فن وأدب - مقالاتمقالات

لافندر .. عزة عز الدين

صدرت للكاتبة عزة عز الدين مجموعتها القصصية وإصدارها الرابع “لافندر”، بعد إصدارتها السابقة: “علبة الأحلام”، و”شريط ستان”، و”دلال اليمام”، ويبدو أنها تؤكد موهبتها في كل عمل بعد الآخر.

قصة “أشياء مكسورة”

مجموعة لافندر قصص قصيرة، تقول في قصة “أشياء مكسورة”، إذ تستعيد ذكرياتها أمام دولاب الفضية في بيتها:

“وهنا قطع كريستالية أغلبها هدايا، كل قطعة من بلد، وفي مناسبات مختلفة.

أحب هذه القطعة أكثر، أمسكت بها وتحسستُها، ودارت بيننا مناجاة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ابتسمتُ وأنا أتذكر أجواءها، هي سر من أسراري، ربما يستحق الدمع لا الابتسام، أحيانًا يتماهى الدمع مع الابتسام في حالة أشبه بترنح المشاعر”.

هكذا اتخذت كتابتها الحلم والأنوثة والرومانسية لونًا لا تتنازل عنه ولا تستبدله بشيء، ودون أن تتخلى عن أسلوب في التعبير قوي ومؤثر.

قصة “الصغيران”

335431 0 - لافندر .. عزة عز الدين

في قصة “الصغيران” تبلور عزة عز الدين إحساس الحياة الزوجية والسعادة الزوجية بصورة شاعرية مدهشة، تذكرك بشعر جاهين في قصيدته “الشاي باللبن” وهو يقول معبرًا برومانسية عن السعادة الزوجية:

“أربع إيدين على الفطار

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أربع شفايف يشربوا الشاي باللبن

ويبوسوا بعض ويحضنوا نور النهار

بين صدرها وصدره وبين البسمتين

ويحضنوا الحب اللي جمعهم سوا

على الفطار

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ويحضنوا الشمس اللي بتهز الستار

وتخش من بين الخيوط وبعضها

مع الهوا

للأوده ترسم نفسها على أرضها

على البساط اللي اشتروه مع الجهاز

اضغط على الاعلان لو أعجبك

على الغرام اللي اشتروه من غير ثمن

وعلى القزاز

ويشربوا الشاي باللبن

في فنجالين

على الفطار أربع إيدين

ودبلتين

بيصحوا قلبي كل ليلة في المنام

وبيكتبوا لي بلون منور فزدقي

على الهوا الأسود وع الجفن اللي نام

كلمة سلام”.

قصة “قلوب وأحلام”

29083 - لافندر .. عزة عز الدين

عزة أيضًا عبرت برقة شديدة عن السعادة الزوجية، ولم يفتها أن توضح أن السعادة الزوجية لا تعتمد على المال بل على الإحساس، هي لم تقل ذلك بل أشارت إليه على لسان البطلة، وهي تنظر إلى ذلك الدرج المكسور في حجرة نومها، والذي تسنده بقطعة كرتون حتى لا يقع، لكنها لا تصلحه لأنه يذكرها بكيف كسره طفلها وهي تحافظ على كل الذكريات، فهي في نظرها لا تقدر بمال.. كما أن كلمة “بابا جه بابا جه” على لسان الطفلين أيضًا لا تقدر بمال.

تقول في قصة قلوب وأحلام:

“وأنا أقف على الضفة، أتحسس قلبي، ونبضي، وحلمي، لا زال قريبًا يهفو إلي لكني أرنو للاقتراب أكثر، للتوحد، فإن هممت، تشدني عيناي لتلك العروس السائرة الثائرة، تبتعد رويدًا رويدًا، ولم أعرف بعد هل التقت القلوب والأحلام؟! هل لشريان أن ينبض في صمام آخر؟! أو يضخ الدم في عروق غريبة؟! تمامًا كنجم تاه عن فلكه، أو بسمة شاردة تبحث عن ثغر”.

الكاتبة القاصة عزة عز الدين

هكذا هي تمتلك أدواتها وأسلوبها المميز في التعبير عن داخل النفس بمهارة وعذوبة ورقة، تبلور ملامح الأنثى الحالمة ومشاعرها وأمنياتها وآلامها.

أنا هنا لا أتكلم كثيرًا عن الحكايات نفسها في قصصها، فالحكايات عندها ليست حكايات بقدر ما هي وعاء للمشاعر وقالب للتعبير عن زفرات القلوب الأنثوية –إن صح التعبير– أكثر من كونها حكايات، كما أني لم أضرب كثيرًا من الأمثلة لأنه يكفيني التعبير عن أسلوبها بوجه عام، وهذا يمكن من خلال قليل من الأمثلة، وباختصار فإن عزة عز الدين في هذا العمل توظف الرمز لخدمة رومانسيتها، وتلمح أكثر مما تصرح مراهنةً على نضج القارئ وسلامة إحساسه، لتكون النتيجة في النهاية أدبا قصصيا أشبه ما يكون بالشعر.

لا يفوتني أن أقول إنها تحتاج فقط مثلما يحتاج جميع الكتاب تقريبًا إلى مراجع لغوي، لأن الأمر لا يسلم من هنات لغوية بسيطة تحتاج إلى تصحيح، وهو ما يحدث حتى في مؤلفات كبار الكتاب في مصر والعالم العربي، بل وفي العالم كله ولا حرج.

مقالات ذات صلة: 

بين الصورة والكلمة

مرسي جميل عزيز

أنا وكلماتي والعدم

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ . شامخ الشندويلى

الشاعر والكاتب والسيناريست المعروف

مقالات ذات صلة