أصبح الإسرائيلي لا يصدق ولا يثق في تصريحات دولته ولا كلام حكومته، حتى أنه أصبح ينظر ويبحث عن الأخبار الحقيقية لدى مواقع التواصل الاجتماعي العربية! اكتشف الإسرائيلي أنه ليس قوة عظمى في المنطقة، يفعل ما يشاء ويقتل ويسرق العرب حين يريد دون عقاب وثمن غالٍ سيدفعه، ولو بعد حين! وأنه سيأتي الوقت الذي قد يضطر فيه إلى الرحيل، ودفع ثمن كبير وغالٍ لجرائمه وجرائم أبيه وجده!
أصبح الفلسطيني أكثر ثقة بنفسه وشعورًا بالقدرة على النصر واليقين بأن النصر قادم والمسألة مسألة وقت، تعلم لعبة الصبر والعض على الأصابع، إلى أن ينتصر، تعلم أن التنازل اليوم يعني ثمنًا باهظًا، في حين أن صبر ساعة يعني النصر المبين!
أصبح العربي يرى الحجم الحقيقي لحكامه وحكوماته، وكذلك الحجم الحقيقي لإ سر ائيل، يعرف جيدًا أن كلهم أقزام يمسكون بمكبرات صوت وماكينات الدعاية لتضخيم حجمهم وإعطاء أنفسهم حجمًا أكبر بكثير من حقيقتهم.
أصبح العرب كلهم يعرفون جيدًا أن المساعدة لن تأتي من الخارج ولن تأتي من السماء، لن تأتي إلا من أنفسهم، أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم! لن يساعدهم أحد غيرهم! الأخذ بالأسباب وليس انتظار المعجزات!
تعود كثيرون في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي على مشاهد القتل وأخبار الموت والدمار وأصبح شيئًا طبيعيًا لا يخيف أحد، وبدأت تظهر أجيال تعتبر خبر الموت والدمار خبرًا عاديًا جدًا، أجيال لا تخاف الموت وتعتبره جزءًا طبيعيًا جدًا من الحياة اليومية، هذا النوع من البشر لن يستطيع إيقافه أحد، نوع من البشر صنعته المحنة، وسيأتي اليوم الذي يفترس فيه الشعوب المدللة من حوله، لأنه نوع شرس ولا ينسى الثأر.
لن ينسى صورة بيته حين دمروه ولا أمه حين ماتت، ولا أباه حين أُهين وسُجِن وعُذِّب، ولا ليالي الرعب والجوع والبرد التي عاشها في طفولته، بسبب جنود جيش الاحتلال!
كل هذا سيظل محفورًا في ذاكرته، وسيكبر يومًا ما ويفترس المدللين والمائعين والمرفهين، كل من شارك أو تعاون أو حتى سكت على الظلم، ليحولهم كلهم إلى عبيد عنده!
هذه قصة الحياة، تتكرر عبر التاريخ كل بضعة قرون!
مقالات ذات صلة
لماذا يدعم الغرب الكيان الصهيوني المحتل؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا