هل ستتأثر الزراعة بالجائحة؟ – عن الأمن الغذائي وفائض الإنتاج للدول
أهمية الزراعة
لا شك أن الزراعة تعد من مقومات نجاح الدول في توفير الأمن الغذائي لشعبها. وتُعد هذه الأهمية في المرتبة الأولي حينما تتوافر في بلد. أما مقومات الزراعة الجيدة من تربة وماء ومناخ يسمح بتنوع المحاصيل الزراعية في تلك البلد؛ مما يسمح لها من جهة توفير الأمن الغذائي ومن جهة أخري تحقيق فائض في الإنتاج يسمح لها بالتصدير.
ويصبح مصدر من مصادر دخل الدولة، وليس بغريب في ظلال التنافس العالمي تشهد العديد من الدول معوقات أكثر من الطبيعي في تحقيق الاكتفاء الزراعي.
ومن ثم الأمن الغذائي في حين نُلاحظ أن أغلب الدول التي تنتمي لها المنظومة الفكرية وخصوصا دول الغرب؛ لا يُمارس عليها كم الضغوط التي تُمارس على دول مثل دول ( العالم الثالث) ذلك أن أغلب الدول الغربية هي شريك مباشر أو غير مباشر في السياسة التنافسية التي حصلت لأغلب دول العالم خصوصا دول ( العالم الثالث).
تأثر الزراعة بجائحة كورونا
كل تلك الصعوبات هي في ذاتها عبء كبير جدا من حيث التخلص منها ومن تبعاتها. ولو أضفنا عليها ما يمر به العالم من جائحة فيروس كرونا دون أدنى شك يكون الوضع أكثر سوءًا.
من ناحية الاستيراد
ففى ظل تفشى وباء كوفيد-19 (كورونا) وبالنظر لبعض تداعيات هذا الوباء على القطاع الزراعى حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بأكثر من 6 % في مارس نتيجة زيادة الطلب.
كما ارتفعت أسعار اللحوم الأمريكية لتصل لأعلى مستوى لها مقارنة بالعام 2015. ولذلك فإن هناك تساؤل مشروع حول مدى تأثر القطاع الزراعى بهذه الأزمة آخذًا فى الاعتبار أن مصر هى أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم لا سيما بعد أن أعلنت دولة “كازاخستان” مؤخرًا وقف تصدير الدقيق والسكر والبطاطس والثوم وكذلك توقف دولة “صربيا” عن تصدير زيت عباد الشمس.
من ناحية التصدير
هذا من ناحية الاستيراد، ولكن للمعادلة طرف آخر وهو التصدير؛ فبعد أن أصبحت مصر فى المركز الأول عالميًا فى تصدير الموالح بحجم إنتاج 1.8 مليون طن وفقًا لتصريح “د/أحمد العطار” رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة خلال فبراير 2020 وبالتالى هل سيتأثر حجم الطلب العالمى على الموالح – وبالتالى الصادرات- نتيجة الأزمة؟
ومن ثَمَّ يمكن طرح السؤال بصيغة أخرى: هل سيتأثر القطاع الزراعى من حيث الاستيراد والتصدير للحاصلات الزراعية ومستلزمات الإنتاج من ماكينات وأعلاف وأسمدة؟ وهل هناك أى فرصة لدخول أسواق جديدة تمتلك مصر فيها ميزات نسبية بما يعمل على تحويل المحنة إلى منحة؟
كيفية النهوض من ما لحق بالزراعة بسبب جائحة كورونا
وللإجابة عن ذلك؛ علينا أن ننظر للأمر برمته بشكل أعمق وفيما يلى بعض النقاط الدافعة للتفكير فى كيفية النهوض من هذه الأزمة
- قامت هولندا بإتلاف كميات كبيرة من الأزهار لديها نتيجة انخفاض الطلب بسبب كورونا وقد كان يمكن الاستفادة من هذا من خلال تصدير أزهار مصرية ذات ميزة نسبية كالورد البلدي والجورى وبالتالى الدخول لأسواق جديدة.
- الاهتمام بسلالات حيوانات اللحوم والألبان المصرية وخاصة الجاموس المصرى المتأقلم على الظروف البيئية المحلية من خلال عمل برنامج تربية شامل يُدَعِّم صغار المربيين ممن لديهم رأس واحدة أو أكثر وعمل سجلات صحية لكل حيوان مع توفير اللقاحات والدعم البيطرى وربط كل ذلك بمنظومة إلكترونية مركزية للحماية من الأمراض كالحمى القلاعية وغيرها.
- إعادة النظر فى صناعة الدواجن المحلية والسعى للاكتفاء من لحوم الدواجن والبيض لاسيما وأن ذلك يحتاج لوقت أقل كثيرًا مقارنة بالماشية
- اتباع أسلوب الزراعة الرأسية مثل المتبع فى اليابان لتقليل المساحة مع زيادة الإنتاج.
- العودة لنظام الدورة الزراعية.
- السعى لإنتاج التقاوى محليًا.
- الاهتمام بالصناعات الزراعية.
- إنشاء منطقة حرة زراعية بين مصر والسودان لاسيما وأنه حاليًا توجد تجارة الجمال بين البلدين.
:المصادر
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
اقرأ أيضا
وللمرض أيضا فوائد – ماذا بعد الفيروس؟ وما هي الدروس المستفادة؟