انتبهوا لبيوتكم وعلاقاتكم
لقد مزقت وسائل التواصل على شبكات الإنترنت –يوم أن وُظفت توظيفًا سلبيًا– كثيرًا من العلاقات الاجتماعية، فرأينا الحروب الكلامية دونما داع، والسخرية الممقوتة دونما وازع، والتعريض البغيض دونما مبرر، فتقطعت أواصر كانت موصولة، وتهدمت قيم كانت قائمة.
وقد تمزقت أسر كانت مترابطة، يوم أن رأينا بعض الأزواج يتفرغون لمحادثات غيرهم، ولا يتحدثون مع أهل بيتهم، يوم أن رأينا صديقة الفتاة أصبحت أهم من أمها، رغم أن صداقتها قد تكون وهمية، ويوم أن أصبح التواصل مع الزملاء في هذه الشبكات أهم من التواصل مع الآباء، ففقدت الأسرة ترابطها وأصبح لكل فرد فيها عالمه الخاص، عالم أبعده عن أهم معنى من معاني الحياة وهو الترابط الأسري.
فهل سيظل الصديق في هذا العالم الافتراضي أهم من الأب؟
وهل ستظل صديقة الفتاة في هذا العالم الافتراضي أهم من أمها أو أختها؟
وهل سيظل بعضنا مشغولًا بإيجاد حلول لمشكلات أصدقائه على شبكات التواصل –رغم أنه قد لا يعرفهم أصلًا أو لم يرهم مرة في حياته– ويترك مشكلات بيته وزوجه وأولاده؟
وسائل التواصل الاجتماعي تهدد مستقبلك
سيأتي على الشباب يوم يندمون على ساعات قضوها في هذا العالم الهلامي وتركوا آباءهم وأمهاتهم ولحظات سعادة معهم قد ضيعوها.
وسيأتي على بعضنا يوم يندمون أنهم شغلوا أنفسهم بمشاكل وهمية، وتركوا المشاكل الحقيقية التي تستحق أن تُعالج.
إننا نحتاج أن نستعيد حياتنا التي سُلبت منا في خضم هذه المدنية، التي لم تُستخدم الاستخدام الأمثل لها، فلا ننكر أن لها إيجابيات قد تكون رائدة إذا استُثمِرت جيدًا.
نحتاج إلى دفء الأسرة الذي تحول إلى وحشة في ظل عالم وهمي لم يؤثر فقط على عقولنا، بل أثر على ترابطنا ومحبتنا.
اقرأ أيضاً:
خطورة وسائل التواصل على الأفراد
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا