هل ثمن السلعة أهم من ثمن الخدمة
يحكي لي أحدهم أنه اشترى أجود أنواع الصنابير والأحواض لشقته، ثم بحث عن أرخص عامل وسباك لتركيب هذه الأحواض، وكانت النتيجة خسارة كارثية! طبيعي!
يقول الاقتصاد أنه حين ينفق الناس ما يملكون من أموال فَهُم ينفقونها في أمرين لا ثالث لهما، شراء سلعة، وشراء خدمة. شراء سلعة يعني سيارة، فاكهة، كرسي، دواء، شريحة، حنفية، صنبور، أي شيء. شراء خدمة يعني أجرًا مقابل تعب أو خبرة أو مجهود يبذله إنسان.
الفرق بين السلعة والخدمة
وثمن الخدمة في السوق المفتوح يكون حسب العرض والطلب، لأنها سوق مفتوحة فيها تنافس بين من يقدمون الخدمة. وفي السوق المفتوح التنافسي، حيث الجميع يتنافسون، كلما كانت نوعية الخدمة أعلى من حيث الدقة والمهارة والخبرة والأمانة، كلما ارتفع سعرها، وأقبل الناس عليها.
لكن لو أنها غالية ولا تستحق ثمنها، ستخسر ولن يقبل عليها أحد. والعكس صحيح، حين تجد الخدمات الرديئة ستجد سعرها منخفضا، ورغم ذلك يهرب الناس منها، إلا طبعا لو مضطرون لها. ولو وجدت خدمة رخيصة ويدعي صاحبها أنها جيدة، فغالبا هذا مريب! ويحتاج تمحيص وتشكك.
والبعض يعتقد أن ثمن السلعة أهم من ثمن الخدمة، يعني مستعد أن يشتري سيارة فاخرة مثلا، حتى لو لم يجد ميكانيكيا جيدا ماهرا أمينا يقوم بصيانتها، فتكون النتيجة أن يخسر سيارته الفاخرة الغالية! وهذا لأنه لا يفهم أن الخدمات مهمة جدا، وأكثر أهمية من السلعة نفسها، بل إن السلعة نفسها يعتبر كل ثمنها مقابل خدمات!
إتقان الخدمة أهم من السلعة
يعني حين تشتري كيلو طماطم بعشرة جنيهات، يذهب جزء منها للتاجر والتجار الآخرين، وجزء للفلاح والزارع، لكن لا تذهب الجنيهات لمياه المطر التي تسقي الزروع ولا للتربة والأرض والطين ولا للبذور والأشجار، يعني في الحقيقة كل ما نشتريه هو مقابل خدمات، خدمات من يزرع ويصنع، وينقل ويعرض، وخدمات من يعالج ويصلح.
فلا تبحث عن خدمة جيدة وتتوقع أن تكون بدون مقابل يتناسب مع جودتها، ولو وجدت من يقدمها بسعر رخيص، فيجب أن تتشكك فيه. ومن يحاول اصطناع الذكاء والتذاكي من المطففين عادة يخسر.
يقول لنا رب العالمين: “وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*”، يريد أن يأخذ أحسن خدمة! “وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ”، ويريد أن يقدم أقل سعر!
إتقان الخدمة مهم وربما أهم من السلعة! فلا تحاول التقليل في ثمن الخدمة تحت اعتقاد أن جودة السلعة هي الأهم!
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
