مقالاتقضايا شبابية - مقالات

التسويق الشبكي

"الشباب بين الاحتيال والوهم"

في الآونة الأخيرة انتشر شيء اسمه “التسويق الشبكي”، ووجدنا شركات ظهرت من العدم تتاجر بالشباب مستغلة حالة البطالة والفراغ لدى الشباب لتُوهمهم بالحصول على وظيفة خيالية ومكاسب غير عادية، وتوهمهم بتحقيق الذات مع كثير من العبارات والجمل الحماسية والكلمات الرنانة، فيندفع الشاب بكل قوته ليشارك في هذه الملحمة الدولارية ويدخل التاريخ على بساط أخضر من دولارات العم سام.

وفكرة التسويق الشبكي تتلخص في الآتي:

يقوم أحدهم بإقناعك بأنه وجد لك وظيفة خيالية، فقط تعتمد على مهارة الإقناع وأرباحها غير عادية، وللحصول على هذه الوظيفة عليك أن  تشترى شيئا -سواء كنت تحتاجه أم لا-  بقيمة ٥٠٠٠ جنيه مثلا، ويكون هذا الشيء في الخارج يباع بأقل من ذلك بكثير ربما ٤٠٠٠ أو ٣٥٠٠ جنيه، ولا يهم هل أنت محتاج هذا الشيء أم لا،  المهم هو أن تدفع المبلغ، ثم بعد ذلك ولتحقيق أرباح  عليك أن تقنع اثنين آخرَين على الأقل بأن يدفعوا نفس المبلغ ويشتروا أي سلعة، وهذان الآخران -لكى يحققوا أرباحا-  عليهما أن يقنع كل واحد منهما اثنين وهكذا..

بالطبع كلما زاد عدد الأفراد في هذه الشبكة كلما زادت الأرباح، وكلما أوقعت بالآخرين في هذا الفخ كلما زادت الأرباح، وبالطبع لأن كل مغفل يدخل هذه الشبكة يخسر جزءا من ماله لأنه يشترى منتجا -ربما لا يريده أصلا- بسعر عالٍ جدا، فهو يحاول جاهدا لتعويض خسارته، بأن يُوقع عددا ممن حوله في هذا الفخ، ويحقق الأرباح ليشتري سيارة أحلامه أو ليتزوج أو ل”يقب على وش الدنيا”.

بالطبع هذا يعتبر احتيالا ولكن بشكل احترافي، وربما هو أكل لأموال الناس بالباطل، فمعظم المكاسب تذهب للمؤسس (رأس الشبكة) لأنه يشتري بضائعا بمليون جنيه ويبيعها بأضعاف مضاعفة، ومعظم المكاسب تذهب إليه، كذلك ما يحدث بين الشباب هو تعطيل طاقات، إذ إنهم لا يقدمون أي منتج حقيقي للعالم،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لا منتجا صناعيا ولا زراعيا ولا فكريا ولا ثقافيا ولا حتى خدمة حقيقية، وإنما يحاول كل شاب الإيقاع بأكبر عدد من أقرانه لكي يحقق الأرباح، فالهدف هو جمع المال دون تقديم أي مُنتَج حقيقي أو سلعة حقيقة أو خدمة حقيقية، بل الترويج لسلع بأسعار أغلى من السوق بكثير لأشخاص في الأغلب لا يحتاجونها بوهم الحصول على وظيفة.

فأي احتيال وسخافة تمارسونها على الشباب؟ وكيف تأكلون أموال الناس هكذا بدم بارد؟ وتفرحون كلما أوقعتم بشاب ساذج مغلوب على أمره كل حلمه الحصول على عمل يحقق له حياة كريمة.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

ثقافة السوق الحر وفنون التسويق

أسرار الدوت كوم

أنا ومن بعدي الطوفان

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. كارم محمود حمدان

مدرس لغة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى

مقالات ذات صلة