف اللقاء لمدة دقيقة من الشوط الأول، من أجل كسر اللاعب يوسف عطال لاعب نيس صيامه بكمية من الماء، لكون النجم الجزائري لعب صائما في هذه المباراة. ويبدو أن حكم المباراة كان على علم مسبق بأن “عطال” دخل إلى ميدان المباراة وهو صائم، ولذلك لم يتردد في إطلاق صافرة الإيقاف المؤقت، عندما حان موعد إفطار اللاعب.

وحظيت بادرة الحكم رودي بوكييه بإعجاب كبير وإشادة واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وجهوا تحية احترام كبيرة لهذا الحكام. وقدم “عطال” أداء قويا خلال المباراة وكان نجمها الأبرز، فقد صنع الهدف الأول حين مرر عرضية قوية أمام مرمى الخصم، حاول أحد لاعبي موناكو إبعادها فأسكنها في شباك ناديه.

وفي النهاية عزيزي القارئ لا بد أن تعي أن بالأخلاق نسمو ونرتقي، ففي الرياضة تتجسد الأخلاق بمواقف بسيطة ولكن لها أثرا كبيرا في النفوس وتظل عالقة في الوجدان.. وإلى لقاء آخر في مقال جديد.

اقرأ أيضاً:

قيمة كل امرئ ما يحسنه

خُلُق العطاء

صفقة القرن واتجاه العالم

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

محمد الجزار

ناقد رياضي