مقالات

التغذية السليمة

الغذاء بين الماضي والحاضر

لا شك أن هناك علاقة وطيدة بين الأمراض والأوبئة، وبين ما يُمارسه الإنسان من عادات غذائية خاطئة وسنشهد في وقتنا الحاضر كثير من الأنظمة الغذائية الخاطئة معتمدة على ثقافة الديليفري (إن جاز التعبير)، والتى قد تأثرنا بها نتيجة الكم الهائل من الإعلانات والدعاية لهذا النمط الغربي من التغذية ضاربين بعرض الحائط عاداتنا الغذائية الصحية التى تربينا عليها من الصغر

حيث كان الطعام ثقافة تعبر عن الترابط الأسري والاهتمام بصحة أفراد الأسرة؛ فكانت الأمهات تحرص على توفير الكثير من الأطعمة المتنوعة التي تحافظ بها على صحة أفراد أسرتها وكان الاجتماع على الطعام الذي كان يجمع كل أفراد الأسرة؛ وسيلة غاية فى الأهمية للحفاظ على هذا الترابط الأسري المتمثل في اجتماع الكل على مائدة واحدة من صنع الأمهات

متأكدين من جودتها ونظافتها وخلوها من الإضافات الصناعية ومكسبات الطعم كما كان هذا الاجتماع يمثل فرصة بين أفراد الأسرة لتبادل أطراف الحديث والتحدث عن المشكلات التى تواجه كل منا ونقل خبرات الآباء والأمهات للتغلب علي تلك المشكلات وإرساء خبرات أفراد الأسرة الواحدة .

العلاقة بين الوباء الحالي والعادات الغذائية

ولو نظرنا إلي نسبة الوفيات خلال وباء كورونا المستجد سوف نري أنها أكثر تأثيرًا على من يعانون أمراض مزمنة وبدوره نُلقي الضوء علي العادات الغذائية الخاطئة وفي هذا المقال نحاول معا الوصول إلي الغذاء الصحي الآمن من حيث الكيف والكم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

يحتاج كبار السن ما يعادل 1600 سعر حراري أما الأطفال والبنات في سن المراهقة والنمو إلي 2200 سعر حراري، أما الشباب والرجال والنساء فإلى ما يعادل 2800 سعر حراري.

الهرم الغذائي

وهذا ينقلنا إلي الهرم الغذائي حيث يحتوي علي ستة مجموعات رئيسية؛ مجموعة الدهون والزيوت والحلوي، مجموعة الألبان والزبادي والجبن، مجموعة اللحوم والطيور والأسماك، مجموعة الخضروات، مجموعة الفاكهة، مجموع الخبز والحبوب والأرز والمكرونة.

وهنا تحتل المجموعة الأولي (مجموعة الدهون والزيوت والحلوي) قمة الهرم. وينصح خبراء التغذية باستخدام أطعمة هذه المجموعة بحذر شديد وعلي نحو مقتصد في الأطعمة التالية (التوابل، الزيوت، الكريمات، الزبد، السمن النباتي، السكريات، المياه الغازية حيث أنها تمد الجسم بالسعرات الحرارية أكثر مما يحتاجه الجسم،

أم المجموعة الثانية (مجموعة الألبان والزبادي والجبن) في مصدر هام للبروتين والفتيامين والكالسيوم والحديد والزنك حيث يحتاج الجسم يوميا إلى ما يعادل 2/1 كوب من اللبن أو عُلبتين من الزبادي، 50 -70 جرام من الجبن العادي والمطبوخ. وينصح عدم الإكثار من الأيس كريم عالي الدسم،

أما المجموعة الثالثة (مجموعة اللحوم والطيور والأسماك) فهي تُعد مصدر هام للبروتين والفتيامين والحديد والزنك، وهنا ينصح بنزع جلد الطيور عند تناولها والإكثار من أكل الأسماك والتقليل من صفار البيض لاحتوائه علي نسبة عالية من الكوليسترول، ويُنصح بتناول بيضة واحدة عند الإفطار، وشريحة من اللحوم تعادل 70-90 جرام طيور أو لحوم حمراء أو مُصنّعة،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما المجموعة الرابعة (مجموعة الخضروات) فهي تُعَد مصدر هام للألياف. ويحتاج الجسم ما يعادل 4/3 كوب عصير خضروات، أو مايُعادل خضار ورقي أو مطهي، أما المجموعة الخامسة ( مجموعة الفاكهة) فهي تمد الجسم بالفيتامينات أ،ج وهي مجموعة قليلة الدهون والأملاح؛ حيث يُنصح بشدة بالعصائر الطبيعية بعيدًا عن المواد الحافظة الصناعية، ويحتاج الجسم ما يعادل ثمرة من الفاكهة، أو ما يُعادل 4/3 كوب عصير فاكهة، أو مايعادل فاكهة مطبوخة،

أما قاعدة الهرم (مجموعة الخبز والحبوب والأرز والمكرونة) فهي تمد الجسم بما يحتاجه من البروتينات والمواد الكربوهيدراتية والفيتامينات أ،ج والفولات والحديد والماغنسيوم، حيث يحتاج الجسم إلي ما يعادل رغيف يوميا، 2/1 كوب من الحبوب المطهية، وهذا يمكن أن يكون بالتبادل بين جميع المجموعات وعلي قدر المتاح للظروف الاقتصادية التي يمر بها الجميع.

دعوة لإعادة النظر في عاداتنا الغذائية

كما نُجدد الدعوة للحفاظ على إعادة النظر في ثقافتنا الغذائية لما قد ثبت من أضرار مادية واجتماعية للثقافة الغذائية التى يمارسها الغالبية العظمى من الناس نتيجة ظروف مختلفة  مؤكدين على أن كل سلوك يمارسه الإنسان سيكون له بالغ الأثر على حياته،

كما نجدد الدعوة للم شمل الأُسر مرة أخري على مائدة طعام واحدة مسترجعين عاداتنا الجميلة التي كان لها بالغ الأثر في تكون شخصياتنا من ترابط أسري وتواصل فعال بين جميع أفراد الأسرة والاهتمام بنوعية وكيفية الغذاء لما له من تأثير بالغ الأهمية للحفاظ على سلامتنا وسلامة أفراد الأسرة.

ولعل ما تمر به الأسر حاليا من تواجدها لفترات أكثر من السابق في المنزل فرصة لاسترجاع هذه العادات الجميلة ومعرفة أثرها ودورها علي جميع أفراد الأسرة .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضا:

كيف نغيّر عاداتنا؟

الرجل النباتي الأخضر

العادة بين الترغيب والترهيب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. مصطفي أحمد جابر

مدرس الاقتصاد وإدارة الأعمال بكلية الزراعة جامعة الأزهر بأسيوط

مقالات ذات صلة