بدأ يحصل تحول فكري حاد
العلاقات البشرية أصبحت في حالة من السيولة غير مسبوقة، معدش فيه علاقة تستاهل إنها يتقال عليها كاملة بشكل حقيقي.
الغالبية العظمى أصبحت لها حقوق فقط بتبحث عنها، مع تجاهل تام لحكاية الواجبات.
يعني أنا بطالب الطرف التاني بحقوقي وبماطل في أداء الواجبات اللي عليا، وده في أغلب أوجه العلاقات إن كانت زوجية أو صداقة أو حتى عائلية بين أب وابن أو العكس.
التجاهل أصبح سيد الموقف بين الناس، وأنا أقدر أقول إن التوتر واللعبكة اللي حصلت في عقول الناس دي مصدرها –جايز– آخر عشر سنين بس، أو خمسة عشر على أعلى تقدير.
انتشار النزعة الفردية بالمجتمع
دي الفترة اللي بدأ يحصل فيها تحول فكري حاد لكل الأفكار الشاذة، وخرجت أفكار كتير بتنادي بالفردية والتفرد وبتعمل انسلاخ حاد من فكرة المجتمع والارتباط بيه، وكراهية للتقاليد والعادات.
ده الشيء اللي كنا بنمر بيه وإحنا صغيرين داخل نفوسنا ومنصرحش بيه لحد ما نكبر شوية، فنتعامل مع الأمور بشكل أفضل وقدرة أكبر على تجاوز اللي منقدرش عليه ومع بعض.
لكن دلوقت أصبحت الأفكار الشاذة والمناقضة للمجتمع أسهل على الجميع التحدث بها والتصريح والمناداة بيها كمان، والسوشال ميديا أعطت المجال للمهتمين بكل شيء شاذ إنهم يلاقوا بعضهم.
احتكار الحقيقة .. الوهم الكبير
ده شجع حتى اللي عندهم فكرة صغيرة إنهم يطرحوها، والمشكلة مش في الطرح على أد ما هي مشكلة الأسلوب الهجومي اللي بيتم بيه عملية الطرح والمناقشة!
أصبح كل واحد مر بتجربة شخصية محتكر لحقيقة الحياة، مع إن أبسط القواعد بتقول إن تجربتك بتعتمد على عقلك وتصرفاتك، وكل واحد بيدخل تجربة حياتية ممكن يخرج منها بشكل مختلف ونتيجة تانية.
لكن كل ناجح أو فاشل في تجربة أصبح مُصر إن نتيجته هيه النتيجة الوحيدة النهائية ولازم الناس تسمع رأيه، وتنفذه كمان!
مشكلات الجيل الجديد
المشكلة الأكبر في الجيل القادم اللي طالع على فكرة الفردانية بشكل أكبر، واللي شايف إن من حقه إنه يبقى سعيد بالرغم من كل شيء وكل اللي حواليه.
مش متفهم لفكرة إن مفيش سعادة مطلقة، وإن السعادة محتاجة بعض التخلى والموازنات والتضحيات، ولازم كل شاب يفهم إنه مش نبي ولا مرسل ولا فيلسوف، ولا كل بنت تفتكر إنها أفروديت والمناضلة المكافحة اللي جابت الديب من ديله.
لسه قدامهم زمن طويل حقيقي عشان يقدروا يستوعبوا دورهم في الحياة، ويوجهوا كفاحهم عشان يمشي في طريقه الطبيعي، ويكون مكمل لبعضه مش فرداني ومقطوع عن اللي حواليه، ولا متسيد للي حواليه، ولا نجاحك بيحارب نجاح الآخرين، دا جزء منهم!
اقرأ أيضاً: الفردية والتمحور حول الذات وتأثيره على المجتمع
تعرف على: مشكلة فقدان الهوية والشعور بالغربة داخل المجتمع
اقرأ أيضاً: معضلة القطيع
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
