مقالات

التجارة الإلكترونية

دائما ما يُطلق على جمهورية الصين الشعبية “المارِد الصيني”، وهذه التسمية أو المصطلح العالمي لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة تصميم من القيادة والجهود المُضْنيَة للشعب الذي يرغب في حياة كريمة جميلة تليق به.

التجارة الداخلية

ذكرتُ في كتابي (105 مهارة حياتية لطلاب الجامعات الصينية) أنّ الطلاب والأساتذة في الجامعة يرتبطون بالإنترنت في البيع والشراء والأخذ والعطاء والتسويق، كباقي فئات الشعب المختلفة سواء بسواء، فإذا أردتَ شراء أي شيء فيمكنك وبكل بساطة أن تدخل على صفحة هذا المُنتج وتُحدّده وتدفع رسومه ومن ثم يأتي إليك أينما كنت، والأبعد من ذلك أنك يمكن أن تتواصل مع بائع هذا المنتج وتتناقش معه، طبعًا هذا بالإضافة إلى القيام بجميع المعاملات عبر الإنترنت كتسديد الفواتير وغيرها.

هذه التجارة الداخلية رائجة جدًا في الصين وتشجع الحكومة عليها وتفتح لها القنوات وتضع لها التسهيلات، ينسحب هذا الكلام على الملابس والطعام والآلات وحجز تذكرة القطار والطائرة وكل ما من شأنه فيه مصلحة للناس.

وعندما تطلب المُنتج فإذا كنتَ في مدرسة أو جامعة أو مؤسسة فما عليك إلا أن تكتب العنوان بالضبط فتأتيك إشارة على الموبايل بالكود ورقم الصندوق الذي ستتسلّم به سِلعتكَ في اليوم المناسب داخل المبنى، وإذا كنتَ في البيت أتتك على عنوانك المُحدّد في الطلب، مع غاية الرقي في المعاملة _كما رأيتُ، كما توجد خدمة إرجاع المُنتج خلال أسبوع من شرائه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التجارة الخارجية وسرعة توسعها

ولا تقل التجارة الخارجية عن الداخلية بل تتوسّع بشكل ملحوظ وكبير، لأنّ الصين تريد أن تُثبت نفسها وتُثبّت قدمها على الساحة الدولية، وهذا النجاح والاكتساح لم يأت من فراغ ودون تعب وعَنَاء وإنما بالنظام والدقة والمرونة في آن واحد.

ودائمًا نقول: إنّ الصين كانت تُعاني في السابق من الفقر والجوع وانتشار الأمراض ولكنها تعلّمت من الدروس التي مرّت بها وطَحَنَتها بحكمة وتؤدة وترسيخ قدم وعِلم، فعندما تتجه للتجارة الإلكترونية عبر الحدود فإنها تستخدم دراسات الجدوى ووسائل التكنولوجيا الحديثة بأحدث ما توصّلت إليه وأيسر الطرق الجغرافية والاقتصادية.

سنذكر هنا في هذا المقام مثالًا أوردته مجلة (الصين اليوم) في عددها الصادر في سبتمبر 2021، إنه بفضل إنشاء المستودعات الخارجية أصبحت مبيعات البضائع الصينية في الخارج أسرع وأفضل.

وفي الآونة الأخيرة تم الإعلان عن المستودعات العامة الخارجية التابعة لمقاطعة تشيجيانغ على مستوى المقاطعة في عام 2021. تضم القائمة المُعلنة 12 مستودعًا خارجيًا ومنها سبعة مستودعات تتبع مدينة نينغبوه، شركة مجموعة هاويا المحدودة للاستيراد والتصدير في نينغبوه، لقد زادت شحنات المستودعات الخارجية لها بأكثر من 80% في سنة 2020 وحدها،

من خلال تحسين نظام إدارة الخدمات اللوجستية القائم على المعلومات في الوقت المناسب تحسين كفاءة رفوف البضائع والتسليم لتخفيف ضغط التشغيل للمستودعات الخارجية، وبالاعتماد على هذه المنصة تُباع جميع أنواع الثلاجات والغسالات وأدوات المطبخ ومُعدّات اللياقة البدنية المُصنعة في نينغبوه في أنحاء العالم من خلال المستودعات الخارجية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

دعم الصين للتجارة الإلكترونية

تُظهر الإحصاءات الصادرة عن مكتب التجارة في نينغبوه أنّ أكثر من 60 شركة في تلك المدينة فقط لها 203 مستودعٍ خارجيٍ حول العالم بمساحة إجمالية تزيد عن مليوني متر مربع، تُمثّل تُسع الإجمالي للصين من حيث العدد، والسُدس من حيث المساحة.

فإذا كنا نتكلّم عن مدينة واحدة أو مقاطعة فكيف بباقي الصين، وتنافس الشركات للبضائع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة؟ إنّ الصين تُدعّم الشركات في بناء مستودعات خارجية لمنتجات التصدير واستخدام التجارة الإلكترونية وأنظمة متقدّمة وشبكة اتصالات قوية ومترابطة للاتصال بالعملاء مع جودة المنتجات والتسويق والترويج، كما تَلُوح في الأفق برامج مُستقبلية لبناء مستودعات خارجية وتقوية شبكة المعلومات والتطوير الذكي.

إن التجارة الإلكترونية تصل وتغطي أماكن كثيرة من الكرة الأرضية على مستوى الدول والقارات بمنتوجات رائعة مُتقَنَة وتكلفة منخفضة، يقول شيونغ وي مساعد رئيس شركة تساينياو، وهي شركة لوجستية صينية أطلقتها مجموعة علي بابا بالاشتراك مع ثمان شركات أخرى، والمدير العام لقسم لوجستيات التصدير:

“إنّ تساينياو توفر لتجار المستودعات في الخارج حلولًا لسلاسل التوريد الكاملة، بما في ذلك خطوط النقل الأول وأنظمة التخزين والتوزيع في الخارج وفي أسواق هامة، مثل إسبانيا وفرنسا، فيمكن أن تحقق تساينياو التسليم والتوزيع في يومين”.

وفي المقابل ينبغي الاهتمام والتعاون الدولي، وتحسين وتأمين المُناخ والبيئة الجاذبة وشبكة المواصلات والقوانين والعُملات والفنادق والمطاعم وغير ذلك في البيئة المستورِدَة لتشجيع التصدير وفتح أسواق جديدة رحْبَة، وتعزيز التطور الرقمي والتدريب عليه وتطبيقه، فالعالم يعيش معًا تحت سماء واحدة وفوق أرض واحدة ويجمعهم مصير واحد مشترك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

أسرار الدوت كوم

التسويق الشبكي

الخزف الصيني

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. وائل زكي الصعيدي

خبير مناهج وطرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها/ جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية

محاضر في: جامعة الدراسات الأجنبية كلية العلوم الإسلامية الصينية / بكين – الصين

دكتوراه فى المناهج وطرق تدريس اللغة العربية

ماجستير في أدب الأطفال، ودبلوم خاص في المناهج وطرق التدريس، رئيس قسم الموهوبين بإدارة ميت أبو غالب التعليمية دمياط سابقاً

عضو اتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة