مقالاتسارق ومسروقفن وأدب - مقالات

سارق ومسروق – الوجه الثاني

أربعون وجها للص واحد "متتالية قصصية"

حين يعود اللص إلى بيته في آخر المساء يحلو له دوما الجلوس في مقعد من صالون شقته، يواجه صورته التي يطوقها برواز مذهب، يذوب فيه ما يحط على كتفيه.

إنها الصورة التي يستعيد معها سنوات الشقاء والأحلام، فيطمئن إلى أنه لا يزال حيا. يلتفت حوله، فلا يشعر أن شيئا أثمن منها في هذا البيت.

هي وحدها التي تقنعه أحيانا بأن حياته كانت لها فائدة.

في ليلة لم يعد يتذكر متى بدأت فقد الصورة. نعم كانت لا تزال منطرحة فوق بياض الحائط الأملس، وتحت إضاءة خافتة تجعلها مثيرة للرهبة والشجن، لكنه هو لم يعد فيها.

طار ما على كتفيه إلى حيث لا يعود، وغار وجهه الذي ينطق بصرامة مزعومة، وبهتت بذلته التي يعرف كل خيط فيها، وجاءت إليها صورة أخرى.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إنها صورة للمسروق قاتم لونها، ينظر إليه في استهانة، ويتألق ناظراه بما جعل اللص يهرع إلى فراشه، تطارده لعنات قاسية.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

الوجه الأول

إن أردت كذبًا، فالساحة مملوءة يا صديقي

قوة الصورة

د. عمار علي حسن

روائي ومفكر مصري