إسرائيل لا تستطيع الحياة ليوم واحد دون مساعدة أمريكا وأوروبا في كل شيء! عسكريًا واستخبارتيًا وماليًا وعلميًا وكل شيء!
لماذا هذا الحرص على مساعدة هذا الكيان الصهيوني وتضييع المليارات؟
التفسير الأول غير المنطقي أن إسرائيل كائن جبار يتحكم في الغرب المسكين، الذي يطيع إسرائيل رغمًا عنه، وتمتص إسرائيل منهم ما تريد.
التفسير المنطقي أن الغرب ظل يعاني من هذا الشعب المزعج المعقد نفسيًا طوال مئات السنين، إلى أن وجد فرصة للتخلص مما يسميه المشكلة اليهودية، ونقلها إلى مكان بعيد عن أوروبا وأمريكا: فلسطين، وليس لدى الغرب أي استعداد لعودة هذه الكائنات المزعجة إلى أوروبا أو أمريكا، يكفي أن يتحمل قليل من أغنيائهم وأذكيائهم، بينما يتخلص من الباقي في أرض العرب والمسلمين.
التفسير الثالث المنطقي أنها مصلحة مشتركة، والعداء مشترك، أن إسرائيل عميل يقدم خدمات للغرب وكائن له وظيفة محددة. خادم لديه مهمة وتعاقد مع أسياده، يحتاج كي ينفذها بنجاح إلى أن يحصل على مساعدات مستمرة وإرشادات من أسياده.
ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
بهذه المناسبة، عندي سؤال أيضًا لشعوبنا: عزيزي الفلسطيني، عزيزي العربي، عزيزي الإنسان في بلاد الشرق: هل حقًا قررت الاستسلام؟ هل نجحت إسرائيل في إقناعك أنها قوة جبارة لا يمكن هزيمتها، وأنه لا بديل لك غير القبول بحياة الذل والجوع والخوف؟
أنك لا تملك إلا خيار الموت أو حياة الذل والعبودية كمواطن من الدرجة العاشرة؟ ولا يمكنك المقاومة؟
لو تنتظر النجدة من الخارج فسوف تنتظر طويلًا للأسف، لن يغير حالك أحد غيرك.
هناك اختيار ثالث: أن تستمر في الكفاح والسعي والأخذ بالأسباب أنت وأولادك وأحفادك إلى أن تنتصر وتحقق الحرية والكرامة التي تستحقها.
الحرب طويلة، ولا يفوز فيها من يستسلم بسرعة مع أول ضربة أو مع تكرار النكسات، لكن يفوز فيها الصابر الثابت الذي يملك الإصرار والثبات والتشدد والعزيمة والتمسك بأهدافه، لا يقبل التنازل عن أي منها، إلى أن يحققها جميعًا دون تنازل ولا تفريط.
مقالات ذات صلة
قضية الشعب الفلسطيني من زاوية ثقافية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
