هل كان سليمان الحلبي من الرعاع؟
جريدة مصرية يومية معروفة “مستقلة” كانت قد نشرت موضوعًا عن مقتل كليبر، وهي تقلل من سليمان الحلبي وتمجد الفرنسيين في زمن الحملة الفرنسية.
هم في الحقيقة ارتكبوا من الفظائع في حق مصر والمصريين من السرقة والنهب والقتل والإذلال والهدم والتخريب ما قل أن يأتي الزمان بمثله، وحاولت تلك الجريدة أن تظهر أنها تستند إلى تاريخ الجبرتي، وكنت بالصدفة أعيد قراءة تاريخ الجبرتي.
ذكرت الجريدة في هذا المقال أن الجبرتي وصف سليمان الحلبي بـ”سفلة السفلة، أهوج، أحمق، ومتدنس بالخطايا”، والحقيقة أن هذه أوصافه طبقًا لمحضر تحقيقات الفرنسيين، وهو محضر وصفه الجبرتي بالركيك، وأنه يورده على مضض لما به من لغة السوقة، حيث يخلط محضر الفرنسيين اللغة الفصحى الركيكة باللغة العامية المصرية.
كيف اغتال سليمان الحلبي الجنرال الفرنسي؟
قالت الجريدة في المقال أيضًا أن كليبر رحب بسليمان الحلبي لأن الفرنسيين كانوا يستقبلون المصريين بترحيب لعرض طلباتهم، والحقيقة أن سليمان الحلبي اندس وسط عمال القصر الذين يعملون في الحديقة، وارتدى مثل ملابسهم فظنه الفرنسيون فواعليًا.
عندما اقترب من كليبر صاح فيه كليبر ليبعده قائلًا بقلق: “ما فيش! ما فيش!”، وهو يشيح له بيده ليبتعد، لكن سليمان أشار له إشارة يطمئنه وبأن لديه شيئًا يريد أن يبلغه إياه.
سمح له بالاقتراب فانحنى سليمان على يده ليقبلها، فسمح له كليبر بذلك، وكان الخنجر بيده الأخرى فطعنه أربع طعنات.
يقول محضر الفرنسيين أن ثلاثًا منها في البطن وإحداها تحت “البز” على حد وصفهم، وبالفعل اقترب كبير المهندسين لينقذ أميرهم فباغته سليمان بالطعن.
اعترافات سليمان الحلبي تكشف أسرار مقتل كليبر
عندما خرج الجنود الفرنساوية على صوت الصرخات لم يجدوا الفاعل، ثم بحثوا عنه فوجدوه متداريًا في حديقة تحت سورها وبه إصابات.
عذبوه حتى اعترف أنه صارح ثلاثة من شيوخ الأزهر الشبان بنيته في قتل كليبر قائد الجيوش الفرنسية، وكان قد تعرف عليهم حيث أقام في الأزهر كعادة من لا مأوى لهم لمدة 21 يومًا قبل تنفيذ القتل.
قام الفرنسيون بإعدام الثلاثة المذكورين ذبحًا بينما وضعوا سليمان على الخازوق وحرقوا جثته فوق الخازوق حتى تأكلها الطير.
كان الفرنسيون حتى ذلك الوقت قد قتلوا نسبة لا يستهان بها من المصريين واستولوا على أموالهم وعذبوهم وهدموا نحو 90% من القصور المصرية والمملوكية الفاخرة، التي لو تركوها لكانت لنا اليوم مفخرة أثرية ومعمارية.
الشاب السوري الذي تحول لبطل شعبي في مصر
أذلوا المسلمين إذلالًا يفوق الوصف، وخربوا مصر خرابًا لا مثيل له، وسلطوا على المصريين المعلم يعقوب يسومهم سوء العذاب.
عندما قتل سليمان الحلبي كبيرهم أعلنوا أنهم سيقتلون جميع المصريين على حد وصف الجبرتي، لولا أن اتضح أن القاتل ليس مصريًا.
لم يكن سليمان الحلبي قاتلًا مأجورًا كما ادعت الصحيفة ظلمًا، فالقاتل المأجور لا يقتل قائد الحملة الفرنسية وسط جنوده وحراساته، ولو كان كذلك لأعدموا من استأجروه، ولجاء ذكر شيء كهذا في محضر الفرنساوية.
كان سليمان بطلًا استشهاديًا في عمر الرابعة والعشرين، وصفته الجريدة بالمجرم والسافل والمدنس والقاتل المأجور، وهو بطل يدافع عن الإسلام والمسلمين، أمّا الأعداء الذين يحتلون الوطن، ويقتلون شعبه، وينهبون البيوت والمحلات ليلًا ونهارًا، فقد وصفتهم تلك الجريدة المعروفة بأرق الأوصاف.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا