مقالات

عندما تكون اللحظة فارقة

قد تكون بين الموت والحياة لحظة فارقة يدركها من أراد الله له النجاة، ويغفل عنها أو لا يستطيع إدراكها من حانت لحظته. وهذا ما حدث بالضبط مع الطفل ريان المغربي.

وشغلت عملية إنقاذ الطفل ريان، البالغ من العمر 5 سنوات، والعالق في منتصف بئر عمقها 60 مترا ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، بشمال المغرب، قد شغلت العالم أجمع، حيث شهدت الواقعة تعاطفا كبيرا من جميع أنحاء العالم، حيث نشر مغردون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وغيره من المواقع الأخرى صور الطفل وأرفقوها بتدوينات بلغات مختلفة، ودشنوا العديد من الهاشتاجات.

وقضى الطفل نحو 100 ساعة داخل حفرة ضيقة في البئر، عانى خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه، كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري.

وترقب الملايين في المغرب والعالم العربي نهاية سعيدة لمحنة الطفل ريان الذي جلبت قصته تعاطفا دوليا واسعا، لكن شاءت الأقدار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وحيدا قبل وقت قليل من وصول فرق الإنقاذ إليه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

دروس مستفادة

ولا نستطيع إلا أن نقول قدر الله وما شاء فعل، فحادثة هذا الطفل تفاعلت معها المشاعر الإنسانية في العالم بأسره، وكانوا يريدون له أمرًا، وأراد الله له أمرًا لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن نخرج من تلك الحادثة بدروس مستفادة، منها ما يلي:

  • رغم تكرار مثل هذه الحوادث في كثير من دول العالم بما فيها الدول العربية والخليجية لكثرة الحاجة لاستخدام الآبار، إلا أنه لا يوجد أي جهود دولية في إيجاد آلية تحد وتمنع من حدوث مثل هذه الحوادث التي من المفترض أن يكون معها وقفة دولية، وخاصة من تلك الدول التي يكثر فيها استعمال تلك الآبار.
  • ضرورة اتخاذ تدابير وقائية تتوحد فيها جهود منظمات المجتمع المدني مع الحكومي لإيجاد آلية مسح جغرافي لكشف الآبار وما شابهها، وإلزام المستفيدين منها بالتقيد بالشروط الوقائية التي تضمن أمن وسلامة الجميع، وخاصة الأطفال.
  • التدريب التقني والتكنولوجي لرجال الإنقاذ والأمن والسلامة في كافة أنحاء دول العالم ،التي تساعد وتسهم في تسهيل وتسريع عمليات الإنقاذبشكل سريع بعيدًا عن العشوائية والطرق البدائية.
  • الاستفادة من التجارب الدولية المختلفة فيما يتعلق بطرق حفر الآبار بشكل آمن، مما يساعد في الحفاظ على أرواح المواطنين في كافة دول العالم.
  • الاستفادة من حالة التعاطف والتآزر بين جميع مختلف شعوب العالم حول قضية الطفل ريان، وتوجيهها لصالح حل كافة القضايا الإنسانية في مختلف دول العالم.

اقرأ أيضاً:

الطفل “ريان”، والعدالة الإلهية

اسمه زيان

صورة وألف معنى

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. اسماء الشاعر

معلم أول لغة عربية بالأزهر الشريف

مقالات ذات صلة